لا يمكن إخفاء تفاؤل المستثمرين في سوق الكويت للأوراق المالية بـ«خير» امكان بيع زين افريقيا. فصفقة بقيمة 10.7 مليارات دولار تحمل في طياتها الكثير من التأثيرات الإيجابية، أقلها إنعاش التداولات من خلال السيولة الوفيرة التي ستؤمنها. لكن ما تأثير هذه الصفقة، التي وصفها المتخصصون بالأكبر في المنطقة منذ بداية 2010، على الاقتصاد الوطني في البلاد؟ يمكن حصر هذا التأثير بخمس نقاط هي كالتالي:
1- ربح المال العام: تملك الهيئة العامة الاستثمار حصة تبلغ %24.6 من مجموعة زين. وحسب العوائد المعلنة من قبل المعنيين بالصفقة، ستبلغ ربحية السهم الواحد لمساهمي «زين» بين 260 فلسا و300 فلس. أي أن ربح المال العام سيتراوح بين 273.5 مليون دينار و315.6 مليونا إذا تمت الصفقة. ناهيك عن أن «زين» ستصبح أكثر رشاقة في المستقبل بعد تخفيف الديون في دفاترها والتركيز على رخص أكثر فعالية وربحية، مما سينعكس بشكل مباشر على المال العام أيضا.
2- تمويل الاستهلاك والاستثمار: يعوّل المصرفيون على صفقة زين لكسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها التمويل اليوم. فالمحافظ الائتمانية للبنوك سترتاح نسبياً جراء تنفيذ الصفقة: أولا بسبب انتعاش مالية كبار مساهمي زين المدينين، وثانيا بسبب ارتفاع قيمة الرهونات جراء صعود سوق الأسهم، مما سيحسن من أوضاع الكثير من المقترضين. فمنهم من ستتحسن ضماناته المقدمة للمصارف ومنهم من سيستطيع تسييل محافظه لسداد ديونه. وبعد التنظيف النسبي للكثير من ميزانيات المؤسسات ودفاتر الأفراد، ستجد البنوك طريقاً إلى معاودة الإقراض. فتعود مياه تمويل الاستهلاك والاستثمار إلى مجاريها نسبياً. ويكون الاقتصاد الوطني غير النفطي كبير المستفيدين.
3- خلق فرص عمل: التأثيرات الإيجابية للصفقة على وضع كبار المستثمرين في البلاد ستنعكس أيضا على سوق العمل. فالكثير من شركات القطاع الخاص ستستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر من صفقة زين:
• عشرات المحافظ والصناديق «مدججة» بأسهم زين ستحصل على عوائد كبيرة. • شركات مجموعة الخرافي ستكون من كبار المستفيدين من أرباح الصفقة. • وضع سوق المال المنتعش سينعكس أيضا على وضع الشركات المدرجة. • عودة التمويل رويدا رويدا ستساعد على إبعاد شبح الانكماش الذي طارد أعمال القطاع الخاص في العام الماضي.
وبالتالي، ستسعى الشركات المستفيدة إلى تعزيز موقعها الاستثماري وبالتالي ستعمد إلى زيادة عدد موظفيها مما سيخلق فرص عمل جديدة.
4- تعزيز مبيعات التجزئة: من دون شك سيخلق ارتفاع سوق الأسهم فرص تخارج أمام صغار المستثمرين، مما سيساعدهم على الحد من خسائر الأزمة أو تحقيق بعض الأرباح. وهذه التخارجات ستساهم بدورها في حلحلة الكثير من مشاكل الديون المتراكمة على أكتاف الصغار. وتشير الأوساط المالية إلى أن حلحلة الديون وتوفير السيولة سينعكسان بالإيجاب على أسواق التجزئة. فالأموال المتوافرة ستنعش المبيعات الاستهلاكية.
5- المشاركة بمشاريع التنمية: تحسن ظروف السيولة وانتعاش صناعة التمويل بفضل صفقة زين سيسهلان مهمة القطاع الخاص للمشاركة في مشاريع خطة التنمية الحكومية التي أقرها مجلس الأمة أخيرا. فالخطة المذكورة تتطلب مشاركة فعالة مباشرة وغير مباشرة من قبل الشركات والأفراد والتجار والمقاولين والمستوردين والوكلاء وغيرهم.