الحديث مجددا عن السياسة وتحكمها في الأمور بغرض تحقيق المصالح، ولهذا السبب فإن "أوبك" لا مانع لديها لوضع العربة أمام الحصان بغية الوصول للهدف، ولكن هل حقا يوجد هدف؟
إذا كان ذلك لإخراج منتجو النفط الصخري أو الحجري من أرض المعركة فهذا رهان خاسر، وهو يشبه تماما الرهان على عدم تسيد السيارات كوسيلة نقل وترحال قبل أكثر من مئة سنة وتواصل عربات الخيول والبغال إلى الأبد، لا أظن أحدا يقبل هذه الفرضية.
وبنفس المنطق يكون خاسرا إذا ظن أحد قبل عدة سنوات فقط أن الجوال الذكي لن يزاحم الكمبيوتر التقليدي في سوقه بل يخرجه من المنافسة، وإلا ما صار حال شركة "اتش بي" الكبرى على ما هي عليه الآن، وتتربص الأجهزة القابلة للإرتداء مثل "آبل ووتش" بالجوال لنفس الأسباب وهلم جرا.
الإشكالية إن فترات التحول في تاريخ البشرية لا يمكن الإحساس بها في مدى زمني ضيق، فاستبدال تقنية محل أخرى يتغلغل بسرعة السلحفاة –ان جاز التعبير- لذا فهو بطيء وغير محسوس لكنه متواصل ويتقدم ويفرض نفسه.
وحتى لو أفلست شركات، فإن تقنيات النفط الصخري لن تموت أو تذهب لغياهب النسيان، وإلا كانت فقاعة "دوت كوم" عام 2000 ايذانا بنهاية عصر الإنترنت وشركاته التي تملأ الدنيا وتشغل الناس حاليا رغم الخسائر الضخمة التي تكبدها المستثمرون آنذاك.
يجب أن نفرق تماما بين إخراج شركة أو اثنين أو حتى عشرين من السوق، وبين إخراج التقنية التي تعمل بها وإحالتها للمعاش، الأولى ممكنة أما الثانية فلا.
وبالعودة إلى السياسة فإن الاتفاق الذي توصلت إليه ايران مع ما يسمى القوى الدولية "5+1" في وقت سابق هذا العام مهد الطريق لرفع العقوبات عنها ومن ثم عودة شهيتها لسوق النفط لتعويض الكثير مما فاتها، وسط توقعات بضخ طهران كمية اضافية تناهز مليون برميل يوميا ضمن سوق تئن من فرط التخمة.
لكن عودة ايران تأتي في ظروف مغايرة، حيث أنها تثير القلاقل في المنطقة بدعم الحوثيين في اليمن، ومن ثم وضعها في مواجهة مباشرة مع الكيان الأكبر في "أوبك" وهو السعودية أكبر المتضررين جيوسياسيا من هذا الدعم.
ومن وجهة نظرى فإن المواجهة الحقيقية بين ايران والمملكة ستكون في سوق النفط رغم أنها بدأت في "أوبك"، لكن حقيقتها البائنة ستظهر في السوق حيث التنافس على الحصص، لكن يبقى انعكاس السياسة حاضرا في اجتماع الجمعة الماضي حيث الإنقسام والمراوغة في صياغة البيان الختامي.
ودليل ذلك بجانب عدم التصريح رسيما برفع سقف الإنتاج الذي كان سيعني ضمنياً موافقة السعودية ولو بشكل غير مباشر على رفع الإنتاج الايراني، بل أكثر من ذلك وهو تجاوز الإنتاج الفعلي حدود 32 مليون برميل، وهذا شيء لا تقبله المملكة.
ومن المراوغة وعدم الوضوح أيضا عدم تحديد تضمين اندونيسيا العائدة بعد غياب ضمن نطاق الإنتاج المعلن عنه في حين أن الدولة الآسيوية نفسها تنتج قرابة 833 ألف برميل تقريبا في اليوم وتستهلك أكثر من ضعف هذا الرقم.
والمتابع لإجتماعات "أوبك" قبل اتفاق ايران النووي، سيجد أنها لم تكن "عاصفة" أو بهذه الدرجة من الإنقسام، فكان قرار ترك سقف الإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 رغم ما سببه من ردة فعل سلبية على الأسعار، لكنه لم يظهر ضعف "أوبك" كما فعل اجتماع الثالث من ديسمبر/كانون الأول.
"أوبك" باتت أضعف، والإشكالية في اجتماعها الأخير أعمق من سقف انتاجها الذي اعتادت على تجاوزه، أى أنه فعليا مجرد تحديد شكلي أكثر منه فعلي، لذا فعدم الإتفاق، أو بالأحرى الإنقسام وتوتر الأعصاب الذي غذاه تواصل تراجع أسعار النفط هو مرضها العضال الآن.
ولأن السياسة تلعب دورها فإن توسيع نطاق نفوذ "أوبك" بشكل مؤثر وحقيقي يظل مشكوكا فيه، لأن من الصعب انضمام دولة بحجم روسيا إلى التكتل، ومن ثم ستكون غالبا في تصادم مع المملكة لتحركاتها حماية لمصالحها في المنطقة إن لم نقل أطماعها.
وتبقى الإشارة إلى أن ايران كما تثير القلاقل في المنطقة، فإنها تثيرها في "أوبك"، والأهم ما ستثيره في سوق النفط عندما تعود له مطلع العام القادم-كما تشير أغلب التوقعات، ولهذا يجب أن تكون الاستراتيجية جاهزة لمواجهتها في المعركة الفعلية.
ولماذا نترك الاسعار تنهار ونبيع ال 10 مليون برميل بقيمة ال 3 مليون برميل عند الارتفاع؟ ولماذا هذا الطمع والجشع واغراق الاسواق بالمنتج ؟ زلماذ ا نريد ان نبيع الكثير من البترول ونحرم الشعوب الاخرى من البيع؟ حتى الطماط يرمى فى ا لاسواق اذا زاد الانتاج والذى يستخدم في جميع البيوتك ولماذا لا نكتفي ببيع 5 مليون برميل يوميا؟ وترتفع الاسعار ونحصل على مبالغ كبيره ونترك للدول الاخرى بعض حصصص السوق؟ ولماذا هذا التنافس غير المحمود في البيع من اجل الحاق الضرر بالاخرين ولماذا لا نتعلم من اوروبا التى تتدخل حتى في المحاصيل الزراعيه كي لايحدث اغراق في المنتجات بين دول الاعضاء؟؟؟؟؟!!
لايمكن أن تكتفي السعودية بانتاج 5 مليون برميل لأنه بكل ببساطة تستهلك أكثر قليلا من 3 مليون برميل داخليا وفي حال تم تخفيض الانتاج لـ 5 مليون برميل يتبقى أقل من مليوني برميل للتصدير وبما أن النفط الذي يباع داخليا يباع بسعر رخيص جدا فإنه في هذه الحالة ستنخفض الايرادات الى حوالي الربع شكرا للكاتب
نعم صحيح وللعلم فإن استهلاك النفط في المملكة هو الأعلى عالميا من حيث نسبة النمو خلال العام الماضي لتوليد الطاقة(حوالي 3.2 مليون بوميل/يوم بنسبة نمو 6.5%) ، حتى بغض النظر عن تزايد الاستهلاك المحلي الذي بات واقعا مع زيادة التنمية الصناعية فإن خفض الإنتاج الموجه للتصدير لا يفيد المملكة حاليا مع "التقاتل" على حصص السوق خصوصا ان التكلفة أقل كثيرا مقارنة بمنتجين آخرين.
