هبط النفط الخام الأمريكي خلال التعاملات الأسبوع الماضي في أعقاب التصريحات غير المتوقعة الصادرة عن المملكة العربية السعودية والتي أكدت أن أي اتفاق لتثبيت الإنتاج سيكون رهنا بمشاركة إيران؛ وأدت هذه التصريحات لانهيار التوقعات بشأن نجاح اجتماع الدوحة.
والمفارقة هي أن هذا السيناريو يأتي في وقت تسعي فيه إيران لزيادة إنتاجها ليصل إلى 4 مليون برميل يوميا في سوق يزيد فيها العرض بالفعل بمقدار 2 مليون برميل يوميا.
ويبدو الأمر كما لو أن منظمة الأوبك ليس لديها نية حقيقية لخفض الإنتاج وإنما تود استغلال مستويات التقلب الشديدة لدفع أسعار النفط للارتفاع القائم على التكهنات.
وما تزال المعنويات هبوطية تجاه خام غرب تكساس الوسيط وفي ظل أن المخاوف بشأن التخمة الكبيرة في المعروض ما تزال تقلل من إقبال المستثمرين على السلعة، من المحتمل أن يؤدي ذلك لعرقلة أي انتعاش حقيقي في الأسعار.
ويجب على المستثمرين الأخذ في الحسبان أن العوامل الأساسية القوية التي تتمثل في التخمة الدائمة في المعروض النفطي كانت هي القوة المحركة التي دفعت الأسعار للهبوط، كما أن المخاوف بشأن ضعف الطلب ما تزال تزيد من قوة الدببة.
ومن المفترض أن يؤدي انتهاء موجة الارتفاع التي استمرت لفترة طويلة من الزمن والتي قادت الأسعار فوق مستوى 40 دولار لمنح حافز للمستثمرين البائعين لمهاجمة الأسعار ودفعها للتراجع نحو مستوى 35 دولار وربما لأقل من ذلك.
ومن المنظور الفني، يتحرك خام غرب تكساس الوسيط بشكل هبوطي حيث يتم باستمرار تكوين قيعان أدنى من القيعان السابقة وقمم أدنى من القمم السابقة.
ويتم تداول الأسعار أسفل المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يوما، وقد أدى الهبوط أسفل مستوى 38 دولار لتمهيد الطريق أمام إمكانية الهبوط نحو مستوى 35 دولار.
دببة الدولار لا تبالي بتقرير الوظائف غير الزراعية
تحسنت المعنويات تجاه الاقتصاد الأمريكي خلال التعاملات يوم الجمعة في أعقاب كشف النقاب عن قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية والتي بلغت 215 ألف وظيفة مما أظهر دلائل على قوة سوق العمل الأمريكية في فترة من تراجع النمو العالمي.
ومع ذلك، لم تكترث دببة الدولار بهذا التقرير القوي وقد يكون ذلك بسبب الموقف الحذر الذي تبنته جانيت يلين في الكلمة التي ألفتها الأسبوع الماضي والذي أدى لتلاشي أي توقعات لرفع سعر الفائدة في أي وقت قريب.
وما تزال المعنويات هبوطية تجاه الدولار الأمريكي، ويمكن أن يؤدي تضاؤل التوقعات بشأن رفع البنك المركزي الأمريكي لسعر الفائدة في الربع الثاني لتشجيع البائعين على المزيد من المهاجمة للدولار الأمريكي.
وفي ظل أن المشاكل العالمية الحالية تؤدي لتعريض الاقتصاد الأمريكي لمخاطر هبوطية هائلة، من المحتمل أن تتدخل هذه المخاطر إذا احترم البنك المركزي الأمريكي تعهداته في رفع سعر الفائدة مرتين هذا العام.
ويتحرك مؤشر الدولار الأمريكي بشكل هبوطي على الرسم البياني اليومي حيث قامت الدببة بغض الطرف عن التقرير الإيجابي للوظائف غير الزراعية.
