عندما أعلنت الفيفا رسميًا اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034،امتلأت الأجواء العامة بالفخرو الاعتزاز والحماس واحتفل المواطنون والمقيمون في جميع أنحاء المملكة بهذا الإنجاز التاريخي الذي جعل الجميع في لحظة واحدة في غاية البهجة والسعادة، المشاعر الغامرة والأجواء المبهجة أظهرت للعالم مدى أهمية هذه اللحظة للسعوديين. لكن الاحتفالات مجرد بداية. السعودية 34 ستترك بصمة تحوّل في جميع المجالات، بما فيها قطاع الموارد البشرية لا سيما ان استضافة كأس العالم 34 سيساهم بشكل كبير في خلق فرص وظيفية متنوعة. يتجاوز اجمالي معدل الحضور في كأس العالم منذ نسخة 2006 حوالي 3 مليون شخص (داخل الملاعب فقط)، وتختلف هذه الأرقام بناءً على عوامل مثل القدرة الاستيعابية للبلد المضيف. وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية، كأس العالم يزيد من معدل الحجوزات السياحية بنسبة تصل إلى 40%.
معا ننمو، شعارٌ يعكس الطموحات الكبيرة للمملكة العربية السعودية في استضافتها لكأس العالم 2034، حيث يبرز "معًا لتنمية القدرات البشرية" كركيزة أساسية لهذا الشعار. في هذا السياق، يعد التحضير للكوادر المحلية عنصرًا محوريًا لضمان نجاح هذا الحدث العالمي. فعلى سبيل المثال، أسهمت استضافة كأس العالم 2022 في قطر في خلق حوالي 1.5 مليون وظيفة مؤقتة ودائمة، عبر قطاعات متعددة مثل السياحة، الإنشاءات، النقل، وإدارة الفعاليات. مع احتمالية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم الي 48 منتخب من المرجح ان يزيد عدد الحضور الى الضعف على اقل تقدير مما سيساهم أيضا في خلق وظائف اكثر من النسخ السابقة.
بناءً على ذلك، فإن المملكة تحتاج إلى تحضير كوادر محلية قادرة على تلبية المعايير الدولية العالية التي يتطلبها الحدث. لهذا، و من المهم جدًا أن تتفاعل الشركات المحلية المستفيدة من هذا الحدث مع مبادرات صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، من خلال برامجه التدريبية والتطويرية، لتجهيز الكوادر بالمهارات والكفاءات اللازمة لضمان تقديم تجربة عالمية المستوى.
دور الموارد البشرية في التجهيز لا يقتصر على التدريب والتطوير فقط، بل يمتد ليشمل جوانب أخرى مهمة. لذا، من الضروري للمؤسسات المستفيدة من استضافة كأس العالم أن تأخذ بعين الاعتبار التخطيط المثالي للقوى العاملة للاستفادة القصوى من هذا الحدث. من ضمن ذلك، التنوع و الشمولية وتعزيز دور المرأة ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في تخطيط القوى العاملة. و مع اهتمام المملكة بالدور التطوعي بدليل ارتفاع عدد المتطوعين في المملكة الي 834 الف متطوع في عام 2023 مقارنة ب 23 الف في 2005 فمن المهم إدارة ودمج المتطوعين، خاصة وأن العمل التطوعي يعد من أهم أهداف رؤية 2030، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز روح المبادرة والمشاركة المجتمعية.
تمثل استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 فرصة للتطور على جميع الأصعدة، لاسيما في إدارة الموارد البشرية. باعتبارها العنصر الأساسي في تجهيز و تطوير مهارات الكوادر الوطنية. بالإضافة الي تخطيط القوى العاملة و تعزيز الشمولية و تفعيل دور المتطوعين. معا ننمو ليس مجرد شعار بل هو دعوة للمشاركة الفعالة في بناء مستقبل مزدهر يعكس مدى تطور المملكة العربية السعودية.
خاص_الفابيتا