أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع بلغ 184 نقطة أي بنسبة 2.26%، لكنه ورغم هذه الارتفاعات إلا أنه لا يزال في نطاق أفقي بين مستوييّ 8160 نقطة و8460 نقطة وذلك للأسبوع السادس على التوالي، وهذا التذبذب أراه أمرًا طبيعيًا؛ نظراً لأن السوق الآن في فترة إعلانات ربعية وأيضا بسبب التذبذب الأفقي لأسعار النفط والتي لم تبتعد كثيرًا عن متوسط الشهر الماضي بل في نطاقه تقريبا.
أما من حيث السيولة المتداولة للأسبوع الماضي، فقد بلغت نحو 14.9 مليار ريال مقارنةً بنحو 16.6 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الانخفاض في السيولة يؤكد ما ذكرته سابقا ان تأثير فترة النتائج له دور كبير في الموضوع، وذلك نتيجة لأن مدراء الصناديق والمحافظ الاستثمارية يفضّلون التريث قبل اتخاذ أي قرار وذلك حتى تظهر النتائج وتتم إعادة تقييم الشركات وبعد ذلك يتم التحرك وفق هذه النتائج من حيث زيادة أو تخفيض المراكز الاستثمارية أو حتى تصفية المركز بالكامل.
ومن المتوقع أن تكون نتائج الشركات البتروكيماوية نتائج ممتازة لهذا الربع؛ نتيجة تحسن أسعار المنتجات البتروكيماوية في السوق الدولية، وهذا سيعطي السوق زخمًا شرائيًا جيدًا، أيضا ينطبق التوقع على قطاع البنوك ولكن بدرجة أقل.
في المقابل من المتوقع أن تكون هناك نتائج ليست بالقوية على قطاع الاتصالات؛ لأن الشركات ما زالت تعيش نفس جو المنافسة الكبير والذي يصعّب من الحصول على نتائج غاية في الإيجابية، وهذه هي طبيعة هذا القطاع التنافسي.
لكن هل هذا يعني أن السوق سيحقق قممًا سعرية جديدة؟ هذا أمر ممكن جدًا لكن بشرط عدم وجود مفاجآت سلبية على الصعيد الدولي خاصةً من أسواق النفط بالإضافة إلى التحرك الأمريكي والقاضي بفرض ضرائب جديدة على الشركات الأوروبية والصينية وهذا من شأنه خلق مناخ مناسب للتوترات الاقتصادية والتي ستلقي بظلال سلبية على الأسواق حول العالم.
التحليل الفني
رغم كل الأخبار التي تم سردها آنفًا إلا أن الفيصل في التحرك الإيجابي للمؤشر العام يبقى تسجيل قمة جديدة أعلى من قمة 8461 نقطة، وحتى اختراق هذا المستوى يبقى المؤشر العام في نظري في مسار تصحيحي، وهذا التصحيح أراه مقبولًا وإيجابيًا وذلك لتكوين قواعد سعرية جديدة تمكن المؤشر العام من استهداف مناطق عليا جديدة، ويبدو أن الإيجابية حتى الآن رغم التصحيح مازالت سائدة بدليل احترام السوق «حتى الآن» لأول دعم عند 8150 نقطة، وهذا الأول يوحي بأن المتداولين ليست لديهم الرغبة حتى الآن من التخلص من أسهمهم وأن الرغبة بالشراء مازالت موجودة حتى الآن.
لكن في جميع الأحوال يبقى الأهم مراقبة قمة 8461 نقطة؛ لأن اختراقها يعني أن التصحيح قد انتهى وأن السوق استأنف رسميًا مساره الصاعد، أما كسر دعم 8150 نقطة فيعني أن التصحيح سيطول أمده وانه بصدد تعميق الخسائر حتى دعوم 8050 نقطة وربما حتى 7700 نقطة.
أسواق السلع العالمية
بسبب الاختلافات السياسية والاقتصادية الأخيرة بدأت الفجوة السعرية بين خاميّ برنت ونايمكس تقلّ، فبعد أن أعلنت السعودية رفع إنتاجها النفطي بواقع نصف مليون برميل تقريبًا دخل خام برنت في مسار أفقي لم يتمكن معه من تحقيق قمة أعلى من قمة 80.50 دولار، بل عاد إلى مناطق 73 دولارًا من جديد.
وعلى العكس تمامًا كان أداء خام نايمكس الذي واصل تحقيق قمم سعرية جديدة خاصةً بعد التراجعات الكبيرة والملفتة في المخزونات التجارية الأمريكية والتي دفعت الخام للوصول إلى قمة جديدة على مشارف 75.35 دولار للبرميل.
ومع عملية الصلح السياسية بين أمريكا وكوريا الشمالية بالإضافة إلى الارتفاعات الملفتة لمؤشر الدولار واصلت أسعار الذهب سلسلة تراجعاتها للشهر الرابع على التوالي، حيث بدأ المسار الهابط الحالي من قمة 1365 دولارًا وحتى قاع الأسبوع الماضي عند 1236 دولارًا واتوقع أن يواصل المعدن الأصفر سلسلة تراجعاته حتى قاع 1208 دولارات وهو الأهم في رأيي؛ لأن كسره يعني تسارع الهبوط حتى القاع التاريخي عند 1046 دولارًا، وهذا سيتأثر بشكل مباشر تبعًا للأخبار السياسية خاصةً تلك التي تحمل لغة التهديدات بعمليات عسكرية أو مواجهات اقتصادية.
نقلا عن اليوم