من يشاهد الاحداث الدائرة الان في منطقة اليورو بشان الازمة اليونانية ويستمع الي ردود فعل بريطانيا حول هذة الازمة يعتقد ان بريطانيا اما انها ليست عضو في هذة المنظومة او انها تعمل ضد مصالح منطقة اليورو لا الي جانبها حتى عندما تستمع الي نقاش بريطانيا داخل البرلمان الاوربي تعتقد بانها دولة تحاول زعزعة منظومة الاتحاد الاوربي لا دعمها لدرجة ان مندوب بريطانيا يتحدث باعجاب ويمتدح عمل رئيس الوزراء اليوناني الجديد أليكسيس تسيبراس Alexis Tsipras
من جهة ثانية وهي الاهم اصرار الحكومات البريطانية المتتالية منذ تدشين العملة الاوربية اليورو عام 1999م على عدم تبني بريطانيا للعملة الاوربية الموحدة فالعديد من رؤساء الوزراء البريطانيين دما يؤكدون على ان تبني بريطانيا للعملة الاوربية اليورو غير ممكن بل مستحيل منهم جورج اسبورن قولة " نشكر اللة لعدم انظمامنا للعملة الاوربية" ايضا ديفيد كامرن " بريطانيا لن تنضم الي اليورو طالما انا رئيسا للوزراء " اضافة الي قولة" لن تنضم بريطانيا الي عملة منطقة اليورو لان ذلك يتعارض مع مصالحها" توني بليرعبرعن معارضتة لانظام بريطانيا للعملة الاوربية بقولة " بريطانيا لن تنضم الي العملة الاوربية.
اذن مالذي يمنع بريطانيا من الانظمام الي منطقة اليورو بشكل كامل والتخلى عن عملتها الجنية الاسترليني من اجل العملة الموحدة لمنطقة اليورو خاصة ان دول رئيسية في منطقة اليورو مثل المانيا وفرنسا تخلوا عن عملاتهم المحلية؟ السبب الرئيسي في ذلك والاهم هو ارتباط بريطانيا ارتباط تاريخي و استراتيجي بعلاقتها مع الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالعملة الامريكية الدولار, نظام البترودولار واليورودولار وكلها مرتبطة ارتباط وثيق باقتصاد بريطانيا وعملتها بشكل كامل.
سوق يورودولار الذي تسيطر عليها بريطانيا سبب رئيسي يمنع بريطانيا من الانظمام بشكل كامل الي المنظومة الاوربية و وتبني عملة منطقة اليورو،علما ان مصطلح اليورودولار لا علاقة له بالعملة الاوروبية الموحدة والتي انطلقت في عام 1999، فاليورودولار مصطلح يطلق على الودائع الآجلة بالدولارالأمريكي الموجودة في بنوك اجنبية او بنوك امريكية خارج الولايات المتحدة بالتالي لا ينبغي الخلط بين مصطلح اليورودولار وعملة منطقة اليورو الحالية اليورو، الجدير بالذكر هنا هو ان سوق اليورودولار غير خاضع لانظمة وتشريعات بنك الاحتياطي الامريكي.
وقد نشىء سوق اليورودولار في الحي المالي بالندن في أواخر الخمسينيات الميلادية خلال الحرب الباردة وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م لتمثيل ودائع الدولار الامريكي من دون صرفها او استبدالها بالعملة المحلية في جميع أنحاء أوروبا وانما كانت تستخدم لشراء النفط الخام وسداد القروض لتجنب تحويل العملة المزدوج والتاثيرعلى قيمة العملة المحلية، حدث ذلك بعد تزايد حجم الودائع من الدولارات الأمريكية خارج الولايات المتحدة خاصة لدى البنوك الاوربية وذلك نتيجة لخطة مارشال لاعادة بناء اوربا الي جانب ارتفاع حجم الصادرات الي الولايات المتحدة التي أصبحت أكبر سوق مستهلك بعد الحرب العالمية الثانية، نتج عن ذلك وجود كميات هائلة من الدولارات الأمريكية في عهدة البنوك الأجنبية خارج الولايات المتحدة.
بما في ذلك الاتحاد السوفياتي، حيث كان لدى السوفيت ذلك الوقت حسابات مصرفية مقومة بالدولار الأمريكي لتغطية برامج الإنفاق المختلفة مع الغرب لكن بعد اشتداد الحرب الباردة خشى الاتحاد السوفيتي من أن تقوم الولايات المتحدة بمصادرة حساباتة المصرفية في الولايات المتحدة (كما فعل تشيس مانهاتن مع إيران بعد الإطاحة بالشاه) لذا تباحث الاتحاد السوفيتي مع عدد من البنوك البريطانية وتوصل معهم إلى إنشاء حسابات تمكن الوكالات السوفيتية من الحفاظ على حساباتها الموقومة بالدولار (بدلا من تحويلها إلى جنية استرليني)، بحيث تستخدم تلك الحسابات المقومة بالدولار لدفع فواتيرها بالدولارلجميع الموردين في الغرب ووافقت المصارف البريطانية على طلب الاتحاد السوفيتي بهذا ولد سوق اليورودولار لودائع الدولار الامريكي خارج الولايات المتحدة.
في الجزء الثاني سنتطرق الية عمل سوق اليورودولار, وكيف تسيطر بريطانيا من خلال بنوك الاوف شور التي يقدر عددها بالالاف حول العالم على مصادر التمويل العالمي حيث يستحوذ سوق اليورودولار الذي يقدر حجمة باكثر من 6 ترليون دولار على نسبة 90% من اجمالي القروض الدولية حول العالم.
للأسف بريطانيا جهودها سلبيه نحو الإتحاد الأوروبي.. وكما أن الأوروبيين ماضيهم تعيس قبل الإتحاد.. والولايات الأمريكية المتحدة تحاول جاهده على إنهاك الإتحاد الأوروبي حتى لاينافسها (وذلك سيحدث عندما يتحول إلى إتحاد الفيدرالي) وبريطانية تساعدها على ذلك.. المشكلات الإقتصادية في الإتحاد الأوروبي سيفكك الإتحاد ومن ثم تندرج كثير من الدول الأوروبية إلى التبعية الكاملة للولايات الأمريكية المتحدة.. ومشروع طائرة الأف 35 هو مشروع باطنه يهدف إلى إجهاض جميع مشاريع الطائرات الأوروبية المشتركة المستقبلة وخصوصا في ظل الأزمة الإقتصادية الحالية..
العالم يحتاج إلى تطوير الإتحاد الأوروبي وإلى تنفيذ مشروع الإتحاد الخليحي في أسرع وقت..