السوق الموازية – نمو تزيل عقبات تأسيس وشراكات المنشآت الصغيرة والمتوسطة

20/02/2017 1
حسان بن عبدالله علوش

كثيرا ما نسمع في محيطنا الاجتماعي عمن يبحث عن فكرة مشروع مربح يؤسسه، أو يدخل به شريكا إن كان قائما، في سبيل استثمار مدخراته بما يعود عليه بالنفع ويحقق عائدا جيدا له يمنع تآكلها.

وقد يصل البعض إلى مبتغاه، لكن شريحة واسعة تتردد، وتمتنع عن المضي قدما بمشروعها مخافة فشله، أو قد تؤسسه وتتعثر، أو تدخل بشراكة في مشروع جديد أو قائم ولا تنجح، لأسباب كثيرة قد يكون بعضها قلة المعرفة والمعلومات، أو البناء على أوهام لا أصل لها، أو تضليل، أو وعود وردية غير واقعية.

تأتي السوق المالية الموازية، والمسماة في السعودية بـ"نمو"، كفرصة جديدة لهؤلاء لتسهّل دخولهم في شراكات بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ولتخفف عنهم عبء البحث التقليدي عن المشروع الناجح والفكرة التجارية الرائجة، بمعلومات شاملة عن الشركات الصغيرة والمتوسطة المدرجة في هذا السوق، وإتاحة الفرصة لمن يرغب بأن يكون شريكا بها بالاستثمار بسبل يسيرة.

فالمنشآت قائمة ومعلوماتها المالية متاحة، وأرباحها أوخسائرها معلنة، وخططها وملاكها ومجالس إدارتها وجميع معلوماتها متاحة امام المستثمر، وعلى المستثمر التقييم (العلمي المدروس) ثم الاستثمار بها، لاسيما إن حيّرته الأسواق، أو كان غير مغامر ولا يحب المخاطرة. 

وفي حال عدم موافقة الشركة المستثمر بها لرغبة المستثمر وآماله وما كان يرجوه، فإن الخروج من هذه الشراكات أسهل من فك شراكات ملاك المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتخارج من تلك الأسهم في الإجمال أمر ميسر مقارنة بالتخارج من حصص استثمارية في شركات ومشاريع خارج السوق المالية وانتظار مشتري أوشريك، أو التقاضي أو الاضطرار لحل خلاف بحلول لاتلبي رغبة الشريك، أو البيع بسعر زهيد رغبة بالخلاص. 

وفي جانب آخر فإن دخول المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السوق الموازية التي تطلب شروطا أخف وأقل للإدارج، يبرز أمثلة حية ناجحة لتلك المشاريع تشجّع الآخرين على اقتفاء أثرها والبناء على معلومات حقيقية تعكس واقع القطاعات التي يرغب المستثمر الدخول بها، وإنشاء مشاريع جديدة صغيرة او متوسطة تراعي خطوات النجاح والمنافسة وتبتعد عن الأخطاء والمحاذير، كما توضح جوانب الفشل في حال فشلت بعض الشركات في سوق نمو أوتكبدت خسائر، تنبّه المستثمرين إلى الأخطاء أو العثرات. 

ومن الأفضل أن تقوم السوق الموازية بإعادة النظر بشروط الاستثمار بها ومراعاة دخول صغار المستثمرين بشكل أكبر، عبر إتاحة الفرصة لهم مباشرة بالاستثمار بالسوق وشراء الأسهم، مع منع المضاربات مثلا لأن الشركات صغيرة والمضاربات تهزها بعنف، عبر منع البيع في نفس اليوم، أو منع الشراء بأكثر من نسبة محددة من رأس المال إلا في حال الاستثمار طويل الامد.

وإذا ما اكتملت متطلبات السوق الموازية، ودخلت فيها شريحة واسعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن هذه السوق تستطيع أن تتحول إلى قناة مهمة لاستثمار المدخرات، وركنا لتشجيع المشاريع الصغيرة الناجحة بإدراجها، وزيادة عددها والتحفيز على تأسيسها، ومساعدة المنشآت الصغيرة والمتوسطة على النمو، ومساعدة المستثمرين على اختيار أفضل القنوات الاستثمارية وأكثرها عائدا، وفق معايير معتمدة تكون فيها الشفافية والحوكمة ركائز أساسية.

خاص_الفابيتا