لدينا والحمد لله حوالى ثلث تريليون برميل من النفط، وهذا يساوي ثلاثمائة مليار برميل أو ثلاثمائة ألف مليون برميل، وبالتالي لو استمررنا ننتج في حدود عشرة ملايين برميل يومياً فإن ما لدينا يكفي والحمد لله لثلاثين ألف يوم، أو ما يزيد على 82 سنة ميلادية، أو حوالى 85 سنة هجرية، ما شاء الله، وليس هذا فحسب، بل إنه منذ اكتشاف النفط لدينا في أوائل القرن الماضي ونحن نجد مخزوننا يزداد بصفة عامة كل سنة؛ بمعنى أنه بالرغم من كل ما يتم استخراجه وتصديره فإننا والحمد لله نكتشف كمية أكبر تعوض ما تم سحبه وبزيادة وبذلك ننهي العام بأكثر مما بدأناه.
بالتالي إن كان مخزوننا الحالي يكفي لإنتاج 85 عاماً والحمد لله فإن الاكتشافات المتوقعة مستقبلا بإذن الله قد تضاعف هذه المدة، أو على أقل تقدير توصلنا إلى مائة عام من إنتاج النفط، وبالتالي قد يبدو فعلا مضيعة للوقت أن نناقش نفاد النفط وهو بإذن الله مستمر لمائة عام أو أكثر، فأين المنطق من الاستعداد أو التخطيط لحدث يقع بعد مائة عام؟! وهل نجحنا في خطط الخمس سنوات لكي نفكر في التخطيط لمائة عام؟!
للأسف أجد أن هناك على الأقل ثلاثة أسباب أساسية وجوهرية تدعونا للتفكير جدياً في نضوب النفط، بل والاستعداد له؛ فأولا صحيح أنه ولله الحمد لدينا مخزون هائل من النفط، وأنه في تزايد، ولكن حتى لو كان لدينا ما يكفي لألف عام وليس لمائة فقط إلا أن نضوب النفط لا يعني بالضرورة زواله، وإنما هناك ما يسمى بالنضوب الاقتصادي.
فالنفط كان مخزونا تحتنا لمليون عام وليس لمائة ولكنه لم يكن ذا قيمة تذكر، فالفائدة ليست في النفط بحد ذاته وإنما الفائدة في استخداماته والطلب عليه، ولعلنا نتذكر في أواسط الثمانينات عندما انخفض الطلب على النفط وهبط سعر البرميل إلى أقل من عشرة دولارات وكيف انعكس ذلك على إيرادات الحكومة وعلى اقتصادنا، والذي حدث آنذاك ممكن أن يحدث مرة أخرى، فالنفط هو سلعة لها عرض وعليها طلب، وسعرها يتحدد على أساسها،وبالإضافة إلى ذلك فإن سعر النفط حساس جداً لأي تغير في العرض أو الطلب، فلو على سبيل المثال انخفض الطلب على النفط بعشرة في المائة فقط فإن سعره ينخفض بأكثر من ذلك بكثير وقد يصل للنصف،وهذا يعني انخفاض إيراداتنا إلى النصف، وهذا الاحتمال ليس مستحيلا أو حتى بعيدا، فهناك تطورات مستمرة في مجال الطاقة واستخداماتها وهناك منافسون جدد وبالذات من زيت الصخور (SHALE OIL) كما أن هناك تحذيرات من مخاطر بيئة متراكمة وقد تعمل جميع هذه العوامل أو أي منها لتخفض سعر النفط وبشدة، فلا يجب أن ننسى أن عند اكتشاف النفط لدينا كنا نبيعه بأقل من دولار واحد للبراميل.
وبالتالي أهمية النفط لنا لا تكمن في وجوده أو عدمه إنما تكمن في سعره وإيراداته، ولا يفيدنا إن كان لدينا أكبر مخزون من النفط ويكفي لإنتاج مائة عام أن صاحب ذلك انهيار في أسعاره لا سمح الله، وهذه الاحتمالات قائمة ومن الآن وليس بعد مائة عام؛ فلو نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في استخراج كميات هائلة من النفط الصخري، كما هو متوقع فعلا خلال السنوات القليلة القادمة أو نجح غيرها في توفير طاقة بديلة أو في ترشيد للاستخدامات الحالية للطاقة بشكل مؤثر، فإن أسعار النفط ستتأثر بشكل أكبر، ولو لا سمح الله هبط هذا السعر بحيث أصبحت إيرادات النفط أقل من تكاليف استخراجه وتصديره فإن هذا تماماً يمثل نضوبه، فوجوده مثل عدمه، لا يشكل أي فائدة لنا، صحيح أن هذا احتمال ضئيل وبالذات لنفطنا والذي يتميز بتكاليف منخفضة ولكن يظل هناك الاحتمال الأكبر وهو انخفاض أسعار وإيرادات النفط مما يدعونا للتفكير إن لم يكن للاستعداد ببدائل عن هذه السلعة والتي نكاد نعتمد عليها الآن كليا.
وللحديث بقية..
نقلا عن جريدة عكاظ
قرب ٢٠٢٠م ستستخدم المملكة معظم إنتاجها النفطي للطاقة، لا توجد دوله في تاريخ الإنسانية الحديث تجاهلة ٥٠٪ من طاقتها الإنتاجية و لم تواجه نكسات هائله (المرأه). كل ما تساوت المرأه مع الرجل في عين القانون (العداله) كل ما إنتعش الإقتصاد و زادت سعادة الأفراد و العكس صحيح.
شريك آخر في جريمة التضليل. كل ما ذكرت بداية من عمر البترول بالأرض يدل بوضوح على عدم تخصصك بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد، والمحزن في الموضوع إدعائك لأرقام كميات الإكتشاف، وصولاً للفترة الزمنية لإستمرار تدفق النفط بنفس المستويات دون أي إعتبار للنمو على الطلب (محلياً) وتناقص الإنتاج (الحتمي) للأبار الرئيسية كالغوار وبقيق. والله حرام، ستحاسب يوما ما على كلامك. يجب التركيز على تخفيض معدل إستخراج النفط للنصف على الأقل حتى تحفز بقية جوانب التنمية بشكل حقيقي ومتكامل. أما ما يحصل الآن فهو جريمة في حق الأجيال القادمة.