مثلما يحرص الكتّاب على رصد السلبيات، على أمل المساهمة في علاجها، فإن عليهم إبراز الإيجابيات أيضاً، ليشعر المجتمع أنه سائر في طريق الإصلاح الاقتصادي الصحيح.
ولا أجد إيجابية أبرز من كل محاولة تتم لكسر احتكار ما، واستبداله بمنافسة شريفة، وعادلة، تقود دائماً، وأبداً، إلى تحسّن الأداء، والخدمة، وانخفاض التكلفة على المستهلك. وهنا سأذكر ثلاثة أمثلة إيجابية:
المثال الأول: عندما أعلن عن منح الرخصة الأولى لإذاعة الإف أم، مقابل مبلغ (75) مليون ريال، ستذهب إلى خزينة الحكومة، وسيليها خمس رخص أخرى، فمن المؤكد أن المستمع سينعم بتنوع يتناسب مع مختلف الأذواق، والأهواء، وسيحصل المعلن على وسائل إضافية لإيصال إعلاناته إلى المستهلك، وعلّ المستثمر يحصل على عائدٍ مقبوٍلٍ لاستثماره.
المثال الثاني: بعد احتكار استمر لسنوات لصالح شركة سابك، قامت شركة أرامكو بتخصيص كميات من الغاز لشركات أسسها القطاع الخاص، وقد بلغ عدد تلك الشركات (10) شركات. وهي اليوم تنتج، أو في طريقها لإنتاج مختلف أنواع المنتجات البتروكيماوية، وستعمل جميع تلك الشركات بقيادة سابك، لإيجاد مكان متميز لها عند التصدير خارج المملكة، أما في الداخل، فسيسعد مصنعو الصناعات التحويلية، بأنه سيكون لديهم أكثر من مصدر لشراء احتياجاتهم، وسيمكنهم التعاقد لآجال طويلة. ومرة أخرى كل ذلك يحدث بفضل كسر الاحتكار.
المثال الثالث: الاتصالات: كثير منا يتذكر الأيام الخوالي البائسة، عندما كنا نبحث عن واسطة للحصول على خط تلفون، وبعد كسر الاحتكار، تحقق المتوقع من انخفاض في التكلفة، وتحسن في الأداء. بل أكثر من ذلك، بدأنا نشهد منافسة محمومة بين الشركات الثلاث، العاملة لاستمالة العميل، وإن كانت كل منها قد سارت في طريق مختلف عن الأخريات، وكان الاختلاف بينها على النحو التالي:
أ – زين: عند كتابة هذا المقال، فإن الشركة تحاول معالجة وضعها المالي، والذي نتج من أنها اعتمدت على قروض قصيرة الأجل، لتمويل أصول طويلة الأجل، وبدون تدفقات نقدية كافية لخدمة الدين.
ب – شركة الاتصالات: ورثت إرثاً ثقيلاً من وزارة الهاتف (باستثناء العقار)، وفي مرحلة احتدام المنافسة المحلية، توجهت الشركة لاستثمارات خارجية، وهو مثّـل إشغالاً للإدارة العليا، عن معركة المنافسة الداخلية، وهي الأهم، والأكثر ربحية. ولذلك جاءت النتائج المالية لعام 2009 ، أقل، من حيث تباطؤ نموها.
ج – اتحاد الاتصالات: استفادت الشركة كثيراً من عدم وجود إرث سابق، ورتبت تمويلاً يتلاءم مع تقديرات تدفقاتها النقدية، ولذلك هي اليوم الأسرع نمواً، رغم أن شبكتها لم تكتمل بعد. (وليس لدي معلومات حالية عن شركة عذيب، بعد).
لكل ذلك أرجو أن تكون هناك دائماً، وأبداً، منافسة بين أكثر من شركة، وأتمنى أن نتخلص من بقايا نظام الاحتكار، أينما وجد، مثلما حدث هنا في الأمثلة الثلاثة الناجحة.
قطاع الاتصـالات مثال رائع للاثار الأيجابيه للخصخصه . لكن ضعف الإراده السياسيه منع من تكرار هذه التجربه الناجحة في باقي القطاعات المحتكره من قبل الدوله