بين ترقب العالم لقرارات جديدة للفدرالي الأمريكي والمتوقع خلالها رفع اسعار الفائدة وبين قرارات المركزي الصيني الذي خفض بموجبها أسعار الفائدة لدعم إقتصاد الصين الحقيقي كما صرح بذلك رئيس وزرائها علامات إستفهام كثيرة أخذت مساحة شاسعة من التوقعات والتحليلات.
أي قرار برفع الفائدة الأمريكية من المتوقع انه سيؤثر إجمالا على الإقتصادات النامية، وسيعرقل حركة رؤوس أموال كان يمكن أن تساعد في النمو الإقتصادي لتلك البلدان، وهذا ما يقلق العالم اليوم، في ذات الوقت علينا أن لا نتجاهل سياسة التيسير الكمي التي يتخذها البنك المركزي الأوربي والاتجاه القوي لدعم إقتصاد منطقة اليورو التي أعلنها البنك الأوربي وهذا يبين بجلاء ما سيعانيه الإقتصاد الصيني في الأمد البعيد ولا سيما وهو يشهد حالياً إنخفاض ملحوظ في الواردات وتباطؤ في النمو رغم سياسة تخفيض أسعار الفائدة.
والأن أصبح الخطر أكبر إذا وضعنا في الإعتبار أهم الأحداث الحالية وهي الإنخفاض الذي تشهده أسعار النفط واتجاه رفع أسعار الفائدة الأمريكية والتي أصبحت حتمية حتى لو تم تأجيلها ولكن ستصبح المسألة مجرد وقت.
قد يبدو الأمر في ظاهره إتجاه لإصلاحات إقتصادية أوربية أمريكية، ولكن بعد إتجاه الصين الى تحرير عملتها، وإخضاعها لألية السوق، سيتضح إنها ترتيبات واضحة وحرب إقتصادية خفية لكبح جماح أكبر ثاني إقتصاد في العالم ومؤثر قوي على الأحداث، لدرجة وصفه البعض بجمل على شاكلة (إذا عطست الصين يصاب العالم بالزكام).
ستقف الصين أمام تحدي كبير جداً، وهو تحدي دعم إقتصادها، وجذب رؤوس الأموال والمحافظة على النمو الذي تحقق في السنوات الماضية، وتوطين رؤوس الأموال، وعلى الرغم من التطمينات التي تطلقها بأن الصين مصدر نمو ولا تشكل خطرا على العالم، وتأكيداتها المستمرة بان إقتصادها مقاوم للصدمات ويمتلك الموارد الكافية لمواجهة أي هبوط إقتصادي حاد، وانها على الطريق الصحيح لتحقيق كافة الأهداف الإقتصادية، الا أن البعض يشكك في هذه القدرة.
وتتجه الصين الى تحقيق معدل نمو يصل الى سبعة في المئة وهذه النسبة هي الأقل منذ ربع قرن، وتسعى الى تنفيذ حزمة من الإصلاحات المركزية لتعيد العافية لإقتصادها، ولكن هل ستنجح الصين في التحدي الحالي؟
اذا وضعنا في الإعتبار الاتجاه القوي لمعظم البنوك المركزية الى ضخ سيولة نقدية الى إقتصاداتها لمواجهة الإنكماش الذي بدأ يطل عليها، بالاضافة الى تقلبات النفط وصعوبة وضع توقعات لأسعاره المستقبلية، والترقب الحذر الذي يلازم البورصات العالمية بعد الهزة الأخيرة التي تعرضت لها والخسائر التي تكبدتها بسبب التخفيض المفاجئ لقيمة العملة الصينية؟