حظيت أسواق الأسهم بدعم وهمي يوم أمس الاثنين وأنهت معظمها التعاملات بشكل إيجابي تأثرا بالتوقعات المتزايدة حول مواصلة البنوك المركزية تدابيرها الحالية لسياساتها النقدية من أجل تحفيز النمو العالمي وسط الاضطرابات المالية الراهنة.
وقد صعدت الأسهم الآسيوية مع تسجيل الأسهم الصينية لأكبر ارتفاعاتها منذ أكثر من أسبوع بفضل التصريحات التي أدلى بها الرئيس الجديد – المعين حديثا - لهيئة الأوراق المالية الصينية الذي أشار إلى أنه سيعمل على إبقاء أسواق الأسهم صامدة.
وقد امتد هذا التفاؤل وانتقل إلى الساحة الأوروبية حيث سجلت معظم أسواق الأسهم الأوروبية مكاسب بعد أن غض المستثمرون الطرف عن خيبة الأمل التي انتابتهم بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي وقاموا بالتركيز على المزايا التي تنطوي عليها الحزمة التيسيرية الجديدة.
ولم تتأثر الأسهم الأمريكية ولكنها أغلقت مرتفعة بالقرب من أعلى مستوياتها هذا العام في ظل ترقب المشاركين في السوق على أحر من الجمر لمزيد من التأكيدات بأن تدابير البنوك المركزية قد تخمد الاضطرابات المالية.
وفي ظل أن الثقة تجاه صحة الاقتصاد العالمي ما تزال عند مستويات باعثة على القلق، فمن المحتمل أن تكون هذه الارتفاعات في أسواق الأسهم قصيرة الأجل. ويجب ألا نغفل أن الأسواق تتسم بشدة التقلب بسبب استمرار المخاوف من أن البنوك المركزية ربما تكون قد استنفدت وسائلها لإنعاش النمو العالمي.
ومن المحتمل أن تتعرض الأسهم العالمية لمزيد من الانخفاض عندما تبدأ أسعار النفط في التراجع ويتسبب الإعلان عن المزيد من البيانات الاقتصادية الضعيفة التي تشير إلى تباطؤ النمو العالمي في تحفيز موجة من العزوف عن المخاطرة مما سيكون من شأنه تشجيع المستثمرين على الابتعاد عن الأصول ذات المخاطر المرتفعة مثل الأسهم.
المؤتمر الصحفي للبنك المركزي الياباني تحت المجهر
قد يصب المشاركون في السوق تركيزهم على المؤتمر الصحفي الذي سيعقب اجتماع البنك المركزي الياباني الذي يترقبه الجميع بشدة والذي من المتوقع على نطاق واسع أن يسفر على إبقاء البنك على سياسته الحالية بدون تغيير.
وعلى الرغم من أن هذا هو ما قد يحدث بالفعل، ولكن توتر المعنويات والاضطرابات العالمية الحالية التي أدت لتعريض الاقتصاد الياباني لمخاطر هبوطية ستواصل وضع البنك المركزي الياباني تحت ضغوط هائلة للتدخل من جديد.
وصحيح أن محافظ البنك المركزي الياباني هاروهيكو كورودا قد صرح بأنه ليست هناك حدود للتيسير النقدي، ولكن القرار الذي اتخذه البنك يوم 29 يناير الماضي بخفض سعر الفائدة إلى المنطقة السلبية قد ترك مرارة ما تزال عالقة في النفوس مما قد يجبر البنك المركزي على اللجوء إلى استخدام وسائل أخرى.
وما تزال المعنويات منخفضة تجاه الاقتصاد الياباني ومن شأن العزوف عن المخاطرة والذي سيمنح دفعة قوية للين الياباني أن يتسبب في الوقت نفسه في تعريض مؤشر نيكي للانخفاض في المستقبل.
مبيعات التجزئة الأمريكية ستوفر قدرا من الوضوح
من المحتمل أن يتحول اهتمام المستثمرين إلى تقرير مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة الذي سيتم كشف النقاب عنه بعد ظهر اليوم والذي قد يوفر قدرا من الوضوح بشأن مدى صحة الاقتصاد الأمريكي حيث إن الاستهلاك الشخصي يمثل جزءا كبيرا من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
وتتحرك البيانات الاقتصادية الأمريكية في مسار إيجابي حيث تظهر البيانات قدرا من التحسن في الأجور وخلق فرص العمل وهو الأمر الذي يجب أن تتم ترجمته في صورة ارتفاع إنفاق المستهلكين.
وإذا تماشت قراءة تقرير مبيعات التجزئة مع التوقعات اليوم، فمن المحتمل أن تزيد التوقعات بشأن رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة خلال عام 2016 وهو ما من شأنه أن يمنح حافزا لثيران الدولار الأمريكي في كافة أرجاء سوق العملات.
إيران توقف صعود خام غرب تكساس الوسيط
أدى التضاؤل السريع للتوقعات بشأن خفض محتمل للإنتاج في أعقاب امتناع إيران عن الانضمام لاتفاق تجميد الإنتاج إلى تحفيز دببة خام غرب تكساس الوسيط على دفع أسعار النفط للتراجع نحو مستوى 36 دولار.
وتشهد أسعار هذه السلعة هبوطا بشكل كبير حيث إن التأثير السلبي للتخمة الشديدة والدائمة في المعروض في أسواق النفط قد أدى بشكل دوري في الحد من إقبال المستثمرين، في حين أن المخاوف من حدوث تراجع محتمل في الطلب يحول دون أي ارتفاع قوي للأسعار.
وكانت إيران أوبك قد أبلغت منظمة أوبك والبلدان غير الأعضاء في المنظمة والدول غير الأعضاء بأن يتركوها وشأنها حتى يصل إنتاجها إلى 4 مليون برميل يوميا.
ومن شأن ذلك أن يزيد من حدة المخاوف، المتأججة بالفعل، بشأن المعروض في الأسواق المشبعة جدا. ومن المنظور الفني، تحتاج الدببة للاختراق أسفل مستوى 35 دولار لاستعادة السيطرة ودفع الأسعار لمزيد من الهبوط نحو مستوى 30 دولار.