أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أن المؤشر العام للبورصة قد ارتفع منذ بداية العام، وحتى 20 نوفمبر، بما نسبته 31,3%.
وتبين أن نصف عدد الشركات كان أداؤها أقل من المتوسط أو أن أسعارها قد تراجعت عما كانت عليه عند بداية العام، في حين تراوح أداء النصف الثاني ما بين المتوسط وفوق المتوسط والجيد، وارتفع بعضها بشكل غير عادي.
وقد عرضت في المقال السابق لبعض التفاصيل عن التغيرات التي لحقت باسعار الفئة الأولى، ثم حدث أن انخفضت أسعار الأسهم بشدة في الأسبوع الماضي، مما أثر على نسب ارتفاعات معظم أسهم الشركات، وانخفضت نسبة الزيادة في المؤشر العام إلى 26,4% بدلاً من 31,3% قبل اسبوع.
وقبل أن أكمل ما طرأ على أسعار أسهم الفئة الثانية منذ بداية العام وحتى إغلاق 27 نوفمبر، فإنني أشير إلى أن بعض التكهنات بشأن أسباب التراجعات الأخيرة في أسعار الأسهم، ترجح أن يكون ذلك بسبب ما تردد عن وجود اكتتاب كبير قادم.
وكان سعادة محافظ مصرف قطر المركزي قد أشار في كلمته ضمن فعاليات مؤتمر اليوروموني يوم 24 نوفمبر إلى وجود خطة لطرح شركات جديدة للاكتتاب العام.
ولأن الشفافية مطلوبة جداً حسب القوانين والقواعد الحاكمة لتداولات البورصة، فإن من الضروري في هذه المرحلة المسارعة إلى بيان تفاصيل تلك الاكتتابات للمتعاملين، بما يساعد على دعم التداولات وتحسين الأداء وفق ما وجه به حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في خطابه أمام مجلس الشورى.
وفيما يتعلق بالزيادات التي حققتها الفئة الثانية من الشركات، فإنني أشير إلى أن أسعار أسهم نصف عدد الشركات قد ارتفعت من بداية العام وحتى 27 من نوفمبر بدرجات تتراوح ما بين فوق المتوسط والجيد وغير العادي، وذلك على النحو التالي:
1- في المجموعة الأولى المصنفة فوق المتوسط ضمت 8 شركات أعلاها قطر للتأمين حيث ارتفع سعر سهمها منذ بداية العام بنسبة 35,4%، وذلك تناسب مع الزيادة في عائد السهم في 9 شهور بنسبة 46%.
وجاء الدولي الإسلامي ثانياً في هذه المجموعة بنسبة نمو 35,4% مقارنة بنمو عائد السهم بنسبة 9,8% فقط، ولكن كون السهم ينتمي إلى الإسلاميات فذلك ساعد في رفع سعر السهم بنسبة أعلى.
وجاء سهم الدوحة للتأمين ثالثاً بزيادة في السعر بنسبة 30,5%، بعد أن نما عائد السهم فيها في 9 شهور بنسبة 46,2%.
وتضمنت المجموعة أيضاً أسهم قطروعمان ومجمع المناعي وزاد والملاحة، وهذه كانت الزيادة في أسعار أسهمها منسجمة بدرجات متفاوتة مع الزيادة في عائد السهم. لكن سهمي ودام والسلام شذا عن هذه القاعدة حيث ارتفع سعر سهم السلام بنسبة 29,1% رغم تراجع عائد سهمه في 9 شهور بنسبة 37,2%، وارتفع سعر سهم ودام بنسبة 28,2% رغم تراجع عائد السهم بنسبة 2,6%.
وفي حالة السلام يمكن تفسير الارتفاع بأنه عائد إلى أن سعر السهم كان منخفضاً عند بداية العام، والشيء ذاته يُمكن أن يُقال بدرجة أقل عن ودام.
2-في المجموعة الثانية المصنفة بأن أسعارها نمت بشكل جيد وتراوح ما بين 38,6% إلى 74,3%، فإن السبب في ارتفاع أسعارها هو كون أغلبها من مجموعة الشركات التي تقع في دائرة الإسلاميات، ومن ثم عليها طلب إضافي كما أوضحت في المقال السابق, وهذه الشركات هي المصرف والريان والميرة وبروة والإسلامية للتأمين، والخليج التكافلي.
وإضافة إلى كونها من الإسلاميات، فإن عائد السهم لديها قد نما بشكل قوي مثل سهم الميرة وبروة.
وضمت المجموعة سهم فودافون الذي انخفضت خسائره في 6 شهور بنسبة 47,3%، وبات قريباً من التحول إلى الأرباح في العام القادم ولذا ارتفع سعر سهمه الذي كان منخفضاً.
كما تضم المجموعة الخليج الدولية التي نمت أرباحها بنسبة 70% في 9 شهور والمخازن.
4- في المجموعة الثالثة المصنفة بأن اسعارها نمت بشكل غير عادي أو قوي جداً فتضم أربع شركات تصنف جميعها على أنها من الشركات التي تتبع المنهج الإسلامي في تعاملاتها المالية، وعليها طلب كبير، وفي مقدمتها المجموعة الإسلامية القابضة، التي ارتفع سعر سهمها بنسبة 346,6%، وسهم دلالة الذي ارتفع سعره بنسبة 148,1%، وسهم الرعاية وارتفع بنسبة 137,4%، وسهم مزايا وارتفع بنسبة 93,5% منذ بداية العام وحتى 27 نوفمبر.
وبالإضافة إلى أنها أسهم إسلامية فإن عائد السهم ارتفع فيها بنسب عالية في الشهور التسعة الأولى من العام حيث تضاعف عائد سهم الرعاية بنسبة 108%، إلى 4,08 ريال، وارتفع عائد سهم الإسلامية للأوراق المالية بنسبة 73,1% إلى 3,03 ريال، وتحولت دلالة من الخسارة إلى أرباح بواقع 2,8 ريال للسهم.
وأما سهم مزايا فإن عائده قد تضاعف أحد عشر مرة، وإن ظل أقل من ريال واحد في 9 شهور، ولذلك ارتفع سعر السهم بنسبة 93,5% فقط إلى 21,96 ريال.
كانت هذه نظرة على تطور أسعار الأسهم منذ بداية العام، ومن المؤمل أن تعود الأسعار إلى الارتفاع من جديد، خاصة وأن موسم توزيع الأرباح قد بات على الأبواب بعد أقل من شهرين.