تعتبر صناعة النقل الجوي من أكثر الصناعات تعقيداً وذلك لأنها ترتبط بالكثير من الأمور التشغيلية والاقتصادية والمناخية التي تؤثر بشكل مباشر في هذه الصناعة حيث تعد من أهم العوامل التي تضع هذه الصناعة على المحك وتساعد في نفور المستثمرين من الدخول فيها سواء بشكل مباشر عن طريق إصدار رخص جديدة أو بشكل غير مباشر عن طريق الدخول في أسهم تلك الشركات الموجودة في سوق الأسهم، إضافة إلى ذلك يعتبر العائد على الاستثمار في هذه الصناعة لا يتجاوز 9% وهذه النسبة تعد غير مجدية للمستثمرين إذا ما نظرنا إلى حجم المخاطر التي تتعلق بهذه الصناعة لأنه كلما زات مخاطر الاستثمار يطالب المستثمرون بالمزيد من العوائد.
وتعد الأزمة المالية عام 2008 خير دليل على تأثير أسعار النفط والمردود الاقتصادي السيء للكثير من الدول في تلك الفترة على معظم شركات الطيران الدولي وذلك لسببين رئيسيين:
أولها زيادة أسعار البترول عندما وصل سعر البرميل إلى 148 دولاراً مما يؤكد أنه لا توجد صناعة تؤثر فيها تقلبات أسعار الوقود مثل صناعة الطيران حيث يشكل وقود الطائرات ما نسبته 30% من التكلفة التشغيلية في صناعة النقل الجوي، لهذا فإن التذبذب في أسعار البترول يلعب دوراً كبيراً في أرباح تلك الشركات.
أما من الناحية الاقتصادية فقد أثرت تلك الأزمة بشكل مباشر على قطاع الطيران وذلك بسبب انخفاض الطلب على السفر و خاصة بغرض السياحة أو الأعمال.
التقلبات المناخية هي أيضا لاعب رئيس في الحد من أرباح شركات الطيران ولا ننسى في هذا الصدد بركان إيسلندا في عام 2010 عندما توقفت حركة الملاحة الجوية بالكامل وأصبحت أوروبا بمعزل عن العالم حتى أنّ الكثير من الخبراء أكدوا بأن التأثير الاقتصادي لسحابة الغبار البركاني كان أكبر من الضرر الاقتصادي الذي ألحقته هجمات 11 سبتمبر 2001 باشركات الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أكدت التقارير الصادرة من منظمة الطيران الدولي أنّ قطاع السفر الجوي خسر اكثر من 250 مليون دولارا يوميا بسبب توقف الطيران في أغلب الدول الأوربية، ولم يقتصر الامر على الدول الأوربية التي تم إغلاق مجالها الجوي تماماً وإنما طال أيضاً كل مناطق العالم التي ترتبط بتلك الدول جواً أو التي يمر طيرانها في المجال الجوي في شمال وغرب اوروبا.