الولوج إلى الأسواق العالمية من بوابة التسويق

23/03/2013 0
نايف آل خليفة

لم تعد ثقافة تسويق المنتجات والخدمات كما كانت عليه في العقود السابقة , والتي كانت تتخذ من أسلوب التسويق التقليدي نهجاً لها، وهو الأمر الذي كان بالتأكيد يتناسب مع ثقافة وطبيعة المستهلك نحو المنتجات في حينها , إلا أن الأمر أصبح يتشكل فيما بعد مع مرور الزمن بصور وأساليب تمتزج بين الوعي المجتمعي المرتبط بالحاجات والرغبات ومتطلبات الحضارة وفق معايير الذوق والتأثير، وهما العاملان الرئيسيان في تحقيق رضى المستهلك والقدرة على التواجد في الأسواق العالمية بشقيها الإنتاجي والخدماتي.

وفي أعتقادي لا يزال عالمنا العربي وبعض الدول الناشئة لا تدرك أهمية المواكبة والتطوير المستمر المبني على الوعي والتطور الحضاري ؛ حيث أصبح المستهلك أكثر وعياً نحو المنتج ولم تعد حاجته ورغبته لقبول المنتج كما كان عليه الأمر في السابق؛ حتى أنك تجد أن بعض المستهلكين لا يقبل المنتج إن لم يكن قد ساهم في تشكيله بأفكاره لتكون مقبولة وترضي حاجته ورغبته، وبحسب نوع أو حجم أو تكلفة المنتج , حيث جاء في تقرير مبيعات شركة السيارات العالمية أن 63% من مبيعات الشركة كانت للسعودية وأن الطلب يتم وفق " مواصفات خاصة يتم تلبيتها، أهمها كتابة اسمه أو الحرف الأول من الاسم على مقاعد السيارة، وألوان مختلفة".

ومما يؤسف في هذا الأمر أنك تجد بعض الأسواق الناشئة لازالت تسير خِلاف هذا الواقع , ولم تستفد من تجربة الدول المتقدمة في خلق مفاهيم جديدة مبنية على دراسة السوق والتعامل مع معطياته وفق شرائح (ديموجرافية) وأدوات حديثة، والنظر إلى ذوق المستهلك بمنظور شمولي وعالمي والإنسجام مع التطور المستمر بناءاً على عوامل المنافسة, مما يمنعها من وصول منتجاتها إلى الأسواق المنافسة المحلية فضلاً عن الأسواق العالمية.

يقول (كوتلر) في كتابه الغني بالأفكار التسويقية (كوتلر يتحدث عن التسويق) "ليس من العجب أن يشكو العديد من رؤساء الشركات التنفيذيين من أن تسويقهم غير فعال. إنهم يرون شركاتهم تصرف الكثير على التسويق ولكنها تنجز القليل. أحد أسباب ذلك أنهم ينفقون الكثير على نفس النمط القديم للتسويق الذي تعودوه في الماضي".