قس عشر مرات وقص مرة

01/07/2016 9
عبدالله الجعيثن

كثير من الناس - في كل زمان ومكان - لا يدركون أنهم جاهلون جدا في كثير من الامور ومع ذلك قد يعتبر الواحد منهم انه خير الخبراء وأعقل العقلاء والمثل الناضج يقول: (كل بعقله راضٍ لكن بماله لا..).

من الأشياء التي يعتقد كثيرون انهم يعرفونها وانها سهلة (تخطيط المنزل) و(اختيار الديكور) و(تداول الاسهم).

فالواحد من هؤلاء اذا اراد ان يبني مسكن العمر والذي سوف يكلفه فوق المليون على الاقل يعتقد انه اخبر بالمخطط من المهندس المحترف ويستكثر على المهندس المعماري ٥٠ الف ريال مقابل مخطط جميل واقتصادي في نفس الوقت ويذهب لمهندس تجاري يملي عليه (شخابيط) يحولها الى (مخطط) مسلح ويختم عليه لزوم الفسح والتنفيذ يخسر الاخ على المبنى مليونا واكثر - غير الارض - ويستكثر على (المخطط الرائع) خمسين الف ريال، ومن قناعته بعمله وانه يعرف ما يريد يخلص المخطط الرخيص بسرعة ويبدأ في التنفيذ (وهو أجهل بالعمار منه بالتخطيط) وقد رسم في خياله انه سوف يعمر اجمل فيلا فاذا بدأ واجهته المشكلات من كل الجهات واذا رأى (المخطط المرتجل) منفذاً على الطبيعة احس بمرارة الاختلاف بين الواقع والخيال فأخذ في التعديل والتبديل والهدم والردم ما يزيده تخبطا وخسارة ومرارة.

كذلك حال كثير من المتداولين في سوق الاسهم لدينا بالذات.. ممن لا يقرأون الميزانيات ولا يهتمون بالعائد والنمو وكفاءة الادارة وإنما ينساقون خلف الاسهم التي ترتفع.. مجرد ما يرى سهم مضاربة يرتفع بقوة يعض ثوبه ويلحقه ويرمي حلاله فيه.

خلاصة الموضوع ان التخطيط السليم يجب ان يكون قبل التنفيذ.. والا يترك للاجتهاد الخاطئ او الارتجال (قس عشر مرات وقص مرة واحدة) كما يقول مثل أخر ناضج لانه بعد القص ما ينفع القياس وبما ان القياس يجب ان يكون دقيقا فيجب تكراره والتأكد منه، وسؤال الخبراء والاستعانة بأصحاب الاختصاص اما (العشوائية) فإن أصابت مرة فمصيرها الى تدمير صاحبها واذا فات الفوت ما ينفع الصوت!

 

نقلا عن الرياض