من ثمارها تعرفونها

27/07/2015 2
سعيد بن زقر

لا شك لدى كاتب هذه السطور بمسئولية (الخصخصة) عن أزمة اليونان فضلاً عن ما انتظم أسواق العالم من إضرابات رغم أن الخصخصة من مخططات اليورو وأفكار روبرت مانديل التي تحاول إزالة الديمقراطية من الاقتصاد بسلب الحق السيادي للدول ومنع استخدامه في تصويب السياسات النقدية والمالية وهدف مانديل الأبعد نقل الهيمنة المالية للطبقة الثرية التي تمثل1% من الشعوب في أحسن الفروض. 

ومن ثمار الخصخصة مذاقها المر في اليونان وبانكشاف المصارف الأوربية على ديون سيادية لليونان بلغت بنهاية 2010م، نحو (128) مليار دولار حسب تقرير البنك الأوربي. والمدهش أن كل المعالجات قادت لاضطرابات حتى جاءت حكومة يسارية قررت سياسات معاكسة اغلقت المصارف اليونانية ولكنها أثرت سلباً في أسواق العالم إذ تراجعت بورصة طوكيو 4% كأسوأ خسارة يومية منذ عام وتراجع مؤشر داكس الألماني بنحو4% وهوى مؤشر كاك30الفرنسي بنحو3% وانخفض مؤشر فوتسي البريطاني نحو 1.8% وبلغت الهزة الاقتصادية أسواق شنغهاي حيث أغلق المؤشر الرئيسي للسوق بانخفاض بلغ 3.5% مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ نصف عام.

إن الخصخصة بدون سبر أغوارها تجسد ضرباً من المغامرة باستقرار الاقتصاديات المحلية فضلاً عن هز العيش الكريم للمواطن بأنحاء العالم. وأشير لتجربة رونالد ريغان الذي فاز بالانتخابات الأمريكية لتبنيه شعارات الخصخصة التي خطط لها روبرت مانديل مؤسس ما أُسمي بريغانوميكس كنهج استهدف بيع شركات عامة تحت غطاء تحرير القيود وتقليص الرقابة على الاقتصاد فكان الحصاد أكبر عملية ثراء في تاريخ الإنسانية في مقابل أكبر عملية إفقار في العصر الحالي بحيث صار ثراء 80 ملياردير يفوق ثراء أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية ولا عجب أن حصدت البشرية من الخصخصة الأزمات وليس بعيداً عن تجربة ريغان، خصخصة ثاتشر، التي لم تفلح في شيء سوى تعميق الفقر ببريطانيا وتحقيق هدف سياسي متواضع، القضاء على النقابات العمالية التي طالما ساندت حزب العمال ووقفت حجر عثرة أمام سياسات حزب ثاتشر.

ولهذا قيل الفطن من اتعظ بغيره ، وهذه التجارب فضحت اللعبة وكشفت أدواراً ومخططات مما ينبغي معه تجنبها بتوليد فكرة اقتصادية ليست بالضرورة تسلك نفس طريقها وترفع ذات شعاراتها فبعض المخططات ظاهرها حميد إلا أن في باطنها السم الزعاف.

نقلا عن المدينة