رغم أن مؤشرات البورصة القطرية قد تعرضت لموجة هبوط قوية في بداية الأسبوع الأول من العام الجديد- مثلها في ذلك كبقية مؤشرات البورصات الإقليمية والعالمية- إلا أنه يمكن النظر إلى هذا الانخفاض على أنه استحقاق طبيعي بعد فترة ارتفعت فيها تلك المؤشرات وتجاوزت الخطوط الحمراء التي تحددها معايير السوق ومنها مكرر السعر إلى العائد وربحية السهم.
وقد غاب الاحتكام لهذين المعيارين على مدى الشهور السبعة الماضية، وتركز الاهتمام معظم الوقت على ما تصنعه المضاربات من حقائق في أرض الواقع، فعندما يرتفع سعر سهم شركة ما بالحد الأقصى لمت أب، لعدة جلسات متتالية-نتيجة المضاربات الشديدة- فإن المتعاملين يركضون خلف هذا السهم لشرائه بأي ثمن كما حدث مع سهمي أزدان المجموعة الإسلامية القابضة وغيرهما.
ولكن عندما يقترب موسم الإفصاحات وتوزيع الأرباح كما هو الحال في الفترة الحالية، فإن جل الإهتمام يتركز مجدداً على مكرر السعر إلى العائد وعلى ربحية السهم.
ولأن مكرر الربح يكون في مستوى طبيعي ما بين 10-15 مرة، فإن الأسهم التي تجاوزت هذا المستوى بكثير قد تعرضت أسعارها لتراجعات حادة. ومن هنا فإن ظاهرة الانخفاض التي شهدتها الأسواق مؤخراً إنما هي ظاهرة صحية حيث تعود مكررات الربح إلى الانخفاض.
وبنفس القدر تعود ربحية السهم إلى الارتفاع. وقد أعطيت في مقال الأسبوع الماضي بعض الأمثلة عن أسهم بعض الشركات، وأكمل اليوم قراءتي لأسهم شركات أخرى.
1- يرتفع مكرر السعر إلى العائد في حالة سهم الرعاية إلى أكثر من 23 مرة، وقد وزعت الشركة في العام الماضي 3 ريال نقداً للسهم، وهي قد توزع 4 ريال هذا العام كحد أقصى على ضوء أرباحها المتحققة في 9 شهور، وذلك يشكل ربحاً موزعاً نسبته 3,2% عند سعر 124 ريال. ومن ثم فإن إمكانية ارتفاع سعر السهم تبدو محدودة، ما لم تحدث مفاجآت في التوزيعات.
2- ويرتفع مكرر السعر إلى العائد في الإجارة إلى 24,7 مرة، وهي قد وزعت ريال ونصف للسهم في العام السابق، وعائد السهم لديها هذا العام قد يساعدها على توزيع أقل من ريال واحد، ولذلك انخفض سعرها بشدة في العام 2014، وبات يصل إلى 20 ريالاً، ولكن ذلك يشكل ربحاً بنسبة 5%، وهو ما قد يساعد على تماسك السعر عند هذا المستوى.
3- يرتفع مكرر السعر إلى العائد في شركة السلام إلى أكثر من 24 ريالاً، وقد وزعت الشركة في العام الماضي ريال واحد للسهم، ولكن أرباحها المتحققة في 9 شهور لن تمكنها من تكرار ذلك هذا العام، وقد توزع نصف ريال نقداً ونصف ريال أسهم مجانية، ولهذا السبب يتارجح السعر حول 16 ريالاً.
4- في المتحدة للتنمية يرتفع مكرر السعر إلى العائد إلى أكثر من 22 مرة ، وهي قد وزعت ريال نقداً ونصف ريال أسهم مجانية في العام السابق، وأرباحها المتحققة هذا العام قد تمكنها من تكرار ذلك هذا العام، مما يعني إمكانية ارتفاع السعر عن 23 ريال اذا ما تحقق ذلك.
5- في المناعي ينخفض مكرر السعر إلى العائد إلى 9,21 مرة فقط وهي قد وزعت 5,5 ريال في العام السابق، وارباحها المتحققة هذا العام قد تمكنها من توزيع أكثر من 7 ريالات، مما يعني إمكانية ارتفاع سعر السهم عن المستوى الراهن وهو 107,8 ريال، إذا ما تحقق ذلك بالفعل.
6-يتكرر الأمر مع سهم شركة بروة الذي ينخفض مكرر السعر إلى العائد معها إلى 10,5 مرة، وهي قد وزعت ريالين للسهم في السنة السابقة، وأرباحها المتحققة في عام 2014 تمكنها من تكرار ذلك هذا العام، وسعرها عند مستوى 42,9 ريالاً يعني توزيع عائد بنسبة 4,7% وهو ما يبدو جيداً، وقد يدفع سعر السهم للارتفاع مع اقتراب الإفصاح عن بيانات الشركة المالية.
7- ينخفض مكرر السعر إلى العائد مع سهم مزايا إلى أقمن 9 مرة، وهي قد زعت في العام السابق ريال إلا ربع للسهم، وأرباحها المتحققة في عام 2014 تمكنها من تكرار ذلك، وربما زيادته إلى ريال واحد، وهو ما يدعم سعر السهم في الأسابيع القادمة إلى أكثر من 19 ريال.
كانت هذه إطلالة ثانية على واقع سوق الأسهم القطرية قبيل موسم توزيع الأرباح، وقد نعود للحديث عن هذا الموضوع في مقالات تالية...مع التأكيد دائماً على مقولة أن هذا رأيي صواب يحتمل الخطأ.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع