" فى غياب معيار الذهب لا توجد طريقة تمنع التضخم من إلتهام مدخراتكم ، ليبقى هو الملاذ الآمن الحقيقى و الوحيد للحفاظ على القيمة عبر الزمن " ... هكذا تحدث " ألن جرينسبان " رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي فى الفترة 1987 - 2006 ، حينها كانت سبيكة الذهب " 400 أونصة " تعادل 220 الف دولار امريكى فقط بسعر 550 $ للأونصة ، أما اليوم و بعد عقدين من الزمان و الذهب عند 3000 $ تساوى السبيكة الواحدة 1.2 مليون دولار .
رؤية "جرينسبان - 99 عاما " التى تتأكد صحتها كانت قبل الأزمة المالية العالمية 2008 التى بخرت تريليونات الدولارات ، و قبل ولادة الملاذ الرقمى " البتكوين" الذى تم تسمين قيمته السوقية لتقارب حاليا 1.7 تريليون دولار ، و حتى قبل تفشى فقاعات القيم السوقية الهائلة لكبرى الشركات الأمريكية التى تتزعمها شركة " آبل " بنحو 3.1 تريليون دولار حاليا لتأتى فى المركز الثانى بعد الذهب الذى سجل متوسط قيمة سوفية تفوق العشرين تريليون دولار .
و حسب أحدث بيانات مجلس الذهب العالمي تصل احتياطيات الذهب السطحية عالميا الى 209 ألف طنا متريا مع وجود فوارق بنحو 20% وفقا لمصادر أخرى تصل بالقيمة السوقية للمعدن النفيس إلى نحو 24 تريليون دولار كأعلى قيمة تاريخية فى ظل تسجيله لقمم سعرية جديدة ، لينافس الملاذ الآمن جدا نفسه محتفظا رغم صخب و عبث و جنون الاقتصاد العالمي بقيمته الفريدة الخالدة .
لم ينبت ما سبق من فراغ بل من تراكم مشتريات البنوك المركزية حول العالم للذهب خلال أخر ثلاث سنوات التى فاقت فى مجملها السنوات الست السابقة لعام 2022 ، فمنذ ذلك العام حافظت المركزية على مشتريات تفوق الألف طن سنويا لتنتهى فى عام 2024 بأقتناء نحو 1045 طن ، فى كشف واضح عن معضلة تقول بأنه إذا زادت شهية الاستثمار فى الذهب ارتفعت حظوظ ركود الاقتصاد العالمى الورقى .
ختاما ... يبدو أن الذهب سيتألق أكثر و أكثر لعدة أسباب أهمها تلك الزيادات المسعورة فى الدين العالمى خاصة الأمريكى الذى حسب التوقعات قد يصل إلى 40 تريليون دولار خلال 2025 فى خضم معارك تجارية و جيوسياسية لم تبلغ ذروتها بعد ، و فى ظل عوار نظام مالى يصر على ممارسة عقيدة الصدمة لا الإصلاح ... أو كما قال السياسى و الصحفى البريطاني " وليام ريسموج " الحكومات أدمنت الكذب و الذهب وحده يحكى الحقيقة .
خاص_الفابيتا