اغلب الأخطاء الاقتصادية تكون واضحه بعد فترة طويلة من وقوعها. يسهل التحليل واللوم بعد ما تتغير الظروف وأحيانا الاشخاص ولكن هذا لا يأخذ من اهمية معرفة الأخطاء.
معرفة الأخطاء تمهد للتصحيح من ناحية وتثري التجربة من ناحية اخرى.
الظرف التاريخي الاستثنائي في المملكه جعل بعض الأخطاء مقبوله لأسباب موضوعية. اكبر خطأ مقبول كان قبول التوسع الاقتصادي بأكثر من قدرات المكونات الاساسية مثل الطاقات البشرية والمؤسساتية والبنيه التحتية احيانا.
اقول مقبول ليس بسبب توفر المال فقط ولكن لسببين الاول للحاجه الماسة لنقلة نوعية اقتصادية لبلد متواضع الحالة اقتصاديا والثاني اكثر ارتباطا بالعوامل السياسية والأمنية.
ولكن من ناحية عملية اصبحنا رهينه لهذا التوسع. سوف ارجع لهذة النقطة لاحقا.
الخطأ الثاني اننا لم نفرق بين دولة الرفاه وهياكل التحفيز الطبيعية عند البشر. حجم عوائد النفط ورغبة الحكومه في توزيع الثروة وصغر حجم السكان نسبيا جعل دول الرفاه تمتد لأكثر من جيل مما غير العادات والطباع وأبعد الناس عن التحفيز الطبيعي.
هذا الابتعاد أضعف الروابط بين التعليم والاقتصاد وجعل الشهادة اهم من المعرفة الى حد ان الغالبية تذهب للتعليم الجامعي دون التأهيل الكافي.
الخطأ الثالث كان في سياسة توزيع الاراضي منذ خمسة عقود تقريبا، أصبح التوزيع جائر تدريجيا الى حد الضرر بسمعة الكثير ولكن الضرر ليس لمردوده المادي فقط ولكن في تآكل الحوافز وتبعات العدالة والتخطيط العمراني.
الخطأ الرابع كان التساهل في الاستقدام واستعداد الحكومه ان تعوض المواطن بالتوظيف قدر الإمكان.
هذة العلاقة التبادلية احيانا والتكاملية احيانا اخرى جعلت السياسة العمالية على درجه من الفوضى وأعطت رسائل قاتله للكثير من رجال الاعمال وطالبي العمل.
الخطأ الآخر أن مصروفات الحكومه لم تكن مستقرة بالرغم من اليقين في أن دخل النفط متأرجح وبحدة احيانا (الميزانية لاتزال تصدر سنويا فقط بينما الدورة النفطية أطول).
ما يجمع اغلب هذه الأخطاء ان التوسع لايمكن ان يكون متناسقا، التوسع هو الوجه الآخر للدعم ولكن الدعم غالبا صعب الادارة.
فلم يفرق بين المستقدم فرضا لفترة مؤقته والمواطن ولم يفرق بين الغني والفقير (بل غالبا ساهم في زيادة الفجوة بين الغني و الفقير) ولم يفرق بين فترة واخرى لمن تعود على مستوى من الحياة.
تحليليا يصعب التراجع عن التوسع (كأنك تطالب بدرجه من التراجع الاقتصادي) واعادة وتيرة الحراك الاقتصادي الى نقطه بداية جديدة.
كما انه صعب على صاحب القرار خاصة ان من بدا بالنمو لم ينتظر لتصحيح الأخطاء و بالتالي يصعب مهمة صاحب القرار قبول هذة النصيحة.
كما ان التوسع جاء على حساب التعميق ولذلك لم يعطى التعميق الاهتمام المستحق، فلم تكن الإنتاجية او القيمه المضافة الاهتمام لمدة طويلة و لعلها مستمرة حتى اليوم.
سبق وان تصدت المملكه لمشاكل ماليه واقتصاديه في الخمسينات والثمنينات من القرن الماضي. تحدي اليوم مختلف اساسا في النوعيه والى حد اقل في الدرجة.
في ميدان الحل لابد من استشعار المرحلة، فمثلا لم يعد عدد السكان قليلا حين بدأت هذة الاخطاء و تغيرت الحالة النفطية ولكن لازال هناك من يراهن على عصر نموذج مستهلك.
ليس الهدف من هذا الجرد ان نلوم احد او التمتع بالتفكير بعد التطورات اللاحقة ولكن اعادة تنظيم البيت الاقتصادي برمته. لازال لدينا فرصه لإعادة الترتيب ولكن لابد ان تكون محاولات نابعه من الداخل واكثر جدية.
خاص_الفابيتا
ما هو الخطأ الأول و ما هو الفرق بينه و بين الخطأ الأخر "الخامس" او الأول. شفت كلنا ندور في دوائر و لا نقدر نفصح عما نريد أن نقول و هذا اول الأخطاء. دام أننا نعرف اخطائنا لماذا لا تكون هناك قنوات مفتوحة للتنبيه قبل الوقوع في الخطأ او على الأقل استدراك ما يمكن استدراكه. علاج كل هذه الأخطاء هي الإرادة و تبدأ بالاعتراف العلني بالخطأ.
اعتقد بان ماسميته الخطأ الاول ...ليس خطأ بل ذكاء فقد تم استعمال الفوائض النفطية بتوسيع الاقتصاد وبالتالي النفوذ للدولة. كل الاخطاء التي تحدثت عنها ممكن التخفيف منها وعكسها وعلى رأسها سياسة منح الاراضي والتي دمرت التخطيط والاموال ولكن باستطاعة الدولة الغاء منحها الكبيرة للمتنفذين. الخطأ الذي لن نستطيع عكسة او التخفيف منه هو سياسة الزراعة والتي كانت خلق فيل ابيض كبير ومدمر .
