الكتب هي خلاصة أفكار إصحابها، التي تتيح لنا فرصة الإطلاع والتعرف عليها وعلى تجاربهم وخبراتهم، لنتعلم ونطبق منها ما يساعدنا في تطوير مهاراتنا ولتحقيق أهدافنا.
كتاب أعلى بخطوة من وول ستريت لبيتر لنش، هو أحد هذة الكتب التي قرأتها مؤخراً في مجال الإستثمار في أسواق المال (One Up on Wall Street-Peter Lynch)، ويعد من الكتب الأكثر مبيعاً التي دائماً ما ينصح بقراءته في المواقع العالمية المتخصصة، لما يتميز به من وضوح في الأفكار، بطريقة سهلة وعملية، مع إعطاء بعض الأمثلة بين الحين والآخر، ونصائح مختصرة عن تجربتة وخبرته المهنية لمدة 20 عاماً مديراً لصندوق ماجيلان الإستثماري. فبالرغم من أهمية هذا الكتاب في مجال الإستثمار وإدارة الأصول في رأيي، إلا أنه للأسف لا يوجد له نسخة مترجمة إلى العربية، لذلك أردت الإشارة إليه، والكتابة عن أهم ماجاء فيه.
أختصر بيتر الكتاب في ثلاث فصول (288 صفحة)، ففي الأول تحدث عن كيفية التحضير والإستعداد للإستثمار في أسواق المال، بتحديد الإلتزامات المالية والإحتياجات المستقبلية للأفراد، فقبل البدء في الإستثمار ينصح بيتر الأفراد بإلإجابة على هذة الأسئلة:
هل أملك منزل؟
وهل سوف أحتاج للمال قريباً؟
وهل الإستثمار في سوق المال يتناسب مع قدراتي الشخصية؟
يرى بيتر لنش أن الإجابة على هذة الاسئلة الثلاثة بوضوح يعد أحد الأسباب الرئيسية للنجاح في الإستثمارفي أسواق المال، بغض النظر عن نوعية الشركة التي سوف يتم شراء أسهمها هل هي جيدة أم لا.
فمثلاً إمتلاك المنزل، يرى بيتر أن أول وأفضل إستثمار هو شراء المنزل قبل الإستثمار بشراء الأسهم لعدة أسباب، أهمها هو أن إمتلاك المنزل أقل مخاطرة وذو عائد جيد، لإنه غالباً ما ترتفع أسعار المنازل في المدى الطويل، بسبب زيادة عدد السكان وإرتفاع الطلب، ويعتبر أيضاً إستثمار آمن خاصة خلال الدورات الإقتصادية مثل التضخم أو الركود، بإلإضافة إلى أن شراء المنزل اليوم هوتوفير للمال في المستقبل، بدلاً من الإستمرار في تسديد الإيجار.
أما عن السؤال الثاني، هل سوف أحتاج للمال قريباً، يرى أنه من الأفضل النظر في ميزانية العائلة، مثل مصاريف رسوم الأبناء الدراسية أو أياً من المصروفات الأخرى قبل الإستثمار في سوق المال، فإذا كان هناك أي من هذة الإلتزامات المادية أو المصاريف سوف يتم دفعها قريباً خلال السنة أو الثلاث سنوات القادمة، فإنه ينصح بعدم الإستثمار في الأسهم، لكي لا يضطر أحد إلى البيع بخسارة في حالة إنخفاض أسهم الشركة، فالإستثمار في أسواق المال يجب أن يكون طويل المدى، ومن مال فائض لا يحتاجه المستثمر في المدى القصير(هنا تأتي أهمية التخطيط المالي والإدخارفي رأيي)، وينهي حديثه هنا بقوله، لا تستثمرفي سوق المال إذا كنت لا تستطيع تحمل الخسارة، أو أن هذة الخسارة سوف تؤثر على أمور حياتك المعيشية أو على مصروفاتك العائلية المتوقعة في المستقبل القريب.
وأما عن القدرة الشخصية، يرى أن هناك عدد من القدرات أو الصفات التي يجب أن يتحلى بها الفرد لكي يكون مستثمراً ناجحاً في سوق المال، من أهمها أن يكون صبوراً ومتحملاً للمخاطر، مرناً ومستقلاً في التفكير، ولديه الإستعداد الكافي للقراءة والبحث والتحليل، والأهم من ذلك القدرة على تجاهل الأخبار العامة السلبية وتجاهل سلوك القطيع.
أعلى بخطوة من وول ستريت، كتاب رائع وممتع وغني بالمعلومات المفيدة، وفي رأيي لا غنى عن قراءته خاصة للمهتمين بإلإستثمار في إسواق المال وإقتصاد الشركات. أما عن المقال القادم فسوف أكمل الحديث عن الفصول المتبقية، والتي تتحدث عن التحليل الإساسي على طريقة الصف الرابع الإبتدائي كما يقول عنها بيتر لنش، بإلإضافة إلى أنواع أسهم الشركات وبعض المعلومات الأخرى. وأخيراً أريد أن أختم ببعض أهم النصائح التي جاءت في هذا الفصل، وهي كالتالي:
- أستثمر في شراء المنزل قبل شراء الأسهم
- الإستثمار في أسهم الشركات ليس للجميع، ولا في جميع مراحل الحياة المختلفة
- أستثمر في أسهم الشركات وليس في سوق الأسهم
- التوقعات الإقتصادية غير مجدية (هنا يقصد بيتر بتوقيت السوق، وهو الدخول والخروج من السوق بناء على التوقعات الإقتصادية وليس على التحليل الإساسي للشركة)
- التوقعات بإتجاه السوق مضيعة للوقت
- تجاهل تقلبات السوق في المدى القصير
- المراجعة اليومية للمحفظة تجعلك تركز على المدى القصير
- الإبتعاد عن المراجعة اليومية للمحفظة يجعلك أكثر هدوء وطمأنينة
- لا تقامر ولا تغامر، تحقيق النجاح في سوق المال لا يعتمد على ضربة حظ
- التنويع: أذا كانت المحفظة الإستثمارية تحتوي على ١٠ شركات، وحققت ٦ منها نجاحاً، يعتبر ذلك إستثمار جيد، وإذا 7 يعتبر ممتاز
- صغار المستثمرين غالباً ما يكونون متشائمين ومتفائلين في الوقت الخطأ، لا تكن منهم
- سوف تخسر إذا، قمت بشراء أسهم الشركات الجيدة بإسعار مرتفعة في الوقت الخطأ
- سوف تخسر أكثر إذا، قمت بشراء أسهم الشركات الخطأ حتى في الوقت المناسب
- أكثر أسهم الشركات نجاحاً، التي تضاعفت أسعارها (إلى 10 أضعاف أو أكثر في بعض الشركات) وزادت من توزيعاتها النقدية وأسهم المنحة أخذت من ٣ إلى ١٠ سنوات، وأكثر.
خاص_الفابيتا
شكرًا عبدالرحمن على الانتقاء الجيد والتلخيص والترجمة. واضح أن المؤلف ضد التحليل الفني والمضاربة ،،
جميل جدا .. شراء منزل بارض وليس شراء شقة قد تنخفض قيمتها مع الوقت
مقال رائع شكرا
أفاض الله عليك من واسع فضله بما تفضلت به من علمك.