في نظر شعوب العالم تفوق السائح الخليجي في الإنفاق على كافة أقرانه من السائحين. لذا لجأت 45 وجهة سياحية خليجية عالمية إلى وضع برامج وخطط استقطاب محفظة السائح الخليجي والتفاني في خدمته وتوفير راحته.
في العام الجاري احتل السائح الخليجي المرتبة الأولى عالمياً بحجم إنفاق لامس حدود 7000 دولار للرحلة السياحية الواحدة، ليتفوق بذلك على السائحين من الدول الأخرى بنسبة 200%. في العام الماضي فقط وصل عدد السياح الخليجيين في الخارج إلى 14 مليون زائر وبلغ حجم إنفاقهم 76 مليار دولار.
وفي نظر المنظمات الدولية تفوق السائح الخليجي على كافة أمثاله من السائحين في تحقيق العوائد المباشرة للنشاط السياحي العالمي، التي فاقت خلال العام الماضي 856 مليار دولار أميركي، وتفوقت بذلك على كافة عوائد الأنشطة الخدمية الأخرى التي بلغ عددها 155 نشاطاً رئيسياً.
فالعوائد المباشرة للسياحة العالمية فاقت في العام الماضي عوائد التجارة العالمية من صادرات وواردات السلع الزراعية التي كانت أقل من 800 مليار دولار أميركي، كما أن العوائد السياحية غير المباشرة فاقت مجموع عوائد الأنشطة العالمية للاتصالات والنقل والكهرباء في العام نفسه.
في السياحة تصدرت فرنسا أكثر دول العالم ارتياداً من قبل السائحين، بأعداد فاقت 76 مليون سائح في العام الماضي، وأضافوا لخزينة الدولة الفرنسية مبالغ تعادل قيمة الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج العربية مجتمعة.
وجاءت إسبانيا في المرتبة الثانية، التي ارتادها 56 مليون سائح، ثم أميركا 49 مليونا، والصين 47 مليونا، ثم إيطاليا 37 مليونا، وبريطانيا 28 مليونا، ثم ألمانيا والمكسيك التي ارتاد كل منهما 22 مليون سائح في العام الماضي.
لذا أصبحت أوروبا أكثر المناطق استحواذا على 54% من عوائد السياحة العالمية، وتلتها الدول الآسيوية بنسبة 20%، ثم الأميركيتان الشمالية والجنوبية بنسبة 16%، وأتت أفريقيا ودول الشرق الأوسط في ذيل القائمة بنسبة 5% لكل منها.
كما أكدت منظمة السياحة العالمية في الأسبوع الماضي أن عدد كافة السائحين حول العالم فاق في عام 2013 جميع التوقعات محققاً 1,087 مليار سائح، وبنسبة نمو مقدارها 5% مقارنةً بعام 2012، وذلك رغماً عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسواق العالمية.
وأضافت المنظمة أن الدول الأوروبية كانت أكثر مناطق العالم استفادةً من هذا النمو، ليصل عدد السائحين الزائرين لها 563 مليون سائح في عام 2013، تلتها آسيا بعدد 248 مليون سائح، ثم الأميركيتان بعدد 169 مليون سائح، وأفريقيا بعدد 56 مليون زائر.
في أميركا، أصدرت وزارة التجارة تقريراً رسمياً يضع الدول الخليجية الأولى عربياً والثانية عالمياً بعد الصين في عدد السياح خلال عام 2013، بزيادة قدرها 191% عن عام 2012. وفي فرنسا نشرت منظمة "جلوبال بلو" دراسة أظهرت تَصَدُّرْ السائح الخليجي قائمة أكثر السائحين إنفاقاً، حيث ينفق في المتوسط 7252 دولاراً في كل زيارة إلى متجر فاخر، مقابل 2800 دولار فقط للسائح الصيني الذي يحتل المركز الثاني.
وفي الإمارات تصدّرت السعودية في دائرة الإحصاءات قائمة الدول المصدرة للسياحة بنسبة 32% وصولاً إلى أكثر من 700 ألف زائر سعودي. أما في بريطانيا، فلقد حقق السائح الخليجي المرتبة الأولى في قائمة أكثر السياح إنفاقا على التسوق بمعدل 2874 جنيها إسترلينيا في الزيارة الواحدة، وذلك بسبب تهافت السائح الخليجي على زيارة بريطانيا مع كافة أفراد أسرته وطواقم منزله، بمعدل 452 ألف زائر في كل 6 أشهر.
لذا تقديراً منها للسائح الخليجي، لجأت المتاجر الأوروبية العريقة للساعات المرصعة بالجواهر الأنيقة، إلى استقطاب وتعيين أكثر خبراء التسويق إثارةً وجمالاً ممن يجيدون أغلب اللهجات العربية، ليتنافسوا على تلبية كافة احتياجاتنا من الساعات الثمينة، تقديراً لحرصنا الشديد على احترام الوقت والوفاء بالوعد!
واعتزازاً منها بخصوصية السائح الخليجيي، قامت الفنادق الأوروبية بتخصيص جزء من غرفها وشققها بأسعار خيالية لإسكان مربيات أطفالنا وعاملاتنا، تحقيقاً لتعهدنا بعدم إزعاج النزلاء واستباحة الحدائق والأسواق والطرقات، خاصة أن منظمة السياحة العالمية تتوقع زيادة أعداد الزوار الخليجيين بنسبة 181% في عام 2020.
وطبقاً لمنظمة السياحة العالمية تربعت العاصمة الفرنسية "باريس" مرتبة الصدارة في الوجهات السياحية، إذ بلغ عدد زائريها في العام الماضي 33 مليون سائح، منهم 671 ألف سائح خليجي متقدمّين بذلك على اليابانيين، وبارتفاع عن العام الذي قبله بنسبة 21%.
ومن حيث أكبر الدول استقبالاً للسياح في العالم، حافظت فرنسا في العام الماضي على مركزها الأول، تلتها أميركا، ثم الصين وإسبانيا وإيطاليا، وأتت تركيا في المركز السادس، ومصر في المرتبة 22، بينما حققت المملكة المرتبة الأولى عربياً والمركز 19 بين دول العالم.
أما من حيث حجم العائدات السياحية، فلقد تصدرت أميركا دول العالم، تلتها إسبانيا، ثم فرنسا، بينما جاءت دولة الإمارات في المركز الأول عربياً والمرتبة 31 عالمياً، وذلك نتيجة ارتفاع عدد الزائرين من دول الخليج العربية خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة تجاوزت 35%، مضافاً إليه معدل إنفاق السائح الخليجي بنسبة 19%.
وفي العام الماضي كان إنفاق الفرد الخليجي على السلع الفاخرة في بريطانيا الأعلى عالمياً، ليتجاوز 10 أضعاف ما ينفقه المستهلك الأوروبي، وفي فرنسا 8 أضعاف وفي ألمانيا 7 أضعاف.
هذه الإحصاءات تؤكد أنا تفوقنا أخيراً على شعوب العالم في الإنفاق على السياحة الخارجية!
نقلا عن الوطن