الخطوات الثمانية الي توطين الوظائف

18/07/2018 1
فارس المناشي

تشهد المملكة العربية السعودية حراكاً تنموياً في جميع المجالات بفضل الرؤية الاقتصادية الطموحة لخادم الحرمين الشريفين وولى عهده اللذان يؤمنان بالاستثمار في العنصر البشرى الوطني.

بدأ توطين الوظائف فعلياً في المملكة العربية السعودية في عام 1985م ببرنامج طموح، كان الهدف منه توطين العديد من الوظائف التي كان يشغلها في ذلك الوقت حوالي 4 مليون وافد، ولكن وبعد كل هذه السنوات تضاعف عدد الموظفين غير السعوديين وازدادت نسبة بطالة المواطنين في المملكة العربية السعودية لتصل إلي %12.9 في الربع الأول من عام 2018 م بحسب هيئة الاحصاء السعودي. مما يعني أن الخلل ما زال موجوداً وأن عملية التوطين ليست بالمشروع السهل.

كانت هناك  محاولة أخرى في السعودية لتوطين الوظائف عن طريق تفعيل برنامج نطاقات في منتصف عام 2011 م وبحسب موقع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية "برنامج نطاقات معيار جديد لتحفيز المنشآت على توطين الوظائف، إذ تعتمد فكرته الأساسية على تصنيف الكيانات التي يعمل بها عشرة عمال أو أكثر إلى أربع نطاقات (أحمر / أصفر / أخضر / بلاتيني)حسب نسبة توطينها للوظائف، بحيث تكون الكيانات الأقل توطيناً في النطاقين الأحمر والأصفر، بينما تصنّف الكيانات الأعلى توطيناً في النطاقين الأخضر والبلاتيني، علماً بأن تقييم الكيان يتم من خلال مقارنة أدائه في التوطين بالكيانات الأخرى من نفس الفئة." ومن ثم وفي نفس العام بدأ برنامج حافز لدعم وإعانة الباحثين عن العمل وتحفيزهم وتعزيز فرص الحصول على وظيفه مناسبه لهم.

صدر في عام 2016 قرار توطين بيع وصيانة الجوالات بنسبة %100، ومن ثم تلاه قرار فرض الرسوم على العمالة ومرافقيهم في عام 2017 م، ومن ثم قرار توطين معارض السيارات والدراجات النارية، محلات الملابس الجاهزة (أطفال ورجالية)، محلات الأثاث المنزلي والمكتبي الجاهز، ومحلات الأواني المنزلية في عام 2018م.

وبسبب الأحداث والقرارات المتتالية التي اتخذتها المملكة بدأت العديد من المؤسسات في توطين بعض المهن وأصبح توطين الوظائف يشكل قلق يهدد استقرارها ما لم تلتزم بالشروط.

عصر السعودة الجديد قادم لا محالة، ما كانت المؤسسات تفعله قبل عام ٢٠١٨ لن يجدي في الوقت الحاضر مثلا: التواصل الغير فعال مع المرشحين وعدم كفاءة قسم التدريب والتطوير أو خلق بيئة عمل طاردة وغير محفزة. بعد كل هذه الأحداث المتغيرات المتسارعة في سوق العمل السعودي بدأت العديد من المؤسسات بعملية التوطين ولكن يخفى على بعض مسؤولي الموارد البشرية في المؤسسات أن توطين الوظائف يبدأ بالدعم من رأس الهرم، وأن قسم الموارد البشرية والتوظيف خاصةً لن يتمكن من توطين الوظائف إلا في حال كان هناك دعم من جميع أقسام الشركة وبالخصوص مسؤولي الأقسام. ولتوطين الوظائف لابد من توفر ما أُطلق عليه بـإطار توطين الوظائف ( Workforce nationalization Framework ) ولنوضحها في النقاط التالية:

١- كسب دعم الإدارة العليا

لا يمكن اتخاذ أي اجراء من دون الحصول على دعم الإدارة العليا، فقسم الموارد البشرية لوحده لن يتمكن من تفعيل السعودة من دون دعم مباشر أو غير مباشر من الإدارة، سواء كان دعم في الموارد المالية أو البشرية.

٢ - التحليل

وذلك بتحليل ودراسة وضع نسبة السعودة في المؤسسة ومقارنتها بالنسبة المطلوبة بحسب قوانين واشتراطات وزارة العمل. وبلا شك لابد من متابعة القرارات والأخبار الصادرة من وزارة العمل ومعرفة كيفية الاستفادة من برامج التدريب والمكافآت التي توفرها الجهات الحكومية.

٣- دراسة الحالة الاجتماعية

البدء بإجراء مسح للحالة الاجتماعية والسلوكية في المجتمع كساعات العمل، أوقات الدوام، ارتباطات الأهل. كما لابد من دراسة سوق العمل واحتياجاته ومن خلال الدراسة نستطيع معرفة ولو بشكل تقريبي الحالة الاجتماعية والثقافية للمجتمع. 

