أغلب جوائز نوبل للاقتصاد تمنح لمنظرين استطاعوا التوصل إلى اكتشاف وقياس ظواهر وأنماط علاقات اقتصادية بعضها نظري بحت وبعضها ذو صبغة عملية قادت إلى ممارسات في السياسات وبينهما أطياف مختلفة. لكن هذه المرة منحت لثلاثة أشخاص عملوا وعرفوا بمنحى تطبيقي في مجال مكافحة الفقر وبالذات اختبار سياسات محددة لتحسين مخرجات التعليم والصحة ومشكلات الفقر المؤثر.
اختارت اللجنة المخولة من البنك المركزي السويدي أبهيجيت بارنيجي وإستير دوفلو، متزوجان ويدرسان في معهد ماساتشوستس التقني ويعملان تحت مظلة "برنامج ممول من شركة سعودية"، الذي بدأ قبل 15 عاما ويعمل فيه نحو ألف باحث، ومايكل كريمر الذي يدرس في هارفارد لأعمالهم التجريبية في دول نامية خاصة مع الفقراء الأضعف.
أداء استخدامهم لما يسمى "التجارب العشوائية المحكمة" التي عادة تستهدف نوعا محددا من التدخل للتعامل مع مشكلة محددة، فقد نختار مجموعة من الناس لمنحهم حاسبات أو كتبا ويقاس التغيير على حياتهم مقابل أناس في المجتمع نفسه والحالة المادية نفسها ولم يمنحوا الحاسبات أو الكتب. هذا النوع من التجارب معروف في كثير من النواحي العلمية البحثية لكنه ليس سهل التطبيق في الاقتصاد. لكن هذه التجارب والتدخلات مكنت الاقتصاديين من قياس التأثير في الفقر على المدى البعيد. ذكرت اللجنة أن كثيرا من الدول النامية رفع المصروفات على الطب الوقائي نتيجة لهذه التجارب والبعض عمل على برامج تعويضية وتصحيحية في التعليم.
هذه الطريقة التجريبية بدأت بتجارب للدكتور كرمر في غرب كينيا منذ أواسط التسعينيات ونشرت في بحث له في 2003، تلا ذلك أبحاث قام بها الفائزون وآخرون تعاملت مع الإقراض لصغار المحتاجين ودور المرأة والتقنيات الزراعية على مستوى صغير وممكن لعرض القياس. يذكر كرمر الذي عمل في التدريس في كينيا أنه استفاد من معرفة المجتمع والتأثير المباشر في حياة الناس والابتعاد عن التنظير والإسقاط الكلي لمسائل عملية.
في إحدى التجارب وجد أن الأطفال الذين حصلوا على علاج لدودة تصيب المعدة أثبتوا تفوقا تعليميا وحصلوا على وظائف أعلى دخلا لاحقا. في تجربة أخرى لأبهيجيت ودفلو في قرى هندية أعطيا لبعض السكان دعما غذائيا مقابل تطعيم أطفالهم كحافز، وجدا أن احتمال التطعيم يرتفع ستة أضعاف مقابل من لم يعط غذاء، مع الوقت ضعفت المقاومة ضد التطعيم.
هناك هجوم على علم الاقتصاد بعضه مبرر بسبب الإمعان في التنظير خاصة بعد توظيف الرياضيات المعقدة دون إضافة تفسيرية أحيانا للقوى الاقتصادية الكلية والعامة أو استخلاص نصائح عملية، بينما التبعات الاقتصادية على حياة الناس خاصة نحو مليارين من الفقراء في الدول النامية لم تتغير كثيرا. ارتفاع حدة النقد خاصة على أثر النزعة الشعبوية التي أعقبت الأزمة المالية والاقتصادية عالميا منذ 2007 وتدهور الوضع في توزيع الدخل والثروات عالميا كردة فعل شملت علم الاقتصاد، ولذلك ربما جاءت الجائزة لتعيد لعلم الاقتصاد درجة من التوازن والعلاقة مع الواقع لمئات الملايين من الناس من خلال تجارب عملية تتعامل مع الأسباب المباشرة على أرض الواقع.
نقلا عن الاقتصادية
اختارت اللجنة المخولة من البنك المركزي السويدي أبهيجيت بارنيجي وإستير دوفلو، متزوجان ويدرسان في معهد ماساتشوستس التقني ويعملان تحت مظلة "برنامج ممول من شركة سعودية"، الذي بدأ قبل 15 عاما ويعمل فيه نحو ألف باحث، ومايكل كريمر الذي يدرس في هارفارد لأعمالهم التجريبية في دول نامية خاصة مع الفقراء الأضعف.
