هل يعمل السعودي سباك ؟

11/07/2017 6
م. عماد بن الرمال

الطفرات الاقتصادية التي مرت بها المملكة منذ السبعينيات الى وقتنا الحاضر شكلت فخر واعتزازللإرادة السعودية ، التي استطاعت في توظيف تلك الطفرات في خدمة المواطن ، وأصبح المواطن السعودي بفضل الله يصحو كل يوم على خير ورفاه وازدهار ويغفو وهو مطمئن على أمنه و مبادئه و قيمه تحت ظل قيادة حكيمة .

إلا أن ذلك النمو السريع رافقه سلبيات قد تكون مقبولة سابقاً لكن اليوم مع رؤية اقتصادية طموحة رؤية المملكة 2030 أصبحت تشكل عائقاً وتحدياً لنمو الاقتصاد وازدهاره ، وأهم تلك السلبيات هو وجود فجوة كبيرة في توظيف أبناء الوطن نتيجة لاستقدام ملايين العمالة الأجنبية لمواكبة الطلب الكبير على نمو الصناعة والمقاولات.

وسواء شئنا أم أبينا لا توجد دولة على مر التاريخ تستطيع أن تحقق اختراق اقتصادياً كبير بعمالة أجنبية .

فإن لم يكن المواطن هو من يشغل جميع الأعمال في مرافق الوطن من أقل مستوى وظيفي الى أعلى مستوى فلن تستطيع أن تستمر بتحقيق ازدهار اقتصادي.

وكما هو الحال في دول العشرين الأقوى اقتصاد في العالم لن تجد في مرافق اقتصادها أجنبي يعمل في أقل الوظائف مستوى أو أعلاها ، كذلك نحن نطمح أن تكون الوظائف داخل البلد فقط لأبناء البلد وأن تبقى المملكة أرض استقطاب للكفاءات الأجنبية المتميزة ذات التعليم العالي فقط.

لذلك فإن من وجهة نظري فإننا لانستطيع أن نستبدل وظائف العمالة الأجنبية التي تشكلت ورسمت لتناسب جنسيات تلك العمالة سواء كانت من الهند أو أوروبا إلا إذا عدنا للوراء 40 سنة وملئنا الفجوة التي تكونت وانطلقنا من جديد لوضع تلك الوظائف بما يتناسب مع الشخصية السعودية ومتطلباتها .

ومن  المعروف بأن لكل شعب ثقافة لممارسة العمل تنجح الدول عندما تغير أنظمتها وقوانينها لتتوافق مع ثقافة شعبها وتفشل عندما تحاول فرض ثقافة عمل أخرى على شعبها كما هو حاصل الأن في اليونان.

 وعلى سبيل المثال قد أخترت وظيفة السباك كأصعب وظيفة يمكن للسعودي احلالها فلا يمكن أن يتم إحلال هذه الوظيفة اعتماد على الوضع الحالي الذي هو نتاج 40 عام من اشغال الأجنبي لها فتشكلت بما يناسب شخصيته وطموحه .

يجب علينا العودة الى السبعينيات والانطلاق بفكرنا من جديد لإعادة إطلاق هذه المهنة وفق متطلبات وشخصية المواطن السعودي والذي على ضوءها علينا إغلاق جميع محلات السباكة في الشوارع وإطلاق شركات تنافسية لتقديم خدمة السباكة لشركات المقاولات وللصيانة المنزلية وللقطاع الخاص والحكومي بموظفين سعوديين مئة بالمئة تحت معايير مكتوبة ورقابة جودة صارمة كم تتخيلون أن يكون عدد الموظفين السعوديين في تلك الشركات ؟ أؤكد لكم بأن سوف يفوق عدد موظفي شركة ارامكو والكهرباء والمعادن مجتمعين.

كم تتخيلون أن تصل أرباح تلك الشركات وكم سوف يصل راتب الموظف السعودي أو المالك سواء كان أجنبي أم سعودي وكم سوف يكون الطلب على هذه الوظائف الدائمة وكيف سوف تخلق المنافسة ابداعاً نستطيع تصديره الى الخارج .

هذا ينطبق على جميع الوظائف والمهن التي يشغلها الأجانب في جميع القطاعات .

وليس لدي شك بقدرة الارادة السعودية المؤمنة بمبادئها المتوحدة خلف قيادتها الحكيمة أن تحقق أمانيها في خلق اقتصاد مزدهر وفق رؤية المملكة 2030 .

خاص_الفابيتا