تمكين الموظفين محفز قوي للإنتاجية والاستدامة

13/11/2024 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

الحديث مستمر عن تمكين الموظفين، لتحفيزهم على الأداء المميز بما يعود على الأفراد والمؤسسات والاقتصاد بفوائد عديدة. يعرف التمكين الوظيفي بأنه العملية الإدارية التي تهدف إلى منح الموظفين الاستقلالية والسلطة المفوضة لأداء عملهم في المؤسسات التي يعملون فيها عندما تتوفر فيهم متطلبات الوظيفية من حيث المعرفة والمهارة والخبرة وتحمل السلطة وما يرتبط بها من فاعلية وكفاءة إنتاجية، بحيث تكون قيمة وفائدة مخرجات العمل أعلى من تكلفة المدخلات.

للتوطين الوظيفي تأثير إيجابي نفسي في الموظفين الذين يرون أهمية لتمكينهم وأخذهم في الاعتبار في إدارة المؤسسات العامة والخاصة بما يعود عليهم جميعاً بفوائد كثيرة، الفوائد كثيرة من تمكين الوظائف، حيث يعد أهمها زيادة الإنتاجية والكفاءة الانتاجية للموظفين الممكَّنين في اتخاذ القرارات السريعة والفعالة في مجال الإدارة لأن لديهم السلطة والصلاحية لاتخاذ تلك القرارات، مما يرفع مستوى الإنتاجية ويساهم في تحقيق أهداف العمل بسرعة. تحفيز الموظفين وزيادة مستوى رضاهم عن وظائفهم في المقام الأول ثم عن المؤسسات التي ينتمون لها في المقام الثاني، فالانتماء من الاحتياجات الإنسانية حسب هرم الاحتياجات ذات المستويات الخمس، الحقيقة أن التمكين يعزز شعور الموظفين بقيمتهم وثقتهم بأنفسهم وانتمائهم والاحترام الذاتي ومن ثم يرتقون إلى تحقيق الذات، حيث يشعرون نفسياً بأنهم يلعبون دورًا أساسيًا في نجاح المنظمة.

في الحقيقة أن تشجيع الابتكار والإبداع من الفوائد التي يحققها تمكين الوظائف عندما يمتلك الموظفون درجة ذات معنى من الاستقلالية وحرية اتخاذ القرارات في مؤسساتهم، وذلك عندما يصبح لديهم الدافع لتقديم أفكار جديدة وتجربة أساليب جديدة ومختلفة لتحسين وتطوير العمل. إن تحقيق المرونة التنظيمية والتركيبية المناسبة من خلال التمكين يسمح للمؤسسات بالتكيف بشكل أفضل مع التغييرات المفاجئة في السوق أو البيئة الخارجية، وذلك لأن الموظفين قادرون على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة، خاصة في بيئة متقلبة وكثيرة التغيرات، وذلك دون الحاجة إلى الرجوع إلى الإدارات العليا في كل قرار يتخذونه.

يعد تعزيز روح فريق العمل الجماعي بتطبيق التمكين يدعم معنويات وروح الفريق ويعزز التعاون بين الموظفين، لأنهم يصبحون أكثر استعدادًا لتقديم المساعدة لبعضهم البعض ومشاركة المعرفة والخبرة والمهارات في اتخاذ القرار والتواصل داخل المؤسس، ويتردد مفهوم الكفاءة الإنتاجية الاقتصادي والإداري، حيث يقصد به تقليل تكاليف المدخلات وتعظيم قيمة المخرجات لتكون نسبة تكلفة الإنتاج قليلة مقارنة بقيمة المخرجات، وتعد الكفاءة الإنتاجية مقياس لمدى فاعلية استخدام الموارد بمختلف أنواعها للوصول إلى أفضل إنتاجية بأقل ما يمكن من الموارد المتاحة بطريقة تحقق أفضل وأكثر المخرجات بجودة عالية، وأعود للتأكيد على أهمية المهارات والخبرة والمعرفة التقنية والتكنولوجية، ناهيك عن العولمة الثقافية والمعرفة السياسة والاقتصاد.

التمكين الوظيفي يدعم الاستدامة وبالتالي تزيد كفاءة المؤسسة التنافسية في أسواق الاعمال، وتعتبر الاستدامة مفهوم ذو علاقة بقدرة المؤسسة على التعامل مع البيئة والأنظمة بمختلف اشكالها والمجتمعات والثقافات والاقتصادات على الاستمرارية في النمو والمنافسة وتوازيها ومنافستها على المستوى الطويل الأجل، وطبعاً تستثمر المؤسسة الموارد المتاحة بكفاءة عالية تساعدها على البقاء والاستمرار.

أهم التحديات التي قد تواجه التمكين الوظيفي تكمن في عدم رغبة المدراء في تفويض السلطة، والسؤال هنا كيف تتعامل المؤسسات مع ممانعة توطين الوظائف سواء مع الإدارة العليا أو الوسطى وغيرها من المستويات الإدارية الأخرى في المؤسسات، وللتعامل مع الممانعة على مستوى الإدارة والموظفين يلزم التوعية بأهمية وفوائد وضرورة التمكين من خلال التدريب في هذا الجانب، وبناء الثقة والمسألة والمسئولية وتحمل المسئولية، وبناء الشفافية الهادفة بين الإدارة والموظفين.

 

 

نقلا عن اليوم