ولدت الثورة السورية في ظروف صعبة دوليا و إقليميا في ظل حالة سورية غير عادية كدولة وكحكومة. الدولة السورية ولدت بجروح كثيرة فهي مبتورة من سوريا الكبرى ولكن سوريه الكبرى أيضاً فكرة لم توجد اصلا الا في الوجدان اكثر منها في ارض الواقع السياسي ومركزية الحكم لفترة معتبرة.
وكحكومة في العمر القصير لها من ناحية واختطافها من أقلية بقوة السلاح وسوء الأداء في العقود الاربعة الماضية ولعلها في هذه الجزئية لا تختلف كثيرا عن بقية دول المنطقة.
الظرف الإقليمي بعد تدمير العراق خلق وضع جديد يصعب ان تنجح فيه الثورة دون قوة مضادة دوليا وإقليميا وهذا لم يتحقق، ولذلك لم تنجح الثورة خاصة ان النظام استطاع تصويرها على انها حرب أهلية مما أفقدها جزء من الزخم المعنوي.
تذكر الدراسات ان الحروب الاهلية عادة تستمر بين ثلاث الى سبع سنوات وحوالي الثلثين تنتهي بانتصار الحكومات وهذا ما يبدو انه يحدث في سوريا. يبدو ان النظام سوف يسيطر على سوريا عدى الجزء الكردي حيث هناك دعم غربي غير عادي سوف يؤثر على تركيا وهذا وضع اخر.
هذا الانتصار للنظام يأتي لحساب الحالة الطائفية مقابل الحالة العربية. نظرا للاستطفاف الإقليمي حيث اخذت المملكة والكثير من الدول العربية الجانب الاخلاقي من حيث دعم الغالبية في سوريا الا ان نتائج الواقع السياسي جات بانتصار الظالم.
ولكن السياسة ليست احيانا تحدد بالمواقف الأخلاقية. بالرغم من محدودية دور مصر بسبب القصور المصري في الأداء الداخلي وانشغالها بالشأن الاقتصادي الذي لم تجيده الا ان لمصر دور مهم سياسيا بسبب الحجم من ناحية والعلاقة التاريخية بين مصر وسوريا كحقائق جغرافية بعيدا عن التجاذبات السياسية العابرة في عمر السياسة القصير.
جاء في بالي هذا البعد على اثر قراءة كتاب طبع في 1902 (سيرة القاهرة للكاتب الايرلندي ستانلي ليبول) والذى نوه عابرا بما هو معروف عن الغزوات لمصر والشام تمر بالعلاقة بين ارض سوريا الحالية ومصر بالاتجاهين منذ آلاف السنين.
بعد الفتح الاسلامي للشام لم يحدث تقدم عسكري من الجزيرة العربية باتجاه سوريا و لكن حدث توجهات مصرية كثيرة نحو سوريا والعكس. يقول زعيم الصين ماوتسيتونق ان السياسة تتغير و لكن الجغرافيا لا تتغير وهذا مثال صارخ على هذه الحقيقة.
وفي ظل ما حدث سوريا اليوم ليست مستقلة فهي بين احتلاليين بدرجات متفاوتة ومختلفة الأغراض من قبل روسيا وايران. الاول في غالبة جويوسياسي والثاني سياسي/اقتصادي واهتمام خاص بالسكاني والبشري.
من هذا المنطلق هناك غياب عربي لافت يصعب ان تجد دور بديل عن مصر في ظل غياب المملكة وحتى تركيا.
دخول مصر على الخط بالرغم من جروحها المثقلة الا انها سوف تساعد في مناكفة التواجد الفارسي لحساب البعد العربي. في البداية الكفة غير راجحه للبعد العربي ولكن لابد من التواجد. فهناك جالية سوريه معتبرة في مصر وهناك ملايين السوريين الغير قابلين ان تكون سوريه أداة لإيران، بل لعل بعض اعضاء النخبة السورية قد لا تستسيغ دور شمولي لإيران بعد الحرب. تنمية دور لمصر يعطي البعد العربي قدم اوليه لاسترجاع سوريه الى محيطها العربي بوسائل اخرى.
