منذ تدفق النفط في المملكة في منتصف ثلاثنيات القرن الماضي ونمط الصناعه السعوديه يسير في قالب واحد شركات عملاقة تنشأها الدولة وتضخ فيها سيولة عاليه لتنمو في ظل انعدام المنافسه المحليه نمو غير حقيقي فنسمع عن أكبر شركة نفط وأكبر شركة كهرباء وأكبر شركة لإنتاج الالمنيوم وبمجرد أن يتم التلويح برفع الدعم الحكومي تظهر الحقيقة ترهل مالي وإداري كما رأيناه في شركة الكهرباء والتي فاجأت الجميع عن نيتها بالإستغناء عن (10000) موظف مُفَاجَئآت سوف تتوالى عندما يتم الاعلان عن سعر بيع محطات الكهرباء ضمن برنامج الخصخصة ومقارنة تلك الأسعار بالقيمة الدفتريه المسجله والتي سوف تكشف مدى حقيقة تلك الأرقام .
كما أوجد ذلك النمط قيادات للشركات لا إبداع لهم لم يسجل لأي رئيس تنفيذي خلال ٨٠ عاما أي إبداع أو إنجاز يغير مسار الصناعه من استهلاك الي صناعة استثمار وإبداع. علي الرغم من المميزات الماليه العاليه التي تدفع لرؤساء تنفيذين لا يتميزون عن غيرهم سوي بالعلاقات العامه.
وأَمَرُّ ما انتجه هذا النمط هو تكريس الاستيراد في كل شيء والاعتماد علي العماله الأجنبيه الغير مؤهله والتي اتخذت من مصانعنا مراكز تدريب لهم ،وبرغم ما تجرعناه من خيبة أمل من المغادره الجماعية لتلك الطيور المهاجره في أزمة الخليج في التسعينات في عز حاجتنا لزيادة انتاج النفط للإيفاء بألتزاماتنا العالميه ،ولم ينقذ الوضع سوى أبناء الوطن كما أكدها وزير البترول السابق في مذكراته ،سرعان ما نسينا ذلك وفتحنا أبوابنا من جديد علي مصرعيها للعماله الغير ضرويه وللمستثمرين أجانب أخذوا ولم يعطوا شيء يذكر.
يحكي لي صديق كوري مستثمر في الشرق الاوسط التقيت به خلال الاسبوع الماضي بأن مشاريع مقاولات البنيه التحتيه في المملكة في بداية الثماننيات كانت المورد الأساسي ويكاد يكون الوحيد للصناعه الكوريه قبل انتقالها إلى مرحلة الصناعات البتروكيميائيه . والأن كما يعلم الجميع شركة مثل سامسونج مبيعاتها تعادل ميزانيات دول الخليج مجتمعه.
فما بالنا لم نتغير وننقل صناعتنا بما يتوافق مع إمكانياتنا البشرية والماليه وثروتنا الطبيعيه.
لا فخر لنا بأي صناعه إن لم يكن المواطن السعودي هو من يبني ويعمل ويفكر فيها هذا هو مبدأ إنشاء الشركة السعوديه للصناعات العسكريه التي أعلن عنها سيدي ولي ولي العهد ضمن مبادرة المحتوي المحلي .
ولأن سموه حدد مبدأ جديد تبني عليه صناعه جديده وهو المحتوي المحلي .
فأني كمواطن أود أن أشارك الخبراء في صندوق الاستثمارات العامه بتحقيق رؤية القياده بتجنب أربع معوقات وقعت فيها الصناعه السعوديه وللحديث بقيه ...
خاص_الفابيتا
الوطن بحاجة لشركات تصنيع مدنية وليست عسكرية فما هي فائدة المواطن من مدفع رشاش او صاروخ ارض جو سيدي لا تخلط السم بالعسل نعم شركة سامسونج تعادل موازنتها دول الخليج مجتمعه لان بها عقول تعرف الشفافيه و التخطيط لا التطبيل وبالمناسبة سامسونج لم تبدأ كشركة في صناعة المدافع وراجمات الصواريخ !!!