يبدو جليا بعد التطورات التى صارت تفرض نفسها على وقائع الاحداث والمتغيرات التى وكأنها ترسى قواعد جديده فيما يخص الثقل الاقتصاد العالمى بعد تصاعد نجم الصين ومن ورائها الهند والبرازيل ودول "ناشئه اخرى" -حسب التصنيف الغربي العنصري- يبدو ظاهرا بوضوح اضمحلال الدور المنوط بمجموعه السبع الصناعية، والتي حملت بذره افول نجمها بنفسها بعد دعوتها لتوسيع دائره الحوار عام 1999 بعد الضربه القاسيه التى تعرضت لها نمور جنوب شرق اسيا والمكسيك، كى تعلن بطريقه ضمنيه عدم مقدرتها على مواجهه التغير الذى طرأ على الساحه الدوليه.
ولم تكن تعلم مجموعه السبع ان وتيره الاحداث ستبدو دراميه بهذا الشكل الذى اصبحت عليه الان فالزخم الاعلامى والاهتمام السياسى والاقتصادى توجه بقوة نحو مجموعه العشرين خصوصا بعد النجاحات الملموسه التى حققها الاقتصاد الصينى على ارض الواقع، وصارت لديه القدره – من واقع الاحداث- أن يؤثر فى اتجاهات العالم الاقتصاديه لاحتوائه على قوى بشريه واقتصاديه هائله باستطاعتها احداث هزات عنيفه فى نظام العرض والطلب العالمى سواءا على صعيد المواد الخام او المنتجات النهائية بشكل مباشر.
ولا أدل على ذلك من احتلال الصين للمركز الاول على المستوى العالمى فى تجاره السيارات مطيحهً بالولايات المتحده الامريكيه التي كانت المستهلك الاول بلا منازع، ايضا تجاره الالماس والتى كان اليابانيون يحتلون صداره الدول التى تطلب منتجاته لتأتى الصين وتنتزع تلك المكانه كدليل آخر على تغير فى النمط المعيشى والرفاهيه الناتجه عن الازدهار الاقتصادى.
ان اجنده مجموعه السبع الصناعيه والتى بدأت اجتماعاتها فى كندا يوم الجمعه الماضيه يؤرقها انخفاض سعر صرف اليوان الصينى، تماما كما تؤرقها ديون بعض دول الاتحاد الاوروبى وتفاقم العجز اليونانى والاسبانى وكذلك البرتغالى – وعن قريب ايطاليا - فدول مثل الولايات المتحده وفرنسا وكندا والمانيا وانجلترا واليابان وايطاليا لا تريد ان تقف مكتوفه اليدين ومعصوبه العينين امام نهر المليارات التى تصب فى بكين جراء ارتفاع صادارتها بشكل قياسى - حسب آخر ارقام ديسمبر 2009 تمتلك الصين احتياطى قدره 2.4 تريليون دولار- لتنتزع من المانيا المكانه الاولى العالميه فى حجم الصادرات .
وربما آثار ارتفاع قيمه الدولار الامريكى مؤخرا غيظ الدول السبع الصناعيه حيث تظل الصين رابحه مرتين من ازدياد الصادرات، وانخفاض قيمه اليوان الصينى امام الدولار – والذى يراه البعض متعمدا وهو كذلك فعلا- وبالنظر الى اجتماعات "اكالويت" الكنديه فانها تبدو ناقصه والى حد كبير، يبدو الاجتماع وكأنه يفتقد الى جرأة "الشباب" وحيويتهم ومن ثم يظل الايقاع رتيبا وبطيئا بحكم "سن" حاضريه.
فالدول الغربيه لن تستطيع التخلى عن خطط التحفيز – رغم انفها - وهذا امر متوقع تماما فالاقتصاد الملكى البريطانى بالكاد خرج من دائره الركود الى "الانتعاش اللحظى" بفاصل 0.1% وهو يلهث كالشيخ العجوز الذى لا يستطيع ان يتنفس طبيعيا بعد خروجه من غرفه العنايه المركزه والاتحاد الاوروبى يثقل كاهله مشاكل عجز اليونان وترنح البرتغال واسبانيا ومن ورائهم ايطاليا.
وحتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ورغم ميزانيه اوباما – التقشفيه 3.8 تريليون دولار- لديها اشكاليات لم تطفو على السطح بعد وتبدو كقنابل موقوته وليست قنبله واحده، حيث البطاله ومشكله الدين العام وضعف الائتمان وغرق البنوك فى تجاره المشتقات دون الاهتمام بالاستثمار المباشر والاهم هو جشع الرأسماليه المفرط. حتى كندا نفسها فان اقتصادها مرتبط الى حد كبير بالاقتصاد الامريكى ويتأثر بكل شارده ووارده تطاله.
ان الاقتصاد العالمى بات يهتم بأمر الاقتصادات الناشئه نتيجه لانجازاتها الملموسه – كما تابعنا مثال الصين - لذا فالاهتمام بدا وكأنه ينحسر عن مجموعه السبع لصالح مجموعه العشرين فليس منطقيا ان نناقش امرا يهم الاقتصاد الصينى وهو غائب لذا تظل الاضواء خافته فى أكالويت الكنديه .
والله تعالى اعلى واعلم ودمتم بخير
الصين ارقت الكثير من الدول الصناعية