وزير المالية السعودي.. أسمعنا صوتك

24/08/2015 2
عبد اللطيف الملحم

يعتبر وزير المالية السعودي معالي الدكتور إبراهيم العساف من أكثر وزراء المال والاقتصاد نفوذا على مستوى العالم.

وللأمانة يتمتع هذا الوزير بشخصية جاذبة وأسلوب راق في الحديث لديه قدرة على مجابهة أعتى خبراء الإعلام المتخصصين في التحليل الاقتصادي. ومنذ تعيينه وزيرا للمالية في العام 1996م فكل ما كان يقوله كان العالم ولا يزال يأخذ كلماته بجدية كبيرة.

وعكست أحاديثه وتحليلاته في الماضي صحة أمور كثيرة بالرغم مما كنا نراه من تقارير وأبحاث، ولكن اتضح أن كلام هذا الوزير كان الفصل بين المعلومة الصحيحة والتحليل المبهم.

وفي الوقت الراهن رأى العالم أجمع هزات اقتصادية عنيفة بدأت بتباطؤ اقتصادي في الصين ومشاكل اقتصادية هزت كيان الوحدة الأوروبية وتقارير غير دقيقة حيال النفط الصخري وغيرها.

وقد بدأ يظهر أثر ذلك على اقتصاديات المملكة التي يمثل إنتاج البترول فيها جزءا كبيرا من الدخل القومي في المملكة، إضافة إلى ما يحدث في دول محيطة بالمملكة.

ومع أن المملكة لديها قدرات كبيرة على تحمل هزات اقتصادية كبيرة إلا أننا رأينا أسواق المملكة تهبط في إشارة إلى أن هناك تأثرا مباشرا فيما يحدث. وهذا أمر طبيعي رأيناه من قبل.

ولكن ومنذ أشهر بدأنا نرى تحاليل ومقالات صحفية في كبرى صحف العالم تتحدث عن المملكة بأمور نرى أنها مبالغ فيها. ولكن وبصراحة فإن لم يتحدث أصحاب الشأن لدينا فالمواطن في المملكة سيقرأ ما يكتبه الآخرون.

وللأمانة فكل مواطن ومواطنة في المملكة يتمنى من معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف أن يعقد مؤتمرا صحفيا أو يقوم بعمل ندوة ليتحدث مع المواطن.

ويقول لنا بكل شفافية ماذا يجري في العالم وفي محيط بلادنا فيما يخص ما يحدث في عالم الاقتصاد، والمواطن السعودي لديه وعي وحس وطني سيتفهم ما يجري ما دام الحديث يأتي من وزير ماليتنا.

والكل يتذكر قبل سنوات الشفافية التي صاحبت الإعلان بعدم نشر ميزانية المملكة في وقت كانت أسعار البترول قد هبطت إلى مستوى 8 دولارات للبرميل الواحد وسط ظروف محيطة بنا ليست جيدة. ومع ذلك تقبل المواطن الأمر بكل أريحية لأن الوطن يمثل الأهمية الأولى لدى المواطن.

ولهذا فمن الضروري أن يتحدث وزير ماليتنا ويشرح لنا أمورا حتي لا يتشتت ويتحير المواطن عندما يقرأ ما يكتبه الآخرون في الصحافة وخاصة الغربية أو ما قد ينشره البنك الدولي. وبالطبع هناك من سيقوم بالاصطياد في الماء العكر بإضافة زيادة في التضليل.

فبكل صراحة الكل لدينا متخوف من هبوط أسعار البترول في وقت المواطن يرى مشاريع ضخمة تم التخطيط لها وهناك خطط تنموية هدفها الوطن والمواطن. وعندما يتحدث وزير المالية للمواطن بكل شفافية فسيكون المواطن هو أول من يتقبل الوضع ويتقبل تأجيل الكثير من المشاريع مهما كانت أهميتها.

ففي نهاية المطاف إنه الوطن ومحبته هي التي في قلوبنا يا معالي الوزير... فأسمعنا صوتك.

نقلا عن اليوم