المستثمرون ليسوا بحاجة لوصاية الشركات على أموالهم

07/07/2015 16
عبدالله عبدالعزيز المحمود

تتيح الأسواق المالية للمستثمرين توظيف مدخراتهم وتنميتها، وذلك بالاكتتاب والبيع والشراء للأوراق المالية.

لذا فإنه عندما يكتتب المساهمون والمستثمرون في إحدى الشركات، أو يقومون بشراء أسهمها؛ فإن فعلهم هذا يكون لغرض الحصول على عوائد.

هذه العوائد تكون على شكل أرباح موزعة، أو أرباح رأسمالية؛ عند ارتفاع قيمة الأسهم. إذاً فهم يأملون التحسن في أرباح الشركة وزيادة مبيعاتها وتوسع نشاطها.

في المقابل فإن الأسواق المالية توفر للشركات فرصة إضافية للحصول على التمويل بعيداً عن البنوك.

مبالغ التمويل يجب أن تستخدم لغرض التوسع في النشاط الأساسي المرتبط بالاستثمار الحقيقي في السلع أو الخدمات. 

لكن عندما تقوم هذه الشركات باستخدام الأموال الزائدة عن حاجة نشاطها بفتح محافظ استثمارية؛ لغرض الشراء والبيع في سوق الأسهم، فإن في هذا الأمر تداخل مع ما يمكن للمستثمر عمله بنفسه دون الحاجة لوساطة الشركة ووصايتها على أمواله.

عندما تقوم الشركة بهذا العمل نيابة عن المستثمر فإنها تكون بمثابة الوسيط بينه وبين مدير المحافظ.

المستثمر يمكنه التعامل في السوق بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق صناديق الاستثمار المتخصصة؛ بدلاً من قيام الشركة بهذا الأمر وزيادة العمولات على المساهمين.

لذا يجب التحرك لمنع الشركات المُدرجة من فتح محافظ للمضاربة والبيع والشراء في السوق؛ لأنه يجب عليهم تكريس جهدهم على مصلحة الشركة بتنميتها واستدامتها عن طريق توظيف هذه المبالغ في نشاطها الرئيسي، والذي يمكن أن يشمل الاستحواذ على حصص في شركات أخرى مساهمة أو غير مساهمة.

وفي حالة زيادة مبالغ الأرباح عن حاجة الشركة فلا بد من توزيع هذه المبالغ على المساهمين؛ لأن مصلحة المساهمين – التي يفترض أن مجلس الإدارة يعمل لتحقيقها - تتجلى في زيادة العوائد زيادة تنعكس على سعر السهم، وتنمية الشركة تنمية مستدامة.

في حين أن فتح محافظ للبيع والشراء للأسهم في السوق؛ يؤدي إلى نتائج متذبذبة بسبب طبيعة الأسواق المالية والمضاربة فيها، والذي بدوره لن ينفع في الدرجة الأولى إلا إدارة الشركة بزيادة مكافآتها على حساب المساهمين.

أضف إلى ذلك قدرة إدارة الشركة على استغلال هذه المعلومات الداخلية حيث إنهم أول من يعلم عن أداء المحفظة المتذبذب، وقد يقومون باستغلال هذه المعلومات بالبيع والشراء قبل إعلان نتائج إداء المحفظة.

ختاماً، إن المستثمرين يستطيعون البيع والشراء في سوق الأسهم بأنفسهم أو بواسطة صناديق الاستثمار المتخصصة، ولا يحتاجون إدارة الشركة لتفرض دور الوصاية عليهم، وتفتتح محافظ للقيام بهذا الغرض نيابة عنهم، لذا امنعوا الشركات قبل أن نجد أنفسنا في اقتصاد "مضاربي".