المتربصون

14/03/2013 40
صالح الروضان

في الدول المتقدمة تجد مشكلة البطالة والفقر بين مواطني هذه الدول ومن زار عاصمة المال نيويورك وبالتحديد مانهاتن سيرى ان هذه الجزيرة التى تتحكم في اسواق العالم وبورصاته يسكن فيها ومن مواطنيها فقراء لا بيوت لهم وتنتشر فيها الجريمة والفقر وبشكل ملحوظ.

وكذلك الحال في معظم العواصم الاوربية تجد في الشوارع من ينام في درجة برودة تحت الصفر امام المارة وعلى مرئى من الشرطة وتنتشر وتتكرر فضائح اخلاقية وجرائم وتجاوزات وحالات فساد من مسئولين ومشاهير بل وربما من بنوك وشركات عالمية.

هناك من يتربص كل مشكلة تظهر على الوجود في المملكة فيضخمها وربما سيسها لحقن انفس المواطنين بقصد او غير قصد محاولا ان يصور هذه المشكلة كظاهرة وربما يضيف عليها الكثير من الاشاعات والاستنتاجات لتضاف الى رصيد الاحباطات المتراكم والمنتشر عبر وسائل الاتصال المتنوعة التي سرعة انتشارها تتجاوز سرعة الصوت.

في الغالب تستطيع تمييز المتربص من الغيور وبسهولة من خلال متابعة ما يثير وأسلوب طرحه للقضية وكذلك من خلال انصافه بالثناء على من يعمل عندما ينتج وينجح بغض النظر عن خلافه معه في قضية اخرى  الإنصاف اذا فقد من الشخص فقد اتبع هواه.

حتى "الربيع العربي" والذي اجتاح العديد من الدول العربية وكان نتيجته الاطاحة بأربعة رؤساء هو الاخر له وجهان فحسب التقارير اكثر من مليون مصري فقدوا وظائفهم العام الماضي و البطالة في تونس ارتفعت الى اعلى من قبل الثورة و انكمش الاقتصاد المصري وكذلك الحال في تونس ويتوقع ان تصل البطالة في الدول العربية بحلول عام 2015 الى 52 مليون عاطل عربي كانت في عام 2010 عند 32 مليون عاطل.

تأمل اخي القاري هذه الاية  (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).

وهل ابتليت بشي من الخوف أو الجوع أو الحاجة والدَين أو النفس أو الكساد !!

الامن في الوطن والصحة بالبدن نعمتان لو فقدناها لن تجدي مقابلها كل الحلول والأموال ومن كان امن في وطنه معافى في جسمه وجب عليه ان يستغل هذه النعمتين ولا يركن الى الاتكال وانتظار الحلول من الاخرين أو التشكي بل مطلوب منه شكر الله على هذه النعمتين وذلك بالعمل وبذل الجهد والأسباب  "العزم" ثم يتوكل على الله  " فإذا عزمت فتوكل على الله ".