«كي لا يكون السوق حديقة تنزه للمضاربين الأجانب»

07/08/2014 5
د. سليمان السكران

يعتبر سوق الأسهم السعودي من اكبر الأسواق اقليمياً وعلى مستوى الأسواق الناشئة، وذلك في قيمته السوقية وكميات تداوله، ومعايير أخرى في بنيته الاساسية أهلته ليحتل موقعاً مهماً بين الأسواق.

وهذا بكل تأكيد لم يأت إلا كانعكاس حقيقي وواقعي لحجم الاقتصاد السعودي ودوره الريادي مع الاقتصادات العالمية الدولية الكبيرة.

ومن هذا المنطلق جاءت الرغبة الكبيرة من المستثمرين الأجانب للدخول في سوق الأسهم السعودي منذ زمن، وازدياد جاذبيته الاستثمارية بغية الاستفادة بتحقيق عوائد مجزية في بيئة سياسية واقتصادية آمنة تتفق وحجم المخاطر المعروفة.

إضافة الى بعد آخر وهام وهو الانفتاح الاستثماري العالمي للسوق مما يكسبه عادة عدالة اكثر في قيمته السوقية.

ومما لا شك فيه أن الاستثمار الأجنبي بتعريفه الواسع هو سلاح ذو حدين، تنتفي منافعة للاقتصاد عموماً، حين تكون جاهزية الاقتصاد أو السوق ليست بالقدر الكافي التي تخوله من الاقتراب للعدالة، وهو العنوان الرئيس والهدف المنشود دوماً في كل سوق، حيث طوّر الكثير محلياًّ في هيكل السوق والاقتصاد بغية خلق جاذبية اكبر ومناخ ملائم يتفق ومعايير الاستثمار الحقيقي.

وبغض النظر عن التفاصيل الأخرى في شرح الايجابيات والسلبيات للاستثمار الاجنبي، إلا انه نظريّاً وعمليّاً يشكل الاستثمار الأجنبي واحداً من دعائم زيادة الناتج الاجمالي والرفع من كفاءته الانتاجية.

ومن هذا المنطلق يرى الكثيرون من الاقتصاديين أن ما أقر مؤخراً نحو فتح سوق الأسهم السعودي للمستثمرين الاجانب، سيكون عاملا فاعلا نحو زيادة كفاءته.

وهذا صحيح الى حد كبير غير أن ما يجب النظر اليه، ليس فقط الجوانب الإيجابية السطحيَّة وذلك بارتفاع الاسعار دون سبب اقتصادي حقيقي، بل إن الاستفادة للسوق جراء دخول الاجانب فيه تكمن في اضطلاع السوق ذاته، وتحفيزه بالقدرة على استيعاب المزايا تلك، وذلك بالعمل على إصلاح جوانب اساسية وجوهرية كزيادة الشفافية والكفاءة المعلوماتية، والتنوع في قطاعاته ومحددات المخاطرة والعائد وتعميق السوق افقيّاً ورأسيّاً.

هذا بالإضافة الى بناء توجهاته نحو تغليب ما يكفل الاستثمار، وليس المضاربة من خلال اصلاحات مباشرة وغير مباشرة، كتشجيع الاستثمار المؤسساتي وخلافه عبر النظم التشريعية التي تطبق قوانينها بكل عدالة، والا فسيكون دخول الاجانب مجرد دخول شكلي فقط، لا يفيد ما عني اليه من ايجابيات ولا يعدو عن كونه خلق حديقة خلفية سيتنزه فيها المضاربون الأجانب بمشاركة المحليين.

نقلا عن اليوم