جاء الرئيس الفرنسي هولاند للمشاركة في القمة الخليجية، وإيران تقول (كما نقل موقع قناة tv5 الفرنسية) بأنه يتقارب مع دول الخليج من أجل مصالح مادية لخلق فرص عمل للفرنسيين.. خصوصاً أن نسبة العاطلين وصلت 10.4% مؤخراً، ومعدلات النمو ضعيفة جداً للاقتصاد الفرنسي برغم التحسن الطفيف مؤخراً بنسبة 0.4% في الربع الأول لهذا العام بفضل قطاعي الصناعة والخدمات، ولكن أسباب النمو الطفيف غير دائمة ويتوقع انخفاض النمو إلى 0.3% في هذا الربع، وممكن النزول أكثر مستقبلاً.
لا شك بأن الجانب الاقتصادي بالإضافة لرفض فرنسا الأخلاقي للتمادي الإيراني والإسرائيلي في المنطقة هو ما جذب الفرنسيين للتقارب كثيراً مع دول الخليج التي يرى العالم كله بأنها اقتصادات واعدة وناشئة، لذلك هي تعتبر فرصة بناء شراكة للدول الصناعية العظمى مع دول الخليج.. والمملكة هي إحدى دول العشرين وأكبر اقتصادات الخليج وأكثرها فرصاً لنمو أكبر وأطول بحكم التزايد السكاني والمساحة الجغرافية المتنوعة الموارد قياساً بدول الخليج، وأصبحت ألاحظ مؤخراً بأن الصحافة الفرنسية أصبحت تعطي المملكة جانباً أكبر من المتابعة والموضوعية مؤخراً مقارنة بالتجاهل وسلبية النقد العالية سابقاً، وهذا دليل على ثقل المملكة الحالي، ولا نستطيع اختصار الفكر (الديغولي) المخالف لكل ما هو أميركي بأنه سبب التقارب.
بحكم دراستي وعملي في فرنسا كمحلل مالي في بيئة فرنكفونية توجد عدة عناصر لتحويل الاستثمارات الحالية إلى شراكة طويلة؛ خصوصاً أن الاقتصاد الفرنسي يعتمد على الاستثمار الأجنبي.. يكفي أن أذكر بأن أكثر من 40% من كبرى الشركات الفرنسية هي مملوكة من أجانب، و70%من أعمال هذه الشركات هي خارج الأراضي الفرنسية، لكن توجد عوائق للتكامل منها الأنظمة الداخلية من نقابات عمالية ونظام ضريبي معقد ومختلف عن العالم ونظام حامٍ للبيئة صارم يجعل الإداريين الفرنسيين في صعوبة لفهم الاقتصادات الناشئة.
ما أريد قوله أن المفاهيم والثقافة الاقتصادية للفرنسيين مختلفة وتصنع عائقاً أكثر من اللغة، وثانياً النظام الضريبي متغير ويرتفع في أي قطاع يشهد نمواً، وهذا ما يجبر تحديد اتفاقية ضريبية طويلة الأمد، لذلك لابد أن تسعى المملكة لتطوير هذا التقارب الحالي بتكامل يراعي هذه الاختلافات والصعوبات التي هي طبيعية نتيجة اقتصادين مختلفين في طبيعة الموارد فتكون هيكلة وأنظمة كل طرف غير متجانسة مع الآخر، لذلك علينا أن نعمل على خلق استفادة من الموارد البشرية والاستثمارات المالية بين الطرفين من أجل نهضة نوعية في اقتصادنا واستمرار نمو الشراكة السعودية - الفرنسية..
نقلا عن الرياض
لازم في كل مقال الاخ يذكرنا أنو درس وأشتغل في فرنسا
شكرا ا/ مازن السديري.. القافلة تسير والكلاب تنبح