هل الذهب سلعة ام عملة ؟

25/07/2013 9
سلطان مهنا المهنا

الذهب لايزال يمثل الشكل النهائي للدفع في العالم.الن جرينسبان في شهادتة امام اللجنة المصرفية بالكونجرس في شهر مايو عام 1999م. 

تاريخيا لايوجد عملة ورقية استمرت و حافظت على شكلها الاصلي جميع العملات الورقية تتاكل بعامل التضخم حتى تتلاشى قيمتها مع الوقت و تصبح بدون قيمة, الدولار الامريكي على سبيل المثال خلال مائة سنة اي منذ تاسيس بنك الاحتياط الفيدرالي عام 1913م وحتى الان فقد حوالي 98% من قوتة الشرائية تقريبا.

ويعود السبب الرئيسي لتاكل العملة الى التضخم المفرط او الجامح hyperinflation ويمر بخمس مراحل طبقا لنيك بارشيف المرحلة الاولى هي: التخلي عن الذهب كاساس للاصدار النقدي وهو ماحدث عام 1971م, المرحلة الثانية: ازالة القيود عن اصدارات العملة الورقية وبالتالي ينتقل الحديث عن الفوائض الى ادارة الديون, المرحلة الثالثة: هي ان فائض السيولة تاخذ طريقها الي اسواق الاسهم وهو ماتشهدة الاسواق الان.

المرحلة الرابعة: وهي عادة تحدث بنقص التمويل في الخدمات والبنية التحتية بحيث يدفع تباطى النمو الاقتصادي مقدمي الخدمات المالية للبحث عن سبل اخرى لكسب المال من خلال التمويل والسمسرة وهي مرحلة الفساد حيث يتم تجاهل الاساسيات وبالتالي ترتكز الثروات في يد قليل جدا ممن يستطيعون التاثير على القوانين, المرحلة الخامسة والاخيرة وهي حدوث التظخم المفرط.

هذا وياتي عامل الاحتفاظ بالذهب للحماية من التضخم كاهم عامل لذلك الذهب يعتبر ثروة على عكس السلع الاخرى التى تستخدم لاغراض الانتاج والاستهلاك كالنفط مثلا, خاصة ان بطى امدادات الذهب تجعل منة عملة نادرة حيث تنمو (امدادات الذهب) بشكل هامشي (طفيف) على عكس العرض النقدي والذي ينمو بشكل طردي (اضعاف مضاعفة) exponentially عن طريق الطباعة ( فرانكلين وبيكر).

وقد قامت سي ان بي سي مؤخرا بعمل استطلاع لعدد من الاقتصادين حصل الذهب على المرتبة الاول كافضل استثمار بنسبة 35% متقدما على الاسهم, العقار, الودائع البنكبة والسندات, ولاعجب في ذلك فالمؤسسات المالية حول العالم تعتبر الذهب مال وليس عملة.

 حيث يتم تداول الذهب على مكاتب العملة في البنوك، وليس مكاتب السلع, اضافة الي ذلك ان الذهب هو العملة الوحيدة التي لايوجد اية التزامات مرتبطة بها على عكس العملات الورقية التي تلتزم الدول ممثلة في البنوك المركزية بصرفها او تعويض حاملها.

وعن علاقة الذهب بالنقد في الوقت الحالي اثبتت دراسة لبنك سوسيتية جنرال الفرنسي عن وجود علاقة بين الاصدار النقدي للبنوك المركزية واسعار الذهب خاصة مع بداية ارتفاع اسعار الذهب عام 2000م, وخلاصة الدراسة هي ان زيادة 1 تريليون دولار في الميزانيات العمومية للبنوك المركزية تنعكس على اسعار الذهب بالارتفاع بمعدل 210 دولار للاوقية تقريبا. 

في المقابل من ذلك انخفاض اجمالي الميزانيات العمومية للبنوك المركزية تعمل على العكس من ذلك على سبيل المثال انخفاض بقيمة  410 بليون دولار  يؤدي  الى انخفاض بقيمة 87 دولار في اسعار الذهب وهو ماحدث في الربع الاول من العام الحالي 2013م لكن الانخفاض كان بحدود 76 دولار للاوقية. 

اذن زيادة او خفض الميزانيات العمومية للبنوك المركزية تلعب دور هام بخفض او ارتفاع اسعار الذهب هذا يعني ان الذهب يؤدي مهامة كما يجب من خلال العمل كمقياس للعملة الورقية اما بضخ المزيد او خفضها داخل الاقتصاد.

اذن طبقا لدراسة بنك سوسيتية جنرال في حال بدا الفيدرالي الامريكي كما هو متوقع تدريجيا Taper خفض المحفزات بنهاية العام الحالي هذا يعني ان اسعار الذهب ستبدا بالانخفاض مع بداية العام القادم 2014م او العام الذي يلية خاصة بعد البدا برفع اسعار الفائدة عام 2015م حسب تصريحات الفيدرالي الامريكي تحت مستوى 1000 دولار الي 800 دولار.