موبايلي ... الطريق لمعرفة الخلل

04/01/2015 18
م. عبدالله العتيبي

عزيزي القارئ, أحب أن أؤكد أن هذا المقال هو عبارة عن محاولة لفهم ماجرى لشركة موبايلي وليس تقريراً إستباقياً لنتائج التحقيق المتوقع صدوره خلال الفترة القادمة.

تعتبر شركة موبايلي عاملاً مهماً في سوق الاتصالات السعودية, حيث لعبت دوراً رئيسياً في توازن هذه السوق عندما كانت محتكرة على شركة " الاتصالات السعودية" واشتدت حدة التنافس التجاري مما أتاح للمستهلك مستويات مرضية – نوعاً ما – في الخدمة المقدمة: تنوعاً, وجودةً, ومن ثم الرسوم المترتبة عليها.

وتعتبر ظاهرة التنافس التجاري في سوق الاتصالات السعودية وتنوع العروض المقدمة واختلاف رسومها المالية, ظهارةً إيجابية للمستهلك وساهم في ذلك الدعاية المتميزة لشركات القطاع. ويلاحظ ذلك في كثرة الدعايات والإعلانات التجارية التي تهدف إلى إبقاء المستهلك على تواصلٍ تام وإشعاره بأنها غير قادرة عن التخلي عنه حتى وإن لزم الأمر بالمزيد من العروض المغرية. وقد استفادت موبايلي من الشركة الإماراتية: "إتصالات" في جذب المزيد من العملاء وكسر شوكة الإحتكار في يد المحتكر الوحيد " الاتصالات السعودية".

ومما أتاح الفرصة امام الشركة للإنطلاق – بقوة وبسرعة -  في سوق الاتصالات هو استحواذها على شركة "بيانات" والمختصة في مجال البنية التحيتة لتقنية الألياف الضوئية (التي تعتبر العصب الرئيسي لأي شركة إتصالات في العالم), وكانت هذه الصفقة طوق النجاة المخلص للشركة من هيمنة شركة "الاتصالات السعودية" على التقنيات المتعددة في عالم الاتصالات والتي جعلتها أكثر مرونةً في تقديم خدمات متنوعة لعملائها في جميع أنحاء المملكة.

الاستحواذ على شركة "بيانات" كان له الأثر الكبير في تحقيق شركة موبايلي دخلاً إجمالياً قدره (7.546) مليار ريال بنهاية العام 2009 وذلك بنسبة 261% عن العام 2008, ويتضح ذلك في الرسم البياني ادناه:

كما يتضح مايلي:

1- من أداء المبيعات طوال السنوات الماضية يلاحظ قدرة الشركة على الاستحواذ في الحصة السوقية لقطاع الاتصالات.

2- تعتبر تكلفة المبيعات عالية جداً مقارنةً بإجمالي الدخل وهذا – في نظري – مؤشر سلبي قد يكون سبباً في إستزاف التدفقات المالية للشركة خصوصاً إذا ما أحتاجت الشركة للإستثمار بشكل أكبر في تطوير خدماتها.

3- في عام 2009, قفز إجمالي الدخل بشكل ملحوظ مما يدل على أثر الإستحواذ على شركة "بيانات" غير أن هذه الصفقة لم يكن لها الأثر الكبير في صافي الدخل, ولم أستطع إيجاد السبب !!

4- صافي الدخل يتطور بشكل بطيئ جداً, وقد يكون هذا مؤشر لعجز إدارة الشركة في الحد من تكلفة المبيعات:
    
        
بعد التدقيق في القوائم المالية للشركة في الفترة: 2005 – 2013 لاحظت التالي:

1- كثرة عمليات التعديل على بعض العناصر المهمة في القوائم المالية (مثلاً: الإيرادات) لكل سنة منتهية مقارنة بالسنة التي تليها.

2- عدم التوضيح بشكل مهني – على الأقل بشكلٍ منطقي وكافٍ- عن الأسباب التي أدّت إلى التعديل على القوائم المالية وخصوصاً في الإيرادات (زيادةً او نقصاً).

3- تغيير المدقق المالي الخارجي للشركة, فبعد أن كانت شركة "كي بي إم جي الفوزان وبانقا" هي المدقق المالي الخارجي لشركة "موبايلي" من العام 2005 وحتى العام 2007, أصبحت شركة " ديلويت, بكر أبو الخير وشركاهم" هي المدقق المالي الخارجي من العام 2088 وحتى العام 2013.

(وهنا أترك المجال للقارئ العزيز لمراجعة القوائم المالية من السنة التي تغير فيها المدقق المالي الخارجي !!).

4- إنخفاض الأعباء التمويلية للشركة مقارنةً بالشركات من نفس القطاع, وهذه تعتبر إيجابية تحسب لإدارة الشركة.

أما بالنسبة لما جرى من أخطاء محاسبية كبيرة وقعت فيها الشركة هذا العام, أرى أن الشركة لم تُوفّق في أقناع المساهمين – بالدرجة الأولى – والمتابعين ولم تكن شفافة بالدرجة المهنية التي ينبغي لها, على الرغم من سرعة الظهور الإعلامي للرئيس التنفيذي: المهندس خالد الكاف وتبريره الغير منطقي واللّا مهني إلّا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في التوضيح والتبرير.

ينبغي على تقرير التحقيق المرتقب أن يشمل جميع الأطراف بما فيهم: مجلس الإدارة, الرئيس التنفيذي, المدقق المالي الخارجي السابق, المدقق المالي الخارجي الحالي(للتوضيح: هو نفس المدقق المالي الخارجي لشركة "المعجل"), المدقق المالي الداخلي, المدراء التنفيذيين لأقسام الشركة وخصوصاَ الرئيس التنفيذي المالي.

أخيراً: يكفي أن يكون التقرير المرتقب شاملاً لكمية النقد المتوفرة في الحسابات البنكية للشركة وما هو معلن في القوائم المالية, ومن هنا نعرف أين الخلل!!