كما هو معلوم، في شهر رمضان المبارك، تتزايد أعمال الخير، والعطاءات والجود، والذي قد لايقتصر على العطايا المالية فقط، بل يذهب في شريحة جيدة منه إلى عطايا عينية من طعام وشراب ونحوه.
في رمضان ولأن الجود فيه يزيد وهو سنة محمودة من السنن النبوية الشريفة، (كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان) تصل الزكاة والصدقات والعطايا لمستحقيها الذين يبادرون لشراء ما يحتاجون بعد أن قتروا على أنفسهم، وهنا سيزداد الاستهلاك وسيأتي من شريحة مجتمعية لايُستهان بها، وبما يعود بالنفع عليها وعلى الاقتصاد ككل.
وفي رمضان تنشط الحركة التجارية لاسيما في المواد الاستهلاكية وبالأخص الأطعمة والأشربة، وتقدم المتاجر العروض وترفع التأهب وتزيد المعروض، لأن الناس ستقبل أكثر على الشراء، ونرى الاقتصاديين والمختصين يستبشرون خيرا من حصيلة الحركة التجارية والنشاط الاستهلاكي في هذا الشهر الكريم.
تتجدد الدعوات في هذا الشهر الكريم للتحذير من الإسراف والتبذير، نظرا لما قد يقوم به البعض من شراء طعام أو مواد لايحتاجونها أو تزيد عن حاجتهم، ولا تصل لمن يحتاجها، أو يبذرون ويبددون أموالهم في ولائم تفيض محتوياتها عن حاجة واكتفاء الجالسين حولها، ونحو ذلك من مظاهر التبذير والإسراف.
ولاشك أن أي إهدار للمال أو للطعام والشراب، ورميه، أو تعطيل المنفعة من فوائضه أمر غير محمود، بل عادة سيئة يجب الكف عنها، لكن لا يجب أن يفهم من تلك الدعوات الإمساك أو الامتناع عن البذل والعطاء.
في حالات كثيرة نستبشر خيرا بتزايد الاستهلاك في رمضان، ولايكون معنى ذلك أنه إسراف وتبذير كما يصوره البعض وفق فهمه، بل قد يتم تشجيع زيادة الاستهلاك على صعيد شخصي أو كلي، إذا كانت تصب في أعمال الخير والعطاء، وسيعود هذا الاستهلاك بالنفع على الصعيد الاجتماعي، كما سيعود بالنفع حتما على الصعيد الاقتصادي، ولذلك أمثلة عدة:
ففي رمضان نرى ونرغب بأن نرى أن الطعام يصل لكل محتاج له، ولكل مسلم، ويكفيه ولا ينقص عنه، وهذا يعني أن من كان محتاجا في غير رمضان أو ينقصه الزاد فإنه في رمضان سيحصل على حاجته وكفايته من متبرع أو صاحب موائد إفطار، وعليه فإن الاستهلاك سيرتفع لأن الجميع سيصله ما يكفيه، بعد أن كان الكثير يقتر على نفسه بحكم فقره.
فالكثير من الناس يُقدم على العطاء بالأطعمة والأشربة (والملابس وغيره)، كإفطار صائم، وبالطبع هذا أمر محمود.
في كثير من الحالات يتزايد عدد الحضور في الولائم حسب تزايد الطعام فيها، ولا يقتصر على عدد محدد، وفي أحيان أخرى يتم الحفاظ على الطعام الفائض بطريقة جيدة تجعله ممتازا لتقديمه لمحتاجيه، وهو أمر جيد لاسيما عند المهتمين بأناقة موائدهم وملئها ولا يثنيهم عن ذلك شيء، فتشجيعهم حينها على التبرع بالفائض بعد الحفاظ عليه أجدى من تشجيعهم على تخفيف محتويات موائدهم، وقامت جمعيات متخصصة مشكورة لتنسيق هذا الأمر.
بعض الناس ومنهم أثرياء، يمتنعون عن تقديم المال (النقدي) لمحتاجه، وتطبعوا بهذا الطبع، ولكنهم في تقديم الاحتياجات المادية كالطعام والشراب لايمانعون، ويجودون بما يستطيعون، فهنا يشكرون ويُشجعون على تقديم الطعام والغذاء لمحتاجه وللصائم، لأن حثهم على تقديم المال لن يجدي أو لن تكون جداوه كما لو قدموا الزاد.
هناك بعض المحتاجين (وككثير من الناس بصرف النظر عن أوضاعهم) لايُحسنون التدبير، فتراه يمسك ماحصل عليه من مال عن إنفاقه في حاجاته، أو يُبدده إن حصل عليه في ما لاينفعه، بل في ما قد يضره، وهنا يبادر الكثيرون لشراء المزيد وتقديمه لبعض من هؤلاء الذين يعلمون حالهم.
في الخلاصة مدار الأمر أن الجود في رمضان يزداد وينعكس بشكل إيجابي حتما على زيادة الاستهلاك، حيث أن تعظيم الاستفادة من هذا الجود والعطاء تكون غالبا بزيادة الاستهلاك، وهو أمر محمود ذو منفعة على الفرد والمجتمع والاقتصاد كلل.
ولاننسى في هذا الإطار ان أخوة لنا يعيشون الآن محاصرين بأقسى أنواع الحصار في سوريا وبالأخص غوطتها، من قبل سلطة مجرمة مع عصاباتها المستوردة، منعت الطعام والماء والشراب عنهم، فلايدخل إلا نذر يسير بحيلة وصعوبة وعناء، وواجبهم علينا مساعدتهم ما استطعنا لذلك سبيلا.
ولاننسى في هذا الإطار ان أخوة لنا يعيشون الآن محاصرين بأقسى أنواع الحصار في سوريا وبالأخص غوطتها، من قبل سلطة مجرمة مع عصاباتها المستوردة، منعت الطعام والماء والشراب عنهم، فلايدخل إلا نذر يسير بحيلة وصعوبة وعناء، وواجبهم علينا مساعدتهم ما استطعنا لذلك سبيلا. hاللهم فك حصارهم. واذق عدوك وعدونا ما اذقت به عاد وثمود
احسنت الاقتباس، الله يكون في عون اخواننا السوريين يارب..
شكراً للأخ حسان ابن الكرام وأخو القادة الأبطال