اختتمت أسواق الأسهم العالمية التعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض ملحوظ في أعقاب الهبوط الحاد في أسعار النفط والذي أدى لتراجع المعنويات العالمية تجاه الاقتصاد العالمي وهو الأمر الذي قلل بدوره من شهية المستثمرين للمخاطرة.
وقد انتقلت هذه الضغوط إلى الأسواق الأوروبية التي كانت تعاني من ضغوط بسبب تراجع أسهم قطاع النفط وزيادة الحذر قبيل عطلة عيد الفصح.
وصحيح أن الأسواق الأوروبية مغلقة اليوم بسبب عطلة عيد الفصح، ولكن الأسواق الأمريكية من المحتمل أن تواصل المعركة ضد تزايد توقعات احتمال رفع سعر الفائدة الأمريكية في شهر أبريل وهو الأمر الذي أدى لزيادة قوية في قيمة الدولار الأمريكي وحد من الانتعاش الصعودي لأسواق الأسهم.
وفي حين أن الأسواق الآسيوية قد بدأت التداول اليوم الاثنين على ارتفاع، يمكن أن تؤدي حالة العزوف عن المخاطرة إلى تزايد الإقبال على الين الياباني الذي يعد أحد الملاذات الآمنة وهو ما قد يسفر عن دفع الأسهم اليابانية للهبوط وإبقاء الأسهم الآسيوية منخفضة.
وكانت المخاوف المستمرة بشأن المشهد الاقتصادي غير المستقر في الوقت الحالي قد أدت لوجود بيئة تداول تتسم بمستويات شديدة جدا من التقلب الذي أملته التحركات العنيفة في أسواق النفط.
ومن المحتمل أن تكون أسواق الأسهم معرضة لتكبد مزيد من الخسائر في المستقبل نظرا لأن المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي ما تزال قائمة فضلا عن تزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في شهر أبريل كما أن هبوط أسعار النفط ما يزال أمرا محتملا.
الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي يرتفع بنسبة 1.4%
قد يحظى ثيران الدولار الأمريكي بالتحفيز والتشجيع خلال هذا الأسبوع في أعقاب الإعلان عن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي عن التوقعات مسجلا 1.4% في الربع الرابع من عام 2015 مما يزيد من التكهنات بأن البنك المركزي الأمريكي من المحتمل أن يرفع أسعار الفائدة من جديد في شهر أبريل.
ويذكر أن البيانات الاقتصادية الأمريكية تسير في مسار إيجابي منذ فترة طويلة، وإذا سار تقرير الوظائف غير الزراعية الذي سيصدر يوم الجمعة في نفس المسار الإيجابي فإن ذلك من المحتمل أن يمنح البنك المركزي الأمريكي سببا وجيها لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مرة أخرى.
وصحيح أن هذا ربما يكون هو الوضع على الصعيد الداخلي، ولكن يجب على المستثمرين أيضا الأخذ في الحسبان أن التوترات العالمية ما تزال قائمة حيث إن المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي والمشاكل الاقتصادية الصينية مازلت باقية. ويمكن أن يحتل ارتفاع الدولار صدارة الاهتمام وهو الأمر الذي من المرجح أن يزيد من معاناة السلع.
الذهب يئن تحت الضغوط
يتعرض ثيران الذهب لضغوط شديدة حيث إن التوقعات المتزايدة لاحتمال رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة في شهر أبريل فضلا عن ارتفاع الدولار الأمريكي يؤديان بتشجيع المستثمرين على الابتعاد عن المعدن الأصفر النفيس الذي لا يدر أي عائد سعيا لتحقيق أكبر استفادة من استثماراتهم.
وصحيح أن المعدن ما يزال صعوديا من المنظور الأساسي، ولكن حتى هذا الرأي الصعودي يشهد صراعا شرسا بين توقعات أسعار الفائدة الأمريكية والمخاوف الدائمة بشأن تباطؤ النمو العالمي.
ففي هذا الأسبوع يمكن أن يؤدي تقرير الوظائف غير الزراعية لدفع أسعار الذهب للارتفاع أو للهبوط، ونتيجة لذلك فإنه من المحتمل أن يظل المستثمرين في حالة من الترقب والانتظار.
ففي البداية، كان ضعف الدولار هو الأداة المنشودة التي شجعت المشترين على دفع الأسعار للارتفاع نحو مستوى 1250 دولار، ولكن في ظل الاتجاه الذي تسلكه الأسعار فإن الاختراق أسفل مستوى 1200 دولار سوف يشير إلى ضعف الزخم الصعودي ودحض هذا الرأي الصعودي.
السلع تحت المجهر – النفط الأمريكي
أدت المخاوف المستمرة بشأن تخمة المعروض النفطي بعد أن أظهرت التقرير الأخير لإدارة معلومات الطاقة ارتفاع المخزون الأمريكي بمقدار 9.36 مليون برميل إلى منع أسعار النفط من تحقيق إغلاق أسبوعي فوق مستوى 40 دولار.
وفي ظل اقتراب موعد اجتماع شهر أبريل، من المتوقع أن يشتد التقلب حيث سيحاول المستثمرون البقاء في الجانب الرابح في السوق في الوقت الذي تؤدي فيه الآمال بأن يسفر اجتماع شهر أبريل عن نتيجة إيجابية لإبقاء الأسعار مدعومة إلى حد ما.
وتكمن المخاطرة هنا في عدم انتهاء هذا الحدث بنتيجة إيجابية وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع شديد جدا في أسعار النفط لأن المخاوف بشأن تخمة المعروض ستؤدي لمزيد من التقليل من إقبال المستثمرين.
ومن المنظور الفني، سيؤدي الاختراق أسفل من مستوى 40 دولار لتشجيع حدوث هبوط أكثر حدة نحو مستوى 38 دولار و 35 دولار على الترتيب.