تمكنت بورصة قطر في النصف الثاني من العام 2013 من تسجيل تحسن ملحوظ في الأداء على مختلف الأصعدة مما سمح بخروجها من حالة التقوقع التي مكثت فيها في العامين السابقين. وقد حدث هذا التطور الهام نتيجة لتغير المعطيات الاقتصادية والسياسية محلياً وعالمياً، وفي ظل أجواء مواتية للاستثمار في الأسهم، حيث سجلت بورصات المنطقة في الإمارات والرياض وفي نيويورك وغيرها من العواصم ارتفاعات مشهودة.
وقد استمر التحسن المشار إليه في جلسات التداول الأولى من العام 2014، مما يحمل بشائر طيبة للمتعاملين في الأسابيع والشهور القادمة.
فما هي الملامح الرئيسية لأداء البورصة في عام 2013، وما هو المتوقع للعام 2014؟
1-من حيث عدد الشركات المدرجة في البورصة، نجد أنه لم يحدث أي تغير في العدد للسنة الثالثة على التوالي حيث ظل العدد عند مستوى 42 شركة، وإن بات من المؤكد أن الرقم سيرتفع بعد عدة أسابيع من الآن إلى 43 شركة بعد إدراج أسهم شركة مسيعيد للبتروكيماويات.
ورغم جمود العدد في عام 2013 إلا أن تغير الكثير من المعطيات قد ساعد على ارتفاع إجمالي حجم التداول بنسبة تقترب من 6% إلى 74.9 مليار ريال. وارتفع مؤشر بورصة قطر بأكثر من ألفي نقطة وبنسبة 24.2% إلى 10379 نقطة، كما ارتفعت القيمة الرأسمالية بنسبة 20.8% إلى أكثر من 555 مليار ريال.
والصورة مرشحة للتحسن في عام 2014، حيث من المرجح أن يختبر السوق كسر حاجز 11 ألف نقطة قريباً ويتجاوزه، وإن كانت عمليات البيع بعد توزيع الأرباح قد تجعل المؤشر يدخل في مرحلة تصحيح. أما إجمالي التداول فمن المرجح أن يتجاوز المائة مليار ريال، وأن ترتفع الرسملة الكلية إلى 600 مليار ريال.
2-كان التداول على سهم صناعات هو الأنشط بين أسهم الشركات في عام 2013 بقيمة بلغت 10.3 مليار ريال يليه الوطني بقيمة 6.5 مليار ريال، فسهم المتحدة بقيمة 5.3 مليار ريال، فسهم بروة بقيمة 4.8 مليار ريال، فسهم الريان بقيمة 4.5 مليار ريال، فسهم التجاري بقيمة 3.9 مليار ريال، فسهم ناقلات بقيمة 3.3 مليار ريال. وقد شكل إجمالي تداولات هذه الشركات السبع أكثر من نصف إجمالي التداول في عام 2013.
ومن المرجح أن تظل معظم هذه الشركات مستحوذة على المراكز الأولى من حيث أحجام التداولات، مع احتمال دخول شركات مسيعيد، وبنك الدوحة وأوريدو، والمستثمرين وخروج المتحدة وناقلات من القائمة.
3-ارتفعت أسعار أسهم 26شركة، وحقق بعضها ارتفاعات كبيرة وفي مقدمتها الخليج الدولية بنسبة 103%، والمستثمرين بنسبة 90%، ثم الرعاية بنسبة 47%، فالكهرباء بنسبة 37.4%، فناقلات بنسبة 32.7%، فأوريدو بنسبة 31.9%، فالملاحة بنسبة 31.5%، فالوطني بنسبة 31.4%، ثم فودافون والريان بأقل من 29%.
وفي المقابل تراجعت أسعار أسهم 15 شركة في عام 2013 حيث انخفض سعر سهم دلالة بنسبة 36% والإجارة بنسبة 33% والسينما 29.5% والخليج التكافلي بنسبة 17%، والميرة بنسبة 15.5%، وودام بنسبة 12%.
كما انخفضت أسعار أسهم المصرف والعامة والدوحة والإسلامية للتأمين، وأزدان، والطبية بما يتراوح ما بين 6-10%. ومن الصعب في هذه المرحلة إعطاء توقعات بأسعار الأسهم التي سترتفع أو ستنخفض في عام 2014، حيث سيتوقف ذلك إلى حد كبير على توزيعات هذا العام والمستويات التي تصلها الأسعار قبيل توزيع الأرباح.
4-حدث في عام 2013 انتقال جديد لبورصة قطر إلى موقعها مقابل الستي سنتر. وهذا الإنتقال هو الثالث من نوعه للبورصة إلى شقق مؤجرة على مدى 17 عاماً. وقد كان أحرى بالبورصة وقد تجاوزت رسملتها الكلية نصف تريليون ريال أن يكون لها مقر دائم في مبنى مستقل بما يزيد الثقة فيها وفي مستقبل استثماراتها.
وإذا كان لكل بنك مبنى شاهق يدل على مكانته وعلى احتفائه بعملائه، فإن البورصة التي لها أكبر عدد من العملاء تستحق أن يكون لها مبنى مميزاً مثلما هو الحال في بورصات دول أخرى كبورصتي أبوظبي ودبي.