لابد من التفريق بين السياسة كألاعيب كر وفر وبين الأبعاد الاستراتيجية والمرونة في قراءة الأوضاع. تواجه ايران تحديات كبيرة لأسباب كثيرة منها تكلفة النزعة التوسعية والقوى المضادة التي سوف تنتج عنها ولذلك سوف تتغير الظروف ولذلك لابد من السعي للتغيير والتهيئة له تدريجيا.
علمتنا احداث المنطقة ان الفرص الاستراتيجية والمرونة ضرورية للتعامل مع المستجدات، فالمنطقة تواجه الكثير من عوامل التغيير ولذلك لابد من المرونة و الشمولية في التفكير بما يكفل استغلال كل فرصه للنفاذ وتراكم النجاحات.
تحليل مسلوق، هدفه القبول بالظلم والطغيان، مع تبهير للادوار المشبوهة التي تقوم بها اطراف لا تتمتع بشرعية ولا مصداقية
شكرا اخ ثامر ياليت ننظر للموضوع باجابية علمية دون عواطف لانني قد التقي معك في الرغبات
استاذي، مصر ومنذ عام 1952، ليست لديها اي استراتيجية، ديبلوماسيتها هي مجرد مكايدة لجهة تريد مشاكستها، مصر اوجدت حكم القذافي، واوصلت البعث السوري للحكم لتنتقم ممن الغوا الوحدة السلطوية، مصر اخرجت العرب من شرق افريقيا انتقاما من الانظمة التوارثية، والان تكايد دول الخليج، وتلهث وراء سراب، مأملة خروجا من ازمة خانقة مطبقة على انفاسها، باختصار سياستها كأعمى يركض وسط الليل البهيم بين جبال شاهقة يطلب طريقا للخروج
هنا ارقام ام سبق الموقع اقتصادي و المقال سياسي بحت
شكرا لك جزئيا معك حق و لكن المساعدات الخارجية و جوانب أخرى ي صلب الاقتصاد السياسي
اخالفك الرأي ان النظام سوف ينتصر في النهاية . ....اعتقد بان القوى الغربية تسعى لتحقيق اهداف بعيدة المدى ...فهي لاتريد سقوط الاسد بأي ثمن .....وثانيا تريد استنزاف ايران ومعها حزب الله ...هي تريد استنزاف الجميع لكي يذعنوا تماما لها . وثانيا يريدون استنزاف روسيا والمعرفة عن كثب عن فعالية اسلحتها ....واعتقد ان بلدان الهلال الخصيب سوف يعاد تشكيلها لكي تكون دول فيدرالية ضغيفة المركز...وربما يسري ذلك على ايران وتركيا .....الغربيين يسيرون ضمن مخططات استراتيجية وليس ردات افعال كما نفعل نحن .
شكرا اخ شار راسي اذا الثمن الذي دفع ليس أي ثمن فلا اعرف أي ثمن عالي تتحدث عنة , لا اعرف عن المستقبل وقد تكون صحيح و قد تكون خطا علما انني لا اعطي المؤامرات و حتى التخطيط بعيد المدى الكثير من الوزن
باختصار شديد ودون الدخول في متاهة التفاصيل ( العرب بكل دولهم ومع الاسف ليس لديهم استراتيجيه واضحه وانما ردات فعل ) .
تغيرت امور كثيره من تاريخ نشر هذا المقال ولعل رأيك تغير لكن شخصياً لا ارى اي حذاقه او استراتيجية او امتداد لدور تاريخي لما تقوم به مصر في سوريا وهي رهان خاطيء تماماً ولست هنا اغلب جانبي العاطفي. من الحماقة ان تراهن على او تهادن نظام منبوذ حتى وان انتصر فهو هجر 9 ملايين من شعبه وسبب ازمه دوليه ضخمه واستعدى كل من حوله باستثناء دول مارقه وميليشيات طائفية! هو رهان احمق غير مسؤول من نخب عسكريه لزملاء مهنتهم اكثر منه بعد سياسي. مصر خسرت الجميع ومتخبطه في كل معاركها المحلية والخارجية. اضيف على ذلك بأن الموقف الاخلاقي له تكلفه ايجابيه واختيار الجانب الصحيح من التاريخ كما يقوم الغرب يعطيك مصداقية دولية لها قيمتها واختيار الجانب الخاطيء له عواقب لازالت بعض الدول تدفع تكلفتها. تحياتي وان كنا شطحنا كلنا عن مواضيع ارقام.
كما يقول*