في ظل التطورات الإقليمية تبقى مصر رقما صعبا ، فهي اول من حاول اللحاق بالتجربة الغربية في التحديث على يد الفذ محمد علي الى حد هزيمة العثمانيين بقيادة ابنه ابراهيم .
وكانت اول بعثة ترسلها اليابان للخارج كانت الى مصر في محاولة لتقليد تجربة مصر في الاستعارة من الغرب الصاعد .
تجربة مصر انتهت بالفشل بعد 200 سنة .
الأسباب التاريخية متشعبة و ليست موضوع هذا العمود . الثابت ان مصر فشلت تنمويا و اقتصاديا و لكن مركزيتها الإقليمية لاتزال حاضرة بسبب التركة الثقافية و السكانية ( سبب واعراض عدم القدرة على التكيف ) والتاريخ القديم والتحديات الانية والأعباء العاطفية - هناك فجوة غير عادية حين يدافع المصري عن بلادة و لكنه لايعمل شي لها وخاصة النخبة .التجاذبات الدولية والإقليمية تعطي مصر اهمية ولكنها لا تدل على دور مميز للمصريين .
فحتى محمد على لم ينجح في إرساء قواعد مؤسساتية قابلة للاستمرار بل كان مجتمع ريعيا يعتمد على القطن وقائم على نخبة أبهرت العالم شكليا ولكنها تركت مصر دون تراكم معرفي ومهاري او طمأنينة على حماية الحقوق .
كلما زاد تقدم العرب الاخرين كلما زاد تطرف الطبقة المثقفة النخبوية المصرية وراهنت على تضليل مجتمع مصري في غالبة يقبل بالتفكير التآمري بسهولة ، وكلما زاد تطرفها كلما ابتعدت عن تقديم حلول منطقية لمشاكل مصر الداخلية .
بدا العصر الحديث وكان مصر تستند على وصف نابليون لمصر قبل قرنيين بانها شعب فهلوي فقير.
كان سكان مصر في حينة ثلاثة ملايين ، الان أصبحو تسعون مليون واكثر من قدرة مصر الايكولوجية والاقتصادية على العيش الكريم دون تغيير نوعي . فهي تشبة تجربة اسبانيا في القرن السابع عشر حيث كانت أقوى دولة أوروبية بعد سقوط الامبراطورية الرومانية ولكنها بعد حوالي قرن اصبحت دولة ثانوية في اوروبا .
ما يهمنا هنا ليس التشفي على حالة مصر ولكن تجربة القطن كسلعة في مسيرة مصر الاقتصادية في بناء قشرة حضارية .
استغلال الموارد الطبيعية فرصة مالية لا تقاوم وبالتالي يسهل سوء توظيفها وهذا ما يحدث لكل اقتصاد يعتمد على اقتصاد ريعي.
الأعراض الرئيسة واحدة تغليب المال على العمل والقرب من السلطة على حساب المعرفة الحقيقية ودور الفرد على حساب المؤسسة ونماذج شكلية دون محتوى.
المسؤولية كانت مضاعفة في مطالبة افتراضية للنخب المصرية بان تنظر الى الامام وتغلب التقدم على الاستهلاك والجمعي على النخبوي ولكنها فشلت . بل ان النخب المصرية لم تتعلم فقد حصلت مصر على نفط وغاز وعوائد من القناة والسياحة ومساعدات غير عادية من العرب والغرب في العقود الماضية ولكنها استمرت على المعتاد ولم ترسي لبناء اقتصادي منظم.
استغلت المال لنواحي توزيعية ولكن دون مشاركة فاعلة حيث ان التنمية الحقيقية تتطلب ليس سياسة توزيعية مهما كانت عادلة ( لم تكن عادلة ) ولكن تغيير في طريقة الحصول على المال.
فشلت مصر القطنية وفشلت مصر النفطية حيث مارست سياسة توزيعية نخبوية استهلاكية انتهت بالتهاون مع التزوير والقضاء المرن وحقوق ملكية مهزوزة ونجحت اليابان دون موارد طبيعية بسبب الابتعاد عن التوزيع والمراهنة على المشاركة الحقيقية والمنافسة التي تفرز داخليا قبل خارجيا وقبول توزيع المواهب الطبيعي وتسعير حقيقي للجهد والعمل.