هبات ومنح الاراضي ومايسمى بالمخصصات .. أكبر الأخطاء
الاخ الوجيه . شكرًا على المشاركة . النقاش و الجدل حول أخطاء وقعت في الماضي للاقتصاد الكلي لابد ان تكون مثيرة للجدل و الخلاف . اعتقد ان الوقوف على الأخطاء و التعلم منها ضروري و لكن الاعلان على مستوى الحكومه قد لايكون مفيدا . الاخ شار راسي اشكرك على المداخلة أتحدث عن الافضل و الأمثل . طبعا مطالبة الدولة بعدم التوزيع او التوسع غير مقبوله و لكن ما نطالب به هو الدقة و العلاقة بين التحفيز و التوزيع . لان هياكل الحوافز اهم بكثير للإنتاجية و النمو في المدى البعيد و قد وصلنا للمدى البعيد . الاخ هام ١ اشكرك على المداخلة و لكن البحث عن مذنب او مذنبين هدر للطاقه و ضد روح التعاون خاصة ان المستفدين من المواطنيين . الأهم المستقبل و ليس البحث عن أضرار جديدة
اكبر خطأ هو ترك الفساد يعشعش في جميع أرجاء الحكومه و الدوله فلم يحاسب مسؤول واحد منذ عهد الملك عبدالعزيز بالرغم من الفساد الجائر و الذي يصل الي ربع المصروفات السنويه
شكرًا أستاذ فواز ، مقاله تعبر عن واقع معاش ،، اخشى ان تتحول الأمور لدى ( بعض ) من المنتفعين الى تسابق في الحصول على مكاسب بدون ان يحصلوا عليها عن طريق تنافس عادل وواضح للجميع ، ف( بعض من مليورداريات العقار ) حصلوا على تلك الاموال بطرق ليست تنافسية ومتاحه للبقيه ، وخطورة ذلك انهم أنموذج يحاول اخرين الاقتداء به ، ودليل ذلك هو ( ولغ ) بعض من الانتهازيين في الاراضي العامه ، بحجة ان هناك من حصل على أراض كبيره بمجرد منحه
اعتقد ان في ميدان الحل أيضاً اخي الكريم اشراك المواطن في الرؤية من الان وعدم انتظار تأهيله عبر برامج القيادات الذي سوف يخلق لنا قيادات مسيسة على النظام الغربي !!! هناك افكار بسيطة قد تجلب المليارات لهذا البلد عندما نبتعد عن المجالس الراقية والمسئولين الملمعين المكررين في اكثر من موقف او منصب رسمي !!! الرؤية الحالية كما هو واضح ليست قائمة على اسلوب مؤسسي واضح يرحب بكل فكر جديد بسيط قد يكون حلاً لمشكلة او قد يفتح افاقاً جديدة لم يرصدها احد من قبل !!! مشاكل المياه والكهرباء قد يكون لها حلولاً بسيطة غير مطروقة مستقبلاً !! الان هناك خلط واضح بين التنمية الاقتصادية وبين استخدام حلول مبنية على استنزاف المواطن الفرد الذي فوجئ بتوقف كل شئ فجأة وانحسار بعض موارده المادية في مقابل الانتظار امام افكار كبيرة مصدرها خارجي لا نعلم عن فائدتها او مردودها الا بعد سنين طويلة وقد تكون لا تستحق هذا العناء فنكون قد ضحينا بالاوزة التي تبيض كل يوم لنا ذهباً ( المواطن ) في سبيل ما هو موجود ببطنها ( المجهول ) وقد لا يكون هناك شئ ابداً !!!
ربما كان بعضها اخطاء مقصودة او متفق عليها لمصالح شخصية ولذا يستمر الفساد ابأشكال مختلفة . نحتاج الى شخص قوي و جريء يقوم بمحاسبة المسئولين عن ما حدث سابقا و يحدث الان لتتعدل الامور. اما الكلام مع التراخي في الافعال يعني استمرار الخلل مع بقاء نفس المسئولين في اماكنهم او تنقلهم من مكان الى اخر بأمن و امان يلمعون لبعضهم. فاتورة الضرر ارتفعت كثيرا و لا نعرف ماذا سيحل بنا. حفظ الله و طننا من كل مكروه
مع إحترامي للجميع كل ما ذكر نتائج وليس أسباب، طبعاً نتائج سياسات اقتصادية بدائية.. يارب لطفك بنا
الاخ عطني إذنك اشكرك على المداخله الفساد دائماً خطير و يعمل كضريبة مالية و معنوية و لكن سؤ الادارة اهم في نظري .
الاخ العراب شكرًا على المداخله اتفق معك تماماً
الاخ Sahood اشكرك على الرأي . بعض ما تقول صحيح ..الخط دائماً رفيع بين الحديث عن للمشاركه و فعالية النخبة التي ممكن ان تغني عن المشاركة السطحية في الكثير من البلدان المجاورة .
اخ MAAS2103 شكرًا .لا اعتقد ام هناك من يحاول ضرر بلدة و لكن الظروف تخلق الفساد . ادارة الحوافز و فعالية النخب اسلم بكثير من. مراجعه شخصانية
شكرًا اخ zahm لا اعرف كن و ماذا تقصد . على حال هناك جدل في الاقتصاد الكلي حول المسببات و النتائج احيانا .