اصحاب المرونة و سرعة الحركة يكسبون بصورة دائمة، اتذكر تلك الحكمة كلما طالعت التطبيقات الشهيرة للهواتف الذكية، و كيف اعطت العوالم الافتراضية بعدا هاما متنوعا و قيما للاقتصاد العالمى حتى اصبح للدقيقة الواحدة ثمنا باهظا ... فخلال 60 ثانية على الانترنت تجرى 3.1مليون عملية بحث على جوجل و توضع 55.5الف صوره على انستجرام و ترسل 44.4 مليون رسالة على تطبيق واتس اب و تحمل 400 ساعة فيديو على موقع يوتيوب ، هذا بخلاف ما يجرى فى التطبيقات الاخرى فى نفس الدقيقة ايضا.
انه " الاقتصاد المعرفى " احدث انواع الاقتصاد و اكثرها ثراءا و نموا على مستوى العالم ، ففى البدء كانت الثوره الزراعيه تلتها الثوره الصناعيه و تغير وجه العالم الاقتصادى و الاجتماعى بالثوره التكنولوجيه حتى وصلنا الى الثورة الرقميه و بات ما يقارب من نصف سكان الارض مستخدمين للانترنت بصورة دائمه ( 7.2 مليار نسمه عدد سكان الارض منهم 3.2 مليار نسمه مستخدم للانترنت).
نصف هذا العدد الهائل يسكن دولة الفيس بوك التى تحتوى على 1.6 مليار مستخدم شهريا و تحقق صافى ارباح سنويه فى 2015 تقدر بـ 3.7مليار دولار ... و كيف لا تحقق شركة فيس بوك هذا النمو الكبير فى ارباحها و هى تعد من افضل اماكن العمل فى العالم حيث توفر لموظفيها البلغ عددهم نحو 6000 موظف كل شئ يتعلق بالرفاهيه الماديه و المعنويه من السكن و المطاعم و المدارس حتى صالونات الحلاقه ... و بالطبع تختلف طبيعة العاملين فى تلكك المؤسسه عن العاملين فى اى مكان اخر ، حيث تجرى لهم اسبوعيا جلسات للعصف الذهنى و اختبارات شهريه لأختيار اصحاب الافكار الخلاقه و الاكفاء ... هنا اختلفت طبيعة النشاط و جو العمل و تميز العامل البشرى و ظهر هذا على بيانات الشركة نفسها فــ 90% من نشاط الفيس يتم عن طريق الهواتف المتحركه و بلغ عدد المعلنين ما يقرب من 2.5 مليون معلن نشط على الفيس حيث يتزايد انتقال اموال الاعلانات فى صحف العالم الى الاعلانات فى المنابر الرقميه .
و كما نرى ان الاقتصاد المعرفى بنجومه البراقه يسبح بعيدا عن مشاكل النمو الاقتصادى العالمى فلا يؤثر فيه تباطؤ نمو و لا حتى انخفاض اسعار النفط ، ففى عام 1999 بلغت ثروة بيل جيتس 3 أضعاف ما حصلت عليه دولة الكويت من عائد النفط و صفقه شراء فيس بوك لتطبيق واتس اب ( 19 مليار دولار ) هى بحجم الاحتياطى النقدى لدول قائمه و غيرها من الامثله التى تخلق دهشه اقتصاديه و منفعه حقيقيه فى كل لحظه و تؤكد تراجع الاقتصاد التقليدى و ريادة الاقتصاد المعرفى المدهش.
رأئع بالتوفيق دائما
اشكرك
الله ينور ... استاذ محمد ... مقال رائع فعلا ومجهود اروع ... ننتظر المزيد من التألق دائما
اشكرك يا فندم
استاذ محمد مقال رائع وتحليل اكتر من ممتاز لأقتصاد استطاع ان يغزو العالم بشكل مدهش واصبحنا منساقين خلفه وكأنما اصبحنا منومين تنويما مغناطيسيا وبالأخص العالم العربي الذي اعتاد ان يكون مستهلكا مخلصا لكل ما ينتجه الغرب من تكنولوجيا دون ان نفرق بين الاستهلاك الرشيد و الاستهلاك العبثي بلا هدف او منفعة احييك مرة اخرى وفي انتظار ما هو جديد
اشكرك
من أروع ما قرأت في ألفا بيتا . بعيد كل البعد عن الغالبية التي هي وجهات نظر تغمرها الاخطاء العلمية وتعنث كتابها وتصلبهم امام ما يسبق أسمائهم من رموز ولاغير في كثير من الاحيان في عدم اصلاح الخطأ والنقاش والتعلم .... جزاك الله خير . مقال علمي تدعمه الارقام ولا عاطفة به .
اشكرك
مقال رائع وفي انتظار المزيد وبالتوفيق دائماً
اشكرك