زيارة التحديات

12/12/2021 0
علي المزيد

تمر منطقتنا الخليجية وأيضاً العربية بمجموعة من التحديات، منها السياسي ومنها الاقتصادي، والخليجيون اليوم يمثلون حجر الزاوية في حماية المصالح العربية، تلك المصالح التي أصبح بعضها اليوم مستباحاً، ولأن الخليجيين يمثلون حجر الزاوية وهم على مقربة من قمة خليجية مرتقبة تعقد في السعودية، فإن أعناق العرب تشرئب لرؤية هذه النتائج.

من هذا المنطلق أتت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لدول الخليج العربية، وتهدف الزيارة في رأيي المتواضع لتنسيق المواقف الخليجية وتقريب وجهات النظر لنصل إلى مواقف سياسية متقاربة تجابه ما تمر به منطقتنا الخليجية والعربية من أخطار وتحديات، منها دعم الإيرانيين للميليشيات في المنطقة بدءاً من لبنان وانتهاء باليمن، وهذه الميليشيات بدأت تهدد أمننا الاجتماعي العربي وأمننا السياسي وأيضاً تهدد أمننا الاقتصادي، فميليشيات إيران جعلتنا نفرغ جزءاً من أوقاتنا لمقارعتها وأشغلتنا عن تفريغ أنفسنا للتنمية الاقتصادية والالتفات إلى ازدهار شعوبنا.

في نظرة سريعة لزيارة الأمير محمد بن سلمان سنجدها بدأت بعُمان وسنأخذ مسقط مثلاً، فعُمان ثاني أكبر دولة خليجية من حيث الرقعة وتعداد السكان بعد السعودية، وفي هذه الزيارة كسبنا سعوديين وعمانيين العديد من المكاسب، منها تدشين المنفذ البري الذي قابله العمانيون بابتهاج لدرجة توزيع الحلوى على موظفي الجوازات السعودية.

ليلي ذلك توقيع ثلاث عشرة اتفاقية اقتصادية تتيح تكاملاً اقتصادياً بين البلدين، وتفتح فرص توظيف للعمانيين، إذ إن معظم المشاريع المشتركة ستكون في أرض أشقائنا العمانيين، وقس على ذلك بقية الزيارات للعواصم الخليجية.

وللمرة المليون ننادي بصوت مرتفع بأن أرضنا العربية مليئة بالثروات وما ينقصنا هو التنسيق فيما بيننا كخليجيين وكعرب للنهوض باقتصادنا عبر التكامل.

زيارة ولي العهد السعودي للعواصم الخليجية تتيح تنسيق المواقف السياسية لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. بالإضافة إلى ذلك هي قطب مهم لتسريع تكاملنا الاقتصادي لنصل إلى وجود مناطق تجارية حرة أصبحت في يوم ما كالعنقاء أو كالخل الوفي، ولكنها مع عزيمة الرجال ستصبح أمراً واقعاً. يضاف إلى ذلك وجود مناطق لوجستية تخدم التجارة في منطقتنا وهي في أمسّ الحاجة لها في هذا الوقت، وكانت يجب أن توجد قبل هذا الوقت ولكن تحفظ البعض جعلها تتأخر.

فكلما تكاملنا اقتصادياً كمنطقة فسيقل اعتمادنا على الخارج وإن كان لن ينعدم لأن العالم أصبح قرية صغيرة، ونحن مهيؤون لسد الثغرات في اقتصادنا الخليجي عبر التكامل وما هو مطلوب من القادة هو التسريع بعجلة التكامل، فقطار العالم يمر سريعاً وعلينا أن نلحق به.

تهيئة قرارات القمة الخليجية المرتقبة في السعودية أصبحت أمراً ممكناً بهذه الزيارة التي مهّدت للقمة وقربت وجهات النظر الخليجية ليكون القرار الخليجي أكثر جرأة وأبلغ تأثيراً. ودمتم.

 

 

 

تقلا عن الشرق الأوسط