هناك مشكلتين في موضوع النفط .... اولا ان الدول التي دخلت سوق النفط كدول منتجه وبائعه زاد عن السابق بكثير سواءا نفط تقليدي او مايسمى النفط الصخري وخاصة من دول خارج اوبك وهذا ماجعل عملية التنسيق والتفاهم لخفض الانتاج والتأثير على الاسعار اصعب من السابق بكثير .... ثانيا .. داخل اوبك اشتدت وزادت الخلافات السياسيه مما ادى الى صعوبة تحقيق اي اتفاق على اي امر يخص الانتاج .... ايران اصبحت دوله اكثر عدائيه وطغى على تصرفاتها ( الحقد السياسي ) واصبح اجراء اي اتفاق معها او تفاهم بالغ الصعوبه ان لم يكن مستحيلا .......
يتبع ... تتحدث ايران عن ضرورة رفع الاسعار وتشتكي اكثر من الدول الاخرى من انهيار الاسعار وتتهم الاخرين وخاصة السعوديه ودول الخليج بزيادة الانتاج وفي نفس الوقت لا تبدي اي رغبه للتفاهم على خفض ( جماعي ) للانتاج لدعم الاسعار لا بل تتبجح بانها سوف تزيد انتاجها مليون برميل حال رفع العقوبات عنها العام القادم !!!
ايران حصلت على "زخم سياسي" من الاتفاق النووي، فعدو الأمس صار صديق اليوم على الأقل بالنسبة لأمريكا، وهي تحاول توظيفه داخل "أوبك" لكنها اصطدمت بقوة مع السعودية حتى مع اطماعها الجيوسياسية في سوريا واليمن، وكذلك العراق، وبالطبع هي تلقى دعما غير معلن من الأخيرة في اوبك بعد سيطرة المد الشيعي على مفاصل الدولة.
شكرا أستاذ خالد,, ارباثنى عشر نقطه: 1- المعركه بين منتجي النفطالتقليدين والصخريين لم تنته بعد( ننتظر حتى نهاية النصف من 2016 لنحكم) 2- الامريكيين حاليا يعترفون بتأثر الانتاج لديهم سلبا ويتوقعون زياده في الانخفاض في الفتره القادمه 3- الشركات الكبرى قلصت كثيرا من استثماراتها المستقبليه 4- نقص الطلب العالمي هو المؤثر حاليا في انخفاض الاسعار مع تمسك كل دول بحصتها 5- كان انتاج السعودي اكثر من 10 مليون برميل في بداية الثمانينات واستهلاكها كان ربع الاستهلاك حاليا 6- فرنسا كانت تراهن على تسيد انتاج الكهرباء من المصادر النوويه وانتهى الحال بتوقف امريكا عن بناء مفاعلات ولمانيا ستغلق آخر مفاعل في 2022 ووضع اليابان مع النووي مؤلم لها ولمن يفكر في كهرباء (( نوويه)) 7- ما ذكرته من عدم موت النفط الضخري يعطي اهميه كبيره للنفط التقليدي وليس العكس 8- فرصه كبيره للسعوديه لتراجع مصادر الدخل وترشيد الاستهلاك وسياسة الدعم 9- ارامكو تتجه لأن تكون الزبون الاكبر للنفط السعودي الثقيل( والغير مرغوب فيه حاليا من كثير المصافي سيصل استخدام النفط لأكثر من 5 مليون برميل في مصافيها الداخليه والخارجيه) 10- نمو اعداد السيارات الكبير بالصين سيكون محرك قوي لقطاع التكرير لاحقا وبالتالي زيادة الاستهلاك للنفط 11- ليس هناك أفضل حل للسعوديه سوى سياسة السوق هو المحدد للأسعار , واللي يجي متأخر هو اللي يطلع من الملعب 12- اذا السعوديه متأثره من انخفاض الاسعار فملالي ايران وجماعة العبادي هم الاكثر تضررا وبمراحل