فقاعة الاسهم بين التحذير و التطمين

05/12/2013 9
صالح الروضان

حذر البروفسور روبرت شيلر من جامعة ييل والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد من فقاعة محتملة في بورصة الاسهم الامريكية واسعار العقار في البرازيل وفي المقابل صرح كلا من الرئيس السابق للفيدرالي الامريكي السيد الن جرينسبن و الرئيس الحالي السيد بيرنانكي والرئيسة القادمة السيدة جانيت يلين بان الوضع الحالي حتى مع وصول مؤشر داوجونز الى منطقة 16 الف نقطة لا يعني بتاتا ان هناك احتمال فقاعة في سوق الاسهم الامريكية.

البروفسور روبرت شيلر كان قد حذر في عام 2007 من فقاعة محتملة في اسعار العقار والتي بالفعل كانت سببا في تدهور الاقتصاد الامريكي وجره الى حافة الكساد.

في طريقة حساباته يستخدم البرفسور مفهوم العائد على الاسهم مقابل السعر ويستخدم متوسطات 10 سنوات ويقول ان الوضع الحالي يشير الى معدل 25 ويعتبر بداية الاشارة ومتى ما وصل الى معدل 28 فهذا يعني ان الاسعار وصلت لمستوى لن يغري المستثمرين ومن بعدها ثم تبدأ الفقاعة.

اعتقد ان البورصة الامريكية تختلف من حيث التركيبة فمثلا الشركات المدرجة في مؤشر داوجونز لم تصل اسعارها الى ارقام مخيفة وان كانت سجلت بعض منها اسعار قياسية الا ان مكررات الارباح تعتبر مقبولة ما بين 10 و 25 ماعدا 3 شركات ابرزها فيرزون عند مكرر 64 و ميرك عند 33 ثم فيزا عند 26 بعكس الشركات المدرجة في مؤشر الناسداك والتي وصلت الى ارقام جدا مخيفة من الناحية السعرية مقارنة بمكرر الربح ومتوسط العائد على سبيل المثال نجد ان سهم قوقل ارتفع من 260 دولار في عام 2009 ليسجل سعر 1060 دولار حاليا وهذا الارتفاع لم يواكبه ارتفاع في العائد بنفس النسبة حيث يشير مكرر الارباح الحالي الى 28.8 بينما في سهم مثل ياهو ارتفع بنفس وتيرة سهم قوقل من 9 دولار الى 38 دولار الا ان مكرر الربح الحالي هو عند الرقم 10.5 و سهم مثل فيسبوك يتداول حاليا بمكرر 124 و امازون بمكرر تجاوز 1350, مثل هذه المكررات اذا لم يواكب ارتفاع اسعارها نمو في ارباح الارباع القادمة فان مصيرها ربما تكون شعلة لبداية هبوط قسري للبورصة الامريكية.

لذلك ارى ان فقاعة الاسهم وان حدثت فستكون شرارتها من مؤشر بعض اسهم شركات الناسداك المتضخم.

يلي ذلك اسهم شركات التطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي فهي خطيرة جدا.

يبقى السؤال لو حدث بالفعل ان انفجرت فقاعة الاسهم الامريكية ما هي ردة فعل الاسواق العالمية وما مدى تأثير ذلك على السوق السعودي والذي مازال بعيدا عن قمته التي انحدر منها بعد ازمة 2008.

هل ستساهم الفقاعة في عودة سيولة محلية كانت غائبة في الاسواق الامريكية طوال السنوات السابقة لكي تساهم في دفع حركة التداول المحلي وهل يعتبر السوق بأدواته الحالية جذابا لمثل هؤلاء المستثمرين العائدون !!! 

مهما كانت التوقعات سوف ينعكس ذلك سلبا على السوق السعودي على الاقل في اول ردة فعل وربما يكون مبالغ بها كالعادة حتى تبدأ تتضح الامور.

لذلك على المتداولين في الفترة القادمة من العام 2014 التركيز على الاسهم الجيدة والبعد عن الاسهم الخاسرة.