٤- التواصل

التواصل الفعّال بين إدارة الموارد البشرية والأقسام الأخرى في الشركة لدعم التغيير القادم، ولابد من إدارة الموارد البشرية توجيه وإرشاد الأقسام الأخرى بشكل متواصل على تحقيق السعودة وتقديم الاستشارات بشكل متواصل. ومن جهة أخرى ولابد من التواصل مع المرشح الجديد قبل البدء بالعمل وتوقيع العقد لتفادي أي سوء فهم ممكن ينتهي بالتسرب الوظيفي.  حيث أن العديد من المشاكل سببها عدم ضبط العلاقة بين المؤسسة والموظف من البداية.

٥-  التوظيف

يعتبر اخصائي التوظيف سفيراً للمؤسسة، إذ يعتبر أول شخص يتم التواصل معه من داخل المؤسسة. ومن المهم بناء قسم توظيف متكامل ويهتم بأدق التفاصيل حيث يفضل تعيين موظفين ذوي مهارة وكفاءة عالية في التواصل ويتصفون بذكاء عاطفي مرتفع. ولا ننسى الاهتمام بعملية انضمام الموظف الجديد ( Onboarding)

 وبحسب مقال"Don't Underestimate the Importance of Good Onboarding" للكاتبة ارلين س. هيرش فإن من المرجح أن يظل 69% من الموظفين في الشركة لمدة ثلاث سنوات إذا ما حصلوا على عملية انضمام "اعداد" عظيمة.Arlene،2017) ).

٦-تفعيل إدارة المواهب

بعد عملية التوظيف يأتي دور قسم التدريب والتطوير ومن وجهة نظرنا يفضل عمل برنامج تدريبي على رأس العمل ( on job training )  ومن جهة أخرى  لابد من أن يربط أداء الموظف ونسبة بقاء الموظفين السعوديين بأداء المسؤول عنهم لضمان الالتزام من الجميع.

٧- التحفيز والتشجيع

تحفيز الموظفين وتدعيم مزايا العمل في المؤسسة بمزايا مادية أو معنوية مثلاً: تخفيضات على اشتراكات النوادي الرياضية والمتاجر أو توفير ساعات عمل مرنة، وهنا يأتي دور مدير الموارد البشرية في اختيار المزايا التي تتناسب مع موظفي المؤسسة للمساهمة في بناء بيئة عمل جاذبة.

في ضوء ظروف العمل اليوم، فإن تحفيز الموظفين على القيام بأداء أفضل أصبح أمراً أكثر جدية وأهمية مما كان عليه من قبل. لماذا ؟ لقد أصبح مقدار الربح ضعيفا،  ولعل بعض الشركات عانت من اختفاءه كليا، وذلك في وجه المنافسة التي باتت أقوى وأشد من قبل. إن وضع الاقتصاد المتأرجح قد شل عام التجارة كله، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بدقة متى ستتراجع الأوقات الصعبة أمام الأوقات الأفضل؟ ولكن  يستطيع المدراء، بواسطة استخدام طريقة الحث المستمر، مساعدة الموظفين على بذل المجهود والأداء الأفضل اللذين سيمكنان الشركات من تعزيز الربح والبقاء والاستمرار في الوقت العصيب(المقدادي وآخرون، 2010، ص29).

٨- مراقبة التقدم

لابد من مراقبة سير العمل وملاحظة مدى تحقق الوصول للأهداف وذلك للعمل على إعادة تقييم النتائج للبحث عن استراتيجيات جديدة أثناء سير العمل ومن ثم تعزيز الإيجابيات وتعديل السلبيات.

القضاء على البطالة بشكل كامل يعتبر عملية شبه مستحيلة، و إن توطين الوظائف يعتبر عمل متكامل بين التعليم والتدريب وقوانين العمل المحلية والادارة العليا للمؤسسات وخاصة ادارة الموارد البشري. وهناك دور مهم للباحث عن العمل في عملية التوطين بتطوير نفسه بالمهارات اللازمة ليكون جاهز في حال سنحت له الفرصة. نستطيع أن نقول إن العصر الذهبي للموارد البشرية في السعودية قد بدأ بمعنى أن جميع المؤسسات يجب أن يتوفر لديها قسم موارد بشرية حديث ومتكامل يشمل موظفين ذي جودة عالية في التوظيف والتدريب والتطوير وإدارة المواهب، وفصله تماماً عن قسم إدارة شؤون الموظفين.

المصادر العربية:

المقدادي، سلمى خليل(2010). تحفيز الموظفين للحصول على أداء أفضل، الرياض، العبيكان للنشر.

المصادر الاجنبية:

Arlene, S. (2017). Don't Underestimate the Importance of Good Onboarding. Retrived, June 22,2018,from: