الاقتصاد أقل العلوم غزارة وأسهلها فهماً إلا أنه أوسعها إحاطة وأمنعها على العقول إدراكاً وأصعبها على الإطلاق تطبيقاً.. فالاقتصاد علم محدود يعتمد على منطق بسيط لكنه عميق ودقيق.. فهو علم منطقي يتبع سلوك التجمعات الإنسانية في أسواقها.. وهنا تكمن مَنعَته وصعوبته.. فلا يستطيع أن يفهم الاقتصاد إلا ذو نفس مكاشفة لنفسها خلقة، وعقلية لا يحجب منطقها التغيُّرات والتبدُّلات.. فسلوك البشر في الأسواق أبعد ما يكون عن المثالية، وأقرب ما يكون للتبدُّل والتحوُّل.. ولذا أَفشَلُ التنظيرات الاقتصادية أكثرها مثالية.
من قبل ثلاثة أشهر كتبت مقالاً بعنوان: «عسى أن لا نكون نقترض من احتياطياتنا».. وقد كان المقال مجرد استرسال عقلي (لا بحثي) في ردي على تصريحات سطحية غير دقيقة، لاقتصادي مشهور، في طاقة البنوك لتمويل الدولة.. وتوقعت أن الرسالة الأهم قد وصلت، فنسيت الموضوع، ولكن يظهر أنها لم تصل.
فالدولة تقترض بالريال السعودي من البنوك لتسددها مرتين.. مرة للبنوك ومرة بسحبها من الاحتياطيات.
والوقوع في خطأ عظيم كهذا، إنما هو مجرد بعض سلبيات التبعية للمستشار الأجنبي الذي لن يستطيع التكيف ليتصور حال اقتصادنا حقيقة.. فهو وإن كان خطأ غير مقصودٍ في أصله والله أعلم، إلا أن الإصرار على إخفاء المعلومات وتمويهها، فيه مجال تهمة لفساد إداري وعلمي ومهني ولا يبعد أن يكون بعضه مالياً.. (فأسوأ الوزارات في مصادر المعلومات وزارة المالية خصوصاً فلا ينازعها في المركز الأخير أحد.. وتأتي مؤسسة النقد مع غيرها في سوء معلوماتها، - نسبة لأهمية شفافيتهما وكثرة معلوماتهما وتفرعها -).
* وكوننا نختلف عن الدول الأخرى في عملية الاقتراض هو كون اقتصادنا وسوقنا وحركة نقودنا كلها قائمة على الميزانية، فجميع دخل الدولة من النفط مباشرة أو غير مباشرة أي من عوائد النفط من استثمارات متنوعة.. وأما مصروفاتها فجميعها، أكثر منه، سيجد طريقه للسوق الدولية.. فما تقترضه الدولة من البنوك من الريالات بيد لتعطيه لأبنائها وتصرفه على مشاريعهم محلياً، تعود وتبدّله لهم بالدولارات باليد الأخرى من احتياطياتها الأجنبية، أو دخل البترول، أو ما تقترضه بعملة أجنبية.. ونادراً ما تأتي سنة تكون فيها الريالات الخارجة أقل من المصروفات الفعلية للدولة، وبخاصة في سنوات الشدة.. ومتوسط الفرق بين حجم الصرف الفعلي والخارج من النقد من عام 1973 إلى 2014 حول فرق سلبي بـ 21 ملياراً سنوياً تزيد على مصروفات الميزانية تخرج من السعودية، وهذا من دون حساب عام 1990.
* فليس هناك فرق مطلقاً من حيث فكرة الميزانية السعودية في سنوات الطفرة عنها في سنوات الشدة.. فالميزانية السعودية - كنظام النقد السعودي - تعمل على الديناميكية القديمة (كنظام الذهب)، فلهذا أستغرب أن لا يفهمها الناس.. فكما كان قديماً فالحكومة تسك فلوساً مقابل ما عندها من الذهب.. وهذه الفلوس صالحة داخل الدولة فمتى خرجت فلا بد من استبدالها بالذهب.
* فالحكومة تبيع البترول بالدولار وتقدمه لمؤسسة النقد التي تصدر مقابلها ريالات.. فتصرفها الدولة على الناس فيأخذها الناس ويخرجونها سريعاً للخارج لشراء حاجياتهم.. فهنا تسترد مؤسسة النقد الريالات وتتخلى عن الدولارات التي أعطتها إياها الدولة.
* والخطأ أتى من اختلاط وضعنا بالفكر الحديث للاقتصاد النقدي وطريقة عمل الميزانية والبنك المركزي، أي الديناميكية الحديثة.. وهو مفهوم قائم أساساً على أن البلد ينتج إنتاجاً حقيقياً لا صورياً.. فكل نشاطات المجتمع السعودي قائمة على الميزانية بدليل - على حسب ما توفر لي سريعاً بعد منتصف الليل من معلومات بعض الدول - إنها الميزانية الوحيدة تقريباً في العالم التي يقارب أو يزيد حجمها على حجم عرض النقود!.
هذا شيء مهول مريع، فهذا يعني أن المجتمع لا ينتج شيئاً مطلقاً. حتى دوران النقد ومضاعفاته قائم على الإنفاق الحكومي.. ولا تجد لمثل هذا شبيهاً قط، في دول العالم ولا توجد له نظريات في علم الاقتصاد، ولهذا يصعب تصور المسألة على الأجنبي، أو يسهل عليه التلاعب بنا، وبخاصة في اعتماد العقل السعودي على المستشار وخلوده للدّعة منذ عقود طويلة، فلا المستشار مدرك للوضع أو مخلص النية، ولا العقل السعودي الاقتصادي اعتاد الاعتماد على نفسه ولو على الأقل بتوجيه المستشار.
* ولأقرِّب المفهوم، فاقتصادنا كاقتصاد مزرعة كبيرة فيها عوائل لحمة واحدة.. فهم يزرعون القمح ليأكلوه.
وكلما زاد إنتاجهم لقمحهم زادت رفاهيتهم.. ولكن قمحهم لا ينتج بذوراً مُخصبة بل بذوراً عقيمة لا تنتج قمحاً.. وسيد المزرعة يملك منجماً للذهب.. فإن أنتج المنجم الذهب، اشترى السيد لهم بذوراً من السوق بالذهب وأُتي بها لهم ليزرعوها، فكلما زاد إنتاج المنجم كلما اشترى لهم بذوراً أكثر فزرعوا أكثر وأكلوا أكثر وازدادوا سروراً وسُمناً، ولكن لو انقطع منجم الذهب لعجز صاحب المزرعة عن شراء البذور.. فهل يعقل أن يقوم السيد باستدانة بذور داخل مزرعته، وهي بذور عقيمة.. فقد فعل، اللهم إنه استبدلها من بذور اشتراها من الخارج من ذهبه الذي أراد توفيره بالاستدانة.
* وللبذور جانب تشبيهي آخر.. فالقمح هو ما نبنيه من جامعات وطرق وبيوت، والبذور هي الفكر والمحرك الاقتصادي الذي يحقق النمو.. ولذا نحن لا نحقق التنمية ولا تنفعنا ماكنزي.
* ولذا تحمَّلت الدولة ديناً محلياً ثم عادت وخسرت مقابله بالضبط أو أكثر من احتياطياتها، وهي تفعل الآن الشيء نفسه ولكن بخفية وسرية مع البنوك. ولِمَ السرية؟ لا لشيء، إلا أن وجدنا آباءنا كذلك يفعلون؟.. ولهذا سنأكل المقلب مرة أخرى، لنتحمّل ديناً محلياً ندفعه من احتياطياتنا ودخل بترولنا.
* أصعب المشاكل وأعوصها على الحل غالباً تكون أبسطها وأوضحها، ولذا يصعب على الغير تقبُّلها، فيجحدونها بقصد وبغير قصد.. ويسهل عليهم جحودها عدم تصديق الغالبية لبساطة الأمر، ولذا يستمرون على الخطأ عناداً ولكي لا يظهر الأمر للعامة.. كدحض دعوى ربوية النقد.
صعبت عليهم لسهولتها، وكعدم فهم الغالبية لانكشاف البنوك في اكتتاب الأهلي، لوضوحه وظهوره وعظمة حجمه وخطورة جرمه.. فالله المستعان.
نقلا عن الجزيرة
الاخ حمزة السالم ، نصيحة لك من اخ محب : اترك حكاية النقد والاوراق النقدية فهي مجرد رأي لك ولمجموعة معك ولم تصل لمستوى المسلمة حتى تحشرها في كل مقالاتك وتعير بها المجتمع ، وعيك و جأتك
يتركها لأنصاف المتعلمين والمدعين علما الذين ورطوا صاحب القرار و اقتصاد البلد .. يتركها للمطبلين والمادحين زورا .. د حمزة نرجوك ان تستمر بمقالاتك النوعية والصادقة
اذا استطعت اثبات خطأها لك مليون ريال مني وشرايك؟ نصيحة من محب: اترك عنك الفلسفة ترى مو كل شيء تفهم فيه
لو يسرق منك مليون ريال كان طالبت بالحد الشرعي على السارق رغم انها ما تساوي درزن دفاتر ابو ١٠٠ بالنسبة للي يرونها مجرد ورق وليست نقود ، الموضوع يحتاج لنماذج اخرى يقاس عليها ، اما حصر الامر بين ان تكون نقود او لا شي فهذا غير منطقي
ثم انكم معشر المتحمسين لهذه الفكرة فيكم عنطزة بنسب سامة تجعل الناس تتجنب الحوار معكم
أتفق مع السبيعي، مقال د. حمزة السالم جميل وثري، لكنه ختمه بخاتمة ذكرتني نكتة عن طالب راسب في مادة التعبير https://m.facebook.com/notes/persatuan-bahasa-arab-malaysia-pbam/%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1/10150552392477423/
هو يقول انها نقد مو ورق ماله قيمة، واضح انك مافهمت الفكرة ولو فهمتها كان اقتنعت فيها ببساطة، وهذا سبب عدم رد بن منيع عليه لانه يعلم انه على حق.
تتمة : وعيك وجرأتك رائعين ولكن يخربها حماسك المفرط لرأي قديم
مقالك عن انكشاف البنوك ومؤسسة النقد هو من اصدق وافضل المقالات .. مقال جريء وبالأرقام كشف تلاعب خطير كاد أن يهز سمعة النظام المصرفي والبنكي في البلد .. ولو حصل في أي بلد آخر لتم اقالة محافظ البنك المركزي ووزير المالية وكل من كان خلف ذلك القرار المتهور والمزور للواقع
لم اتمكن من اكمال المقال اما ان الكاتب لايملك القدرة على ايصال المعلومة بطريق اسهل او انه يعقد الامور لكي يريحنا من تعب قراءة المقال !!!
الفكرة بسيطة جدا في مقالة لكن اسلوبه مربك. وهي ياسيدي كالتالي: الاقتصاديين يقولون يجب المحافظة على مستوى معين من الانفاق حتى لايتأثرالنمو الاقتصادي المشاريع التنموية للدولة، لكن بما ان البترول منخفض وللحفاظ على الاحتياطيات يجب تمويل العجز بمزيج من السحب من الاحتياطي والاستدانة من البنوك. حمزة يقول/ ان الاستدانة من البنوك بالريال عبثية لأن ضخ هذه الريالات مرة اخرى في الاقتصاد لافائدة منه لانها ستتسرب مرة اخرى للخارج على شكل واردات وبما انه لايمكن دفع قيمة الواردات الخارجية الا بعملة احتياطية هذا يعني ان هذه الريالات سترجع مرة اخرى لمؤسسة النقد لتستبدلها بعملة احتياطية لدفع قيمة الورادات وكنك يابوزيد ماغزيت بالعكس بتدفع فوائد على القروض. طبعا يحتاج اثبات ان الامور بهذه البساطة وان اقتصادنا بهذا الدرجة من الخواء وانعدام القيمة.
ما يظهر لي يا اخي الذئب الذكي منطقيا هو ما قاله الدكتور حمزه حتى قبل ان يكتب مقالته فقد كنت اتسائل عن هذا الامر وبما انه كتب عنه اذن المسألة لم اكن اتسائل عنها لوحدي بل شخص قوي معرفيا ومتخصص في مجاله وكنت كذلك اتسائل عن لماذا لا نطبع اموالنا لكن بنظره بسيطه على اقتصادنا يظهر انه ضعيف ورخو ولا يقوى على طباعة الريال دون ارتباط بالدولار واغلبه استهلاكي يسرب اموال البلد الى الخارج في بعض الاحيان ارسم سيناريوهات سوداويه في مخيلتي مثل انتهاء النفط وتعطل مضخات تحلية مياه البحر ما هو الحل الذي يمكن تنفيذه للخروج من الازمه وهكذا .
شكر استاذي الكريم وفيت وكفيت
كلام الكاتب خطير يحتاج الى مناقشة
👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻
من خرج من أزمة الرهن العقاري سالم عام 2008 ليس بحاجة لمن يعلمه سياسة الاقتصاد فكثير ين من مسؤلي الدول انتقدوا سياستة عام 2008 وتورطوا وضاعت مدخدراتهم
لماذا لا نريد ان نعترف، ان النفط هو مصدر الدخل الوحيد، واننا لم نقم بجهد حقيقي لتنويع مصادر الدخل، العام القادم سيكشف الحقائق
فعل وزارة المالية ليس لها هدف للمستقبل هم الوزير المنصب والتميلح امام المسؤلين.اني فاهم..
د حمزة انت لم تحسب تكلفة الاستدانة من الخارج فتكلفة الاستدانة من الداخل اقل بكثير واذا ردك على العملة فالدولة لديها احتياطيات من الدولار تكفيها بالسحب منها للتعويض فعمل وزارة المالية صحيح .
ماعلاقة المستشار الأجنبى بالتخطيط لوزارة المالية !!! الآ تعلم يا بروفيسير أن الأقتراض الحكومى لايتم الآ بموافقة ودراسة وافية من مجلس الوزراء والجهات السيادية ، كلامك يبدو لى يخلو من الموضوعية وغير واقعى أعتذذر عن رأى شخصى قد يجانبه الصواب
لو يلغون الريال ويخلونه دولاراريح /اكبر المستفيدين من وجوده محلات الصرافه