إن أحد عناصر " برنامج حافز" هو صرف إعانة بشكل شهري لدعم وتحفيز الباحثين بجدية عن العمل والمستحقين للإعانة المالية وفقاً لضوابط الاستحقاق الخاصة بالبرنامج، وللحصول على هذه الإعانة يتعين على الباحث استمراره ومواصلته في البحث بشكل جاد عن العمل.
حيث أن الهدف الأساسي من هذه الإعانة المالية هو مساعدة الباحث في الحصول على عمل مناسب وليس الركون للإعانة كمصدر لدخل ثابت ، واسمحولي ان اكرر" الجدية وعدم الركون " !
أن تكون بلا عمل يعني أنك تواجه مشكلات لا وصف ولا حصر لها ، وفي ظل إرتفاع معدل البطالة وشح الوظائف يبقى الحل الدائم والأفضل لهذه المشكلة بالطبع هو خلق الظروف الملائمة والبدء فورا في عملك الخاص ، ولكن حتى يتحقق ذلك لا يجب أن ننتظر الهبات والصدقات من الدولة فاغرين الأفواه، مادِّين الأيدي، بل يجب أن نبذل ما استطعنا من الجهد في تحسين أوضاعنا المعيشيه.
مشكلتنا هذه لا تقتصر علي المملكة فقط، ففي دول اوربية كثيرة ان اللذين يحصلون على إعانة بدل البطالة يفضلون الاعتماد علي إعانة الدولة بدلاً من البحث عن عمل أو مصدر مستقل للكسب، وذلك بحجة أن ما يكسبونه من العمل لا يزيد علي ما يعطى لهم وهذا مبرر مخجل وخطير وضار بأصحاب هذا الاعتقاد .
إن ما تكسبه من عرق جبينك حق وكرامة تملكهما وحدك بلا منازع، وحفظ الكرامة من أن يلحق بها أذى أمر تدعو اليه كل الشرائع والقوانين، فبالعمل تعرف قيمة العرق والمال المتحصل منه، وبالعمل تكتسب المزيد من مهارات العيش، وتنفتح أمامك العديد من الفرص المستقبلية، كما أن دخلك من العمل يزيد ولا ينقص، بل حتى بعد التقاعد عن العمل لديك العديد من الفرص بما يسمى بحقوق المتقاعدين من التأمينات الإجتماعية.
ومع ذلك فإننا لا ندعي أن وجود فرص للعمل أمر سهل المنال، لكن العمل والبحث عنه يعتبر في كل القوانين حقاً إنسانياً مشروعاً، إلا أن الواقع شيء والمثاليات شيء آخر، واليوم، وبالذات وبما أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل 85% من تكوين وتركيبة القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية لذلك تسعى المملكة لدعم هذه المنشآت بتوفير وسائل تمويلية وهناك أكثر من 15 جهة تمويلية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
الأنسان السعودي في بلاده معروف بحبه وإخلاصه للعمل وعدم الميل الي الكسل والركود، وهذه بلا شك قيمة عالية وتراث ثمين يجب أن نعتز بهما ولا نفرط فيهما، رجالاً كنا أم نساءا.