التوزيع الطبيعي للمواهب ودورة التاريخ تقول ان مصر قادرة على العودة ولكن ليس هناك شي حتمي فقد يزداد الفشل والشواهد ليست قليلة على تخبط النخب المصرية اليوم.
الدرس المهم ان على جميع النخب في الاقتصاديات الريعية توظيف المال بوعي ونظرة مستقبلية غير معهودة على نخب المنطقة ولعل مصر مثال يجب تفاديه.
مصر في نظر الشعوب العربية حالية هي مجرد عجوز سليطة اللسان كانت جميلة في يوم من الايام وكانت حلم لكل من عرفها ولكنها اليوم تتفنن في صناعة الكراهية لها وتبلي الناس بمشاكلها
الاخ السبيعي تشبية جيد حيث أنماط التصرفات المصرية عاطفية و تنبع من إحساس واضح بالخجل و الفشل و لكنها محاولة للتخفي
الاخ السبيعى...واضح من كلامك من هو سليط اللسان
ليس هدفنا مهاجمة احد و لكن عليك قراءة الصحف المصرية في كل حادثة و منها الهجوم على الجزائر
والله ده حال العرب جميعا لما تحدث مشاكل.....لا استثني احدا
العنوان فيه تورية. الكاتب يقصد الدول الريعية بما فيها السعودية. مصر كانت مجرد مثال لانها في الاخبار هذه الايام. لكن اول مرة اعرف عن تشبيه نابليون " فهلوي فقير".
Mr Humble ليس الهدف ثوري و لكنه وصفي بواقع كما أشوفه
لدرس المهم ان على جميع النخب في الاقتصاديات الريعية توظيف المال بوعي ونظرة مستقبلية غير معهودة على نخب المنطقة ولعل مصر مثال يجب تفاديه............. واضح ان قصدك الحقيقي هو على السعودية .....مقال ممتاز واصاب كبد الحقيقية عن الدول الريعية بما فيها السعودية و مصر ........ يعطيك العافية .
شكرًا لك اخ شاري راسي نبحث بما فئة الصالح العام و مواجه المستقبل باامانه فكرية
بالامكان تحسين الوضع بمصر من خلال استغلال أفضل لأمكانات البلد من خلال الاستفاده من موقعها الجغرافي والسياحي . فلديها مكونات أفضل من مالدى دبي مثلا , الفرق هو وضع انظمه والاصرار على تطبيقها , والا حاليا ما يميز مصر أنها بلد كبير وفي حالة ( تصالح) مع الدول المحيطه , لكن طالما ان بعض من ابنائها المتميزين يهاجرون منها فهذا دليل على وجود خلل ما , ليس بالضروره انه اقتصادي
اخ Malekeoa كلامك معقول و لكن في الاخير لابد اداء اقتصادي لانه ممكن قياسة و الا لن يصدق احد بما تقوم بة القيادة في المدى المتوسط و البعيد
دبي بشكل خاص، والإمارات بشكل عام يسابقون الزمن، بعيداً عن بعض السلبيات المحدودة جداً بوجهة نظري. وما ماينقضهم عن العالم الأول، ودخول فضاء الإستدامة، إلا شيء واحد فقط، وقد يعلن في أي وقت ما، ولكن في إعتقادي حسب الضروف في المنطقة والعالم.
أي دولة لاتتفاعل بالكامل مع قوى التغيير والتجديد حول العالم، فإنها لامحالة ستنهار تلك الدولة. وأشكرك على هذه المقالة الجميلة أستاذ حمد.
شكر اخ حجر اليمامة اتفق معك في ان التحديث في الاخير رغبة و رؤية و توجد محسوب . لكل مجتمع طريق و لكن يكون النجاح حقيقي الا اذا كان أصيل و شجاع و بعيد المدى و لكن النخب لا تمارس ذلك . تجربة الامارات لازالت في حالة تكون و لازال الاقتصاد نفطي التمركز .
دبي ملفها الاقتصادي صغير و الاجتماعي لايذكر ولا يمكن ان تكون نموذج لدولة كي تحتذ ي بها ، هي تنفع لتكون نموذج لمدينة اقتصادية او دولة صغيرة جدا اما ايرادها في المقارنات مع الدول العربية الكبرى فهو للشتيمة والاستهزاء فقط
دبي مركز خدمي له منطق اقتصادي في ظل سوء اداء الكثير من دول المنطقة و لذلك اتفق معك