ومن المحتمل أن يصبح ضعف الدولار الأمريكي موضوعا رئيسيا، ومن شأن ذلك أن يحفز المستثمرين البائعين على مهاجمة الأسعار.
ومن المنظور الفني، يتم تداول الأسعار أسفل المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يوما، كما أن مؤشر الماكد قد تحرك إلى المنطقة السلبية. ومن المحتمل أن يتحول الدعم السابق عند مستوى 95.50 ليصبح مقاومة قوية وهو الأمر الذي يمكن أن يحفز حدوث مزيد من الهبوط نحو مستوى 94.
الإسترليني يئن تحت الضغوط قبيل تقريري مؤشر مديري المشتريات بقطاع البناء
وقع الجنيه الإسترليني ضحية للهبوط المستمر نتيجة المخاوف المتصاعدة من الرحيل عن الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي ما يزال فيه العزوف عن المخاطرة يقلل من شهية المستثمرين تجاه العملة البريطانية. وما تزال المعنويات هبوطية تجاه الجنيه الإسترليني ومن المتوقع أن تتعرض العملة لمزيد من الهبوط بعد أن أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن 43% من المشاركين في استطلاع الرأي يؤيدون الرحيل عن الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت الذي يؤدي فيه الغموض المتزايد بشأن الآثار التي لا يمكن حصرها والتي يمكن أن يتعرض لها الاقتصاد البريطاني في حالة رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي إلى ضمان استمرار ضعف الجنيه الإسترليني، ما تزال البيانات الاقتصادية الداخلية تشير إلى أن الاقتصاد البريطاني يشهد مزيدا من الضعف وهو الأمر الذي يمنح البنك المركزي البريطاني أسبابا وجيهة للإبقاء على أسعار الفائدة البريطانية بدون تغيير وعدم التفكير في رفعها. ومن المحتمل أن يصب المستثمرين تركيزهم على تقرير مؤشر مديري المشتريات بقطاع البناء الذي سيصدر اليوم، وإذا فشلت قراءة التقرير في أن تتماشى مع التوقعات فإن زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي قد يهبط بسهولة نحو مستوى 1.4200.
وما يزال زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي هبوطيا ومن المحتمل أن يشهد مزيدا من الانخفاض مع مرور الأسبوع. ومن المنظور الفني، يتم تداول الأسعار أسفل المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يوما كما أن مؤشر الماكد قد تحرك إلى المنطقة السلبية.
ومن المفترض أن يؤدي الاختراق أسفل مستوى 1.42 إلى تمهيد الطريق أمام الهبوط لمستوى 1.40 وربما لأقل من ذلك.
السلع تحت المجهر - الذهب
شهدت أسعار الذهب هبوطا قويا الأسبوع الماضي بعد التقرير الإيجابي للوظائف غير الزراعية الأمريكية التي منحت ثيران الدولار الأمريكي أملا زائفا وسط تضاؤل التوقعات بشأن رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة.
وقد أدت الزيادة الأولية في قوة الدولار لدفع أسعار الذهب لأدنى مستوياتها الأسبوعية قبل أن تستوعب الأسواق أن قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية لن تؤثر كثيرا على قرار البنك المركزي الأمريكي فيما يخص رفع أسعار الفائدة.
وما يزال الذهب صعوديا من المنظور الأساسي ومن المفترض أن يواصل الصعود في ظل أن ضعف الدولار الأمريكي قد أصبح الموضوع الأساسي في الأسواق العالمية.
ومن المحتمل أن نؤدي المخاوف المستمرة بشأن تباطؤ النمو العالمي والمشاكل الاقتصادية الحالية في الصين لتحفيز المشترين على خلق موجة جديدة من موجات الشراء على المدى المتوسط.
ومن المنظور الفني، من المحتمل أن يؤدي الاختراق فوق مستوى 1235 دولار لتمهيد الطريق أمام الارتفاع نحو مستوى 1250 دولار. وما يزال صمود حاجز الدعم عند 1200 دولار يمنح الهيمنة للثيران.