يمثل اتفاق تقنين البرنامج النووي الايراني الذي توصل له الغرب مع ايران فرصة نادره لايران ودول المنطقة للتحول من حالة العداء التاريخيه لمرحله يتغير التنافس فيها من تنافس عسكري الى تنافس اقتصادي على شاكلة ماحدث في اوروبا بعد قرون من الصراعات.
بالرغم من الاتفاق مؤقت ووجود سياسات واصوات متناقضه داخل ايران الا ان توجه الرئيس روحاني من الممكن ان يعيد المنطقه للوضع الذي كانت علية خلال فترة ولاية الرئيس محمد خاتمي في منتصف التسعينات.
شهدت العلاقات السعوديه الايرانية تحسنا ملحوضا ساهم في استقرار المنطقه حتى عاد الى التدهور بوصول محمد احمدي نجاد للسلطة عام ٢٠٠٥.
للغرب اسبابة الكثيره التي دفعته لمحاولة حل الخلاف مع ايران لعل اهم سبب لها هو الاقتصاد.
الاقتصاد هو مايحرك الساسه اليوم.
يجتهد الكثير في محاولة ربط التحركات السياسية في المنطقة بالصراعات الطائفية والدينيه لكن هذه الصراعات لاتعني الغرب كثيرا بقدر مايحاول استغلالها في عقد تحالفات والوصول لاهدافه، مايهم الغرب في هذا الاتفاق هو اولا ضمان امن اسرائيل وثانيا استمرار واردات النفط وثالثا وهو الاهم فتح اسواق جديده باستمرار وتهيء المجال لشركاتهم الضخمه بالتوسع.
وهذا ليس بالشيء السيء اذا حدث بدون اللجوء لحروب واذا نتج عنه خلق وظائف وتوطين تقنيات لا تتوفر لدول المنطقة.
المصالح الاقتصادية للدول تقلل من فرص نشوب الحروب وتغير من شكل الصراع من تنافس عسكري مستنزف الى تنافس اقتصادي تقني يساهم في تقدم الطرفين والمنطقه ككل وهو مايعرف في الاقتصاد بالتآزر -Synergy- .
تنفق دول الخليج حاليا مبالغ ضخمه لتحديث قواتها العسكريه بسبب وجودها في منطقه متوتره ووجود دول مثل ايران تنفق بشكل مستمر على التسلح واستفزاز جاراتها.
مع وجود هذا الجار العدواني لا تستطيع دول المنطقه الوقوف مكتوفه الايدي بدون ان تستدرج لهذا السباق السلبي.
يحسب للملكه ودول الخليج انها لم توقف عجله الاقتصاد واستمرت في الانفاق على البنى التحتيه والقوى العامله.
استقرار المنطقه وانفتاح ايران يساعد دول الخليج على استغلال نسبة اكبر من مداخيلها في تنويع الاقتصاد وتقليل نفقاتها العسكريه.
ايران تمثل سوق ضخم جدا يتواجد به اكثر من ٧٥ مليون نسمه ويمثل ذلك فرصه كبيره للشركات العالمية والخليجية ايضا بحكم القرب الجغرافي.
استثمار رجال الاعمال وزيادة التبادل الاقتصادي يقلل من التوتر ويعطي فرصه اكبر لبناء علاقات صحيه يفترض ان تساهم في ازاله الكثير من الاحتقان والاحكام المسبقه في الطرفين.
ايران تقدم نموذجا خاطئا لسائر دول المنطقة وهو نموذج اتضح انه لم يعد يحضى بتأييد داخلي خارج اروقه السياسه.
الايرانيون استقبلو الوفد المفاوض استقبال الفاتحين بعد عودتهم من جنيف وهذا مؤشر واضح ان الشعب الايراني يتوق لانهاء حاله العداء واللحاق بركب النمو الاقتصادي في المنطقة.
يفترض ان تصل هذه الرساله بوضوح للساسه الايرانين ويسعو لتغيير استرتيجيتهم في نشر نفوذهم بطرق لاتحدث قلاقل ونزاعات مع الدول الاخرى.
بالرغم من ان ايران تتصرف بشكل عدائي جدا تجاه جيرانها وتلعب دورا رئيسيا في تآجيج التوتر في المنطقه الا ان الاتفاق الاخير قد يمثل فرصه نادره لاختبار جدية الايرانيين وتحوير نوع الصراع الى صراع اقتصادي وعلمي يساهم في تخليص المنطقه من الصراعات التي تستنزف موارد المنطقة بدون اي عائد يذكر.
من يدري لعل النموذج الفرنسي الالماني يتكرر يوما ما في المنطقه ولو بعد حين!
مقال رائع و شكرا
أمريكا هى أيران ، يختلف الرؤساء وتختلف سياسة ودبلوماسية كل رئيس عن الأخر ولكن فى النهايه الهدف واحد وواضح بالنسبة لهم ، الأمريكان الهيمنه على العالم ، والفرس الهيمنه على دول الخليج ، ونحن نسير بلا هدف ويساورنا الأمل أن الغد بروحانى سيغير الحال ونتمنى أن يعود الحال كما كان أيام خاتمى ، هذا هو حال الضعيف ، يمنى نفسه بالأمانى . أيران متسمره بدعم بشار ودعم الحوثى ودعم نصر الشيطان ودعم المعارضه البحرينيه ونشر المذهب الشيعى وأثارة الفتن فى البلاد العربيه وباقيه مستحله للجزر الأماراتيه !!! فهل توقف كل هذا من قدوم الرئيس الجديد ؟ سؤال للعقلاء !