أظهرت نظرية (80-20) التي أسسها العالم الشهير فيلفريدو باريتو، العديد من الأفكار التي تمخضت عنها .
كما كشفت عن أخطاء فادحة يرتكبها المسؤولون والمديرون، فطبقاً للنظرية إن 20% فقط من العاملين هم الذين يتحملون عبء العمل والإنتاج، وتحقيق النتائج، ولذلك يركز المديرون على هذه النسبة القليلة للوصول بهم إلى مستويات أعلى من الأداء وهو ما يؤدي في النهاية إلى استنزاف طاقاتهم سريعاً، من دون الاستثمار في باقي الموظفين الذين تبلغ نسبتهم من العدد الاجمالي لقوة العمل 80% .
إن باريتو أسس نظريته لرصد الطاقات المهدرة، والعمل على سد الثغرات من ضياع الوقت وسوء استخدام الموارد، وعدم التوزيع العادل للثروة .
وتطبيقاً للنظرية، على النموذج الإداري في بعض الدول العربية، خاصة في ظل عدم وجود معايير للأداء، للحكم على مدى نجاح أو فشل المسؤولين، ولا سيما الوزراء، فقد يصرف المسؤول 80% من وقته في أشياء غير ذات جدوى .
وتأسيساً على ذلك ليس مطلوباً من أي مسؤول كبير ضمن المواقع التنفيذية المختلفة، إضاعة وقته منشغلاً باجتماعات، وإجراء مكالمات، يمكن تصنيفها تحت بند أنها متوسطة الأهمية، إنما يجب أن تكون لقاءاته تحت عنوان مهم وحساس وليترك ما هو أقل من ذلك لمعاونيه .
إن عدم فهم أو دراية المسؤولين بالدور المنوط به عملهم، وانشغالهم بتوافه الأمور يقضيان عليهم ويحكمان بالفشل على مؤسساتهم . فقد ينشغل الوزير مثلاً بحادث سير كبير، ويقضي معظم وقته في المتابعة، بينما كان من الضروري أن يستثمر ذلك الوقت في وضع الخطط لمنع حوادث السير في المستقبل، فلا يصح أن يقضي المسؤول ساعات طويلة، منشغلاً فيما يستطيع من هو أقل منه في المستوى الإداري والمؤسسي أن ينجزه .
إن محاسبة المسؤولين الكبار يجب أن تتم بناء على حجم الإنجاز، وليس على حجم العمل، ذلك لأنهم الأعمدة الرئيسية للسلطة التنفيذية، وصمام أمان نجاح الإدارة العامة، ومصدر للفشل أيضاً .
من الأهمية بمكان أن يتم رصد أعمال كل مسؤول بدقة، بشكل دوري خاصة في ضوء غياب الخطط والأهداف . .
فقد يظن أحد المسؤولين أنه بخروجه من منزله، وعقده اجتماعين، وإلقائه كلمة في مؤتمر وعودته إلى منزله في نهاية اليوم متعباً، قد قام بواجبه، بينما هو في الواقع لم يقم بأي شيء مما هو مطلوب منه .
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
واقعيه ١٠٠٪ وقويييييه. آعجبتني الجمله الآخيره فالانجاز بالنتيجه وليست بحركة المسؤول من عدمها.