الحل داخل الصندوق

01/08/2018 0
فارس المناشي

انا أرى من بعيد الشمس وأرى دونها الكثير من الضباب والكثير من الغيوم لا تركزوا على الضباب والغيوم، الضباب والغيوم ستنقشع و في يوم من الأيام ستشرق الشمس" غازي القصيبي - رحمه الله.

في الفترة الأخيرة انتشرت العديد من  الأصوات عبر مقالات وتغريدات تطالب بتوطين الوظائف القيادية في القطاع الخاص، كما يعلم الجميع أن القطاع الخاص قطاع ربحي، ولن يغامر بإستبدال الموظف الأجنبي بموظف سعودي على وظيفة قيادية بهذه السهولة والسرعة وخاصة إذا ما كان مجال تنقصه الخبرات الوطنية كالأمن السيبراني أو بعض المجالات الطبية.

في اعتقادنا أن أحد الحلول يقبع داخل الصندوق وبإمكان أي مؤسسة توطين الوظائف القيادية لديها عن طريق تطبيق عملية الاحلال الوظيفي – التعاقب-  وهي عملية تحديد وتطوير الموظفين الحاليين لأدوار قيادية  داخل اطار زمني محدد سنة إلي ثلاث سنوات. يقع على عاتق إدارة الموارد البشرية تطوير قادة من داخل المؤسسة، لإنه وبحسب الدراسة التي أجراها ماثيو بيدويل أستاذ مساعد في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا  "أن ٦١٪ من القادة المُعينين من خارج المؤسسة ينتهي بهم الحال اما بالفصل أو التسريح".

ومن أهم فوائد عملية الاحلال الوظيفي مواءمة الأهداف الاستراتيجية والموارد البشرية لتمكين "الأشخاص المناسبين في المكان المناسب في الوقت المناسب" لتحقيق نتائج الأعمال المطلوبة داخل المؤسسة، وأحد الفوائد المهمة هي الاستقرار الوظيفي، الموظفون الذين يعرفون أن منظمتهم لديها خطط مستقبلية لهم، يميلون إلى البقاء مع المنظمة لفترة أطول وبحسب دراسة أجراها موقع سوفت وير ادفايس "أكثر من 90٪ من العمال الشباب (من سن 18 إلى 34 عامًا) إن العمل في شركة لديها خطة تعاقب واضحة من شأنه أن "يحسن" مستوى اندماجهم بالمؤسسة". بشكل عام الاحلال الوظيفي يخلق اجواء ايجابية داخل المؤسسة ويعزز انتاجية الموظفين ويزيد من شعورهم بالرضا.

تبدأ عملية الاحلال بتحديد الوظائف القيادية المهمة، ومن ثم تحديد المهارات اللازمة والخبرات المطلوبة لشغر هذه الوظائف.

بعد تحديد الوظائف القيادية والمهارات المطلوبة لابد من البدء بإعداد استراتيجية الاحلال الوظيفي للوظائف القيادية ومن ثم عمل خطة لتحديد  الجدول الزمني والادوار والمسؤوليات ضمن هذه الخطة. ولمعرفة ما إذا كانت الخطة فعالة أو لا، لابد من تقييم فعالية خطة الاحلال الوظيفي عن طريق تحليل بيانات القوى العاملة، وتقييم الأنشطة، ومن ثم عمل التغييرات اللازمة.

مع التخطيط والتحضير الدقيق، ستتمكن المؤسسات من إدارة المخاطر والتغيير الناتج عن عملية الاحلال الوظيفي، ولكن يجب مراجعة الخطة بشكل دوري وضبطها حسب الضرورة لكي تخدم احتياجات المؤسسة. ومن خلال تطبيق هذه الخطة فإننا سوف نقترب من تحقيق خطوة الي الامام نحو توطين الوظائف القيادية.

خاص_الفابيتا