طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي قبل فترة قصيرة بتقرير وصور متنوعة من انتاج القمح والخضروات من انتاج مزرعة الشيخ سليمان الراجحي في السودان, حيث تبدو تجربة الاستثمار هناك من خلال وفرة الانتاج للشيخ الراجحي أنها تجربة ناجحة, تستحق الاشادة والتعميم والدعاء لصاحبها بالبركة والنماء.
في القرن الماضي اطلق خبراء من جامعة الدول العربية على السودان لقب" السودان سلة غذاء العالم العربي" في اشارة إلى ما يتمتع به هذا البلد من امكانيات زراعية كبيرة يأتي في مقدمتها وفرة المياه اضافة الى خصوبة الارض وتوفر المساحات الكبيرة الصالحة للزراعة, وما يعيق استثمارها بشكل كبير من قبل الحكومة السودانية هو ضعف الامكانيات البشرية والمادية حيث تحتاج الى دخول استثمارات خارجية كبيرة لتنفيذ مثل هذه المشاريع, ومن هنا يمكن للقطاعين العام والخاص والحكومات الخليجية استثمار هذه المساحات لا سيما ان الحكومة السودانية تشجع المستثمرين لا سيما الخليجيين منهم وتحويل هذه المساحات الكبيرة الى مزارع خضراء تحقق الامن الغذائي لدول الخليج لا سيما المملكة العربية السعودية وامداد السوق المحلي بالخضار والفواكه والاعلاف والحبوب نظرا لأن المملكة من الدول الفقيرة مائيا.
ان حجم الاستثمارات السعودية في السودان يصل الى حوالي 12 مليار دولار أغلبها في مشاريع زراعية , وهو رقم جيد لكن امكانيات السودان قادرة على استيعاب المزيد من المشاريع لا سيما في حال تذليل العقبات التي تعترض المستثمرين ومن أهمها ضعف البنية التحتية ومنع الازدواج الضريبي بين الحكومة الفدرالية والولايات التي تقام فيها المشاريع ولهذا فالامر يحتاج الى مباحثات لوزارة الزراعة مع نظيرتها السودانية وتبادل الزيارات بين رجال الاعمال في البلدين علما ان هناك عدد من الشركات المساهمة والمدرجة في السوق السعودي تستثمر حاليا في السودان مثل شركتي نادك وتبوك اضافة الى العديد من الشركات والمستثمرين السعوديين الاخرين ولا يقتصر الامر على القطاع الزراعي فقطاع المواشي من القطاعات الواعدة والكبيرة في السودان والذي من الممكن أن تؤمن به السوق السودانية سوق اللحوم في السعودية والخليج.
ان مثل هذه الاستثمارات تصب في مصلحة السودان ودول الخليج لما لذلك من ميزة نسبية عن بلدان أخرى يأتي في مقدمتها القرب الجغرافي وتوفر العمالة ورخصها , إضافة إلى البعد القومي والديني المشترك بين شعوب المنطقة.
خاص_الفابيتا
