الملك سلمان والتنمية المستدامة

30/01/2015 0
عبدالله الجعيثن

يعرف الجميع أن الملك سلمان بن عبدالعزيز ركن متين من أركان هذه الدولة مُذ كان أميراً قبل خمسين عاماً، فقد كان -حفظه الله- المستشار الأول-في الشؤون الداخلية والخارجية- لإخوانه الملوك السابقين -عليهم رحمة الله أجمعين-، وكان -ولايزال- مرجع الأسرة الحاكمة وموضع التبجيل والثقة، وظل وجوده في قصر الحكم يبعث الأمن والاطمئنان في قلوب المواطنين والوافدين، ويعي -حفظه الله - طبيعة المجتمع السعودي الكريم بشكل عميق، فقد أمضى عمره يقابل الناس في مكتبه وقصره وفق (سياسة الباب المفتوح) واستمر يبني ويُنمِّي ويتبنَّى أعمال الخير في الداخل والخارج، ويعيش مع الناس ويحل المشكلات العويصة التي تحدث بين الحين والحين في الداخل أو الخارج.

كما أن الملك سلمان هو الأقرب في العبقرية لوالده العظيم الذي حقّق أعظم وحدة عربية منذ أكثر من ألف عام، وخدم العرب والمسلمين خدمة خالدة لن ينساها التاريخ، كما أن الملك سلمان يَشْعُرُ كل من تابع خطاباته ومحاضراته وأقواله وأفعاله أنه (الوصي القوي الأمين) على مُنْجَز الملك عبدالعزيز الذي غيّر مسار التاريخ والجغرافيا نحو الأفضل والأجمل والأكثر دواماً ونفعاً للعرب والمسلمين بل والعالم كله ناهيك عن المواطنين والمقيمين..

والكل يعلم أن (الاستقرار) هو الرقم الصحيح في معادلة التنمية والازدهار الاقتصادي، وأن الثروات مهما بلغت تُعتبر أصفاراً على اليسار إذا تزعزع الاستقرار، والشواهد أمامنا وفي دول حولنا لديها النفط الوفير والأنهار الجارية وسبقتنا في التعليم والنهضة والعمران بقرون ثم انهار ذلك كله مع فقدان الاستقرار الذي هو بالنسبة للأوطان كالصحة للأبدان والقلب للإنسان.

إذن وفي ظل هذا الاستقرار العميم النادر المثيل والذي تنعم به المملكة بشهادة القاصي والداني، والذي زاده توطيداً وثباتاً وديمومة الملك سلمان بن عبدالعزيز فإن التنمية المستدامة ستكون -بإذن الله- هبة هذا الاستقرار النادر وسوف تزداد عمقاً وأصالة، وتزدان بالقرارات الحكيمة والرؤية الثاقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله-الذي يحوي في عقله وقلبه تاريخ المملكة المُشْرق المُشَرِّف، والأسس الشرعية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة، ويعي -بعمق- طبيعة المجتمع السعودي ومتطلباته والتحديات التي تواجه هذا المجتمع الكريم الذي أحب قيادته وأحبته، ودان لها بالولاء والوفاء والعرفان.

إذن فإن راية التنمية سوف تزداد-بإذن الله- رِفْعةً ونهضة بعد أن أسلمها الراحل الكبير الملك عبدالله -تغمده الله برحمته-، لأخيه القوي الأمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدد على دروب الخير خُطاه-.

 

نقلا عن الرياض