أداء استخدامهم لما يسمى "التجارب العشوائية المحكمة" التي عادة تستهدف نوعا محددا من التدخل للتعامل مع مشكلة محددة، فقد نختار مجموعة من الناس لمنحهم حاسبات أو كتبا ويقاس التغيير على حياتهم مقابل أناس في المجتمع نفسه والحالة المادية نفسها ولم يمنحوا الحاسبات أو الكتب. هذا النوع من التجارب معروف في كثير من النواحي العلمية البحثية لكنه ليس سهل التطبيق في الاقتصاد. لكن هذه التجارب والتدخلات مكنت الاقتصاديين من قياس التأثير في الفقر على المدى البعيد. ذكرت اللجنة أن كثيرا من الدول النامية رفع المصروفات على الطب الوقائي نتيجة لهذه التجارب والبعض عمل على برامج تعويضية وتصحيحية في التعليم.
هذه الطريقة التجريبية بدأت بتجارب للدكتور كرمر في غرب كينيا منذ أواسط التسعينيات ونشرت في بحث له في 2003، تلا ذلك أبحاث قام بها الفائزون وآخرون تعاملت مع الإقراض لصغار المحتاجين ودور المرأة والتقنيات الزراعية على مستوى صغير وممكن لعرض القياس. يذكر كرمر الذي عمل في التدريس في كينيا أنه استفاد من معرفة المجتمع والتأثير المباشر في حياة الناس والابتعاد عن التنظير والإسقاط الكلي لمسائل عملية.
في إحدى التجارب وجد أن الأطفال الذين حصلوا على علاج لدودة تصيب المعدة أثبتوا تفوقا تعليميا وحصلوا على وظائف أعلى دخلا لاحقا. في تجربة أخرى لأبهيجيت ودفلو في قرى هندية أعطيا لبعض السكان دعما غذائيا مقابل تطعيم أطفالهم كحافز، وجدا أن احتمال التطعيم يرتفع ستة أضعاف مقابل من لم يعط غذاء، مع الوقت ضعفت المقاومة ضد التطعيم.
هناك هجوم على علم الاقتصاد بعضه مبرر بسبب الإمعان في التنظير خاصة بعد توظيف الرياضيات المعقدة دون إضافة تفسيرية أحيانا للقوى الاقتصادية الكلية والعامة أو استخلاص نصائح عملية، بينما التبعات الاقتصادية على حياة الناس خاصة نحو مليارين من الفقراء في الدول النامية لم تتغير كثيرا. ارتفاع حدة النقد خاصة على أثر النزعة الشعبوية التي أعقبت الأزمة المالية والاقتصادية عالميا منذ 2007 وتدهور الوضع في توزيع الدخل والثروات عالميا كردة فعل شملت علم الاقتصاد، ولذلك ربما جاءت الجائزة لتعيد لعلم الاقتصاد درجة من التوازن والعلاقة مع الواقع لمئات الملايين من الناس من خلال تجارب عملية تتعامل مع الأسباب المباشرة على أرض الواقع.
نقلا عن الاقتصادية
شكراً يا دكتور, مقال رائع. كثير من المنتقدين لعلم الاقتصاد لم يبتحروا فيه, وربما شرح لهم بطريقة نظرية بحتة ولكن الكثير من مبادئة بسيطة جداً وعملية مؤثرة في حياة الناس اليومية مثل ال multiplier effect , عوامل الانتاج, Circular Flow Model والى حد ما معامل جيني ومنحنى لافر ...الخ. الاكيد ان اي اقتصاد قوي لابد يكون فية كليات ومعاهد اقتصاد قوية كمراكز اكاديمية و think tanks تدرس الظواهر الاقتصادية المحلية مع العالم وتقدم المشورة. ولايترك التخصص الى اقل الطلاب تحصلياً علمياً كما هو الحال للاسف للاغلب لدينا. جميل وجود شركات سعودية خاصة تعمل مع افضل الجامعات وان شاء الله ينتقل مثل هذا النوع من معامل الابحاث في العلوم الانسانية لدينا.
شكرا لك على هذا الايجاز الرائع.
مقال جميل وممتاز ...لكن اعتقد ان التنظير دائما هو تقعيد لما هو موجود اصلا ...ولا اعتقد ان هؤلاء هم اول من بدأ في الاقتصاد التجريبي Experimental Economics فهو موجود منذ دهر ...وحتى منحنى فلبيس الشهير كان نتيجة لظواهر شاهدها في الحياة العملية ........يعطيك العافية استاذ فواز ,,وانت عضو في العديد من مجالس الادارات وموظف فيها فياليت لو تخصص بعض مقالاتك عن واقع هذه القطاعات وسبل الارتقاء بها وسبل زيادة الشفافية الضعيفة في شركاتنا .