فقاعة الودائع البنكية.

07/03/2013 1
سلطان مهنا المهنا

الاقتصاد الامريكي اقتصادا يعتمد على الفقاعة أكثر من اعتماده على الدورة الاقتصادية الاعتيادية وهي لفترة ما بين التوسع (النمو) والانكماش (الركود) يخرج من فقاعة ليدخل في اخرى بعد فقاعة أسعار النفط والسلع في السبعينات الميلادية.

وفقاعة الادخار والقروض (L& (Sوالتى تحولت الى ازمة في الثمنينيات الميلادية, شهد منتصف التسعينيات الميلادية بداية فقاعة شركات الانترنت والتي وانتهت عام 2000م -2001م تلتها مباشرة فى عام 2002م-2003م فقاعة الإسكان وانتهت عام 2007م- 2008م.

بعد ذلك مباشرة وتحديدا شهر ديسمبر من عام 2008م بدا الفيدرالى الامريكى العمل بالسياسة النقدية والتى تعرف باسم التسيير الكمى الاول (QE1) اعقبة فى نوفمبر 2010م المرحلة الثانية من QE2 مرورا بعملية التفاف او التواء (Twist) فى 2011م الى التسيير الكمى الثالث سبتمبر 2012م وحتى ديسمبر 2012م وبداية التسيير الكمى الرابع.

وذلك بقيام الفيدرالى بشراء السندات المدعومة بالرهن العقارى (MBS) وسندات الخزنة من البنوك من خلال تغذية احتياطاتها (البنوك) لدى بنك الاحتياط الفيدرالى بدون اصدار نقدى جديد لذلك دائما العرض النقدى فى الولايات المتحدة لايتاثر كثيرا بالمحفزات الاقتصادية على الرغم من ضخامة الدعم الحكومى للاقتصاد بعد تغذية احتياطات البنوك لدى الفيدرالى الامريكى وذلك بزيادة حجم ودائع تلك البنوك عن طريق الكمبيوتر( تلك هى الالية التى يتبعها او يعمل بها الاحتياطى الفيدرالى الامريكى لاستحداث (create) اموال وايداعها لدى البنوك) تقوم البنوك مثل جولدمن ساك وجيبى مورجن تشيسى مباشرة بنقل وايداع تلك الاموال او الارصدة فى حساباتهم،التى تسببت و انعكست بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية على مؤشر الداو حيث ان المؤشر فى 9 اكتوبر من عام 2007م اى قبل الازمة المالية كان عند مستوى 14,165 نقطة بعد اقل من 18 شهر انخفض الى اكثر من 50% عند مستوى 6594 نقطة وذلك فى شهر مارس من عام 2009م.

لكن منذ ذلك الوقت و حتى الان و خلال الاربع سنوات الماضية (2009م- 2013م) ارتفع مؤشر الداو الى اكثر من الضعف وبنسبة تجاوزت 110% وتجاوز المؤشر اغلاق اكتوبر 2007م اى قبل الازمة المالية ووصل الى مستويات غير مسبوقة.

وصلت باقفال السوق الثلاثاء الماضى الى 14,254 نقطة وهو ارتفاع قياسى جديد و ايضا زمن قياسى للتعافى يعد الاقوى فى تاريخ الداو خلال فترة 4 سنوات فقط مقارنة بالتعافى من انهيار عام 1929م والذى استغرق 25 سنة.

بدون اى مؤشر على تحسن او تعافى للاقتصاد الذى لايتجاوز النمو فية 1% و معدل نمو ارباح الشركات بالسوق (EPS) 1,18 % وهى ارقام غير مطمئنة  او مشجعة للاستثمار فى الوقت الحالى الذى من المتوقع ان يشهد ظهور فقاعة الودائع البنكية.

التى اوجدها بنك الاحتياط الفيدرالى من خلال سياسة التسيير الكمى منذ عام 2008م وحتى الان بانهيار ( وهو فقدان السوق لاكثر من 10% من قيمتة خلال ايام قليلة) او بنسبة تصحيح وهى خسارة 10% او اقل لمؤشر السوق خلال فترة